17 نوفمبر، 2024 3:50 م
Search
Close this search box.

اين نحن من مئات الراسبين ؟

اين نحن من مئات الراسبين ؟

ذات يوم في احد الاماكن العامة تسلل الى سمعي حديث بين ام وطفلها الذي يبدو في العشر او التسع سنوات من عمره اذا بالولد يخبر امه ( ماما المعلمة اليوم انطتني بالاملاء ٣ ) ماذا تتوقعون اجابة الام
( ليش تنطيك ٣ غير تكولي حتى اخابرها ارزلها ليش احنا منطين فلوس بمدرسة اهلية حتى تنطيك ٣ ) لم استطيع ان اتمالك نفسي توجهت نحوهم ووجهت الحديث لهذه الام قائلة ارجوك لاتعودين ابنك الاساءة الى مدرسته عندما تحرضينه بهذه الطريقه على معلمته يصبح عنيدا لايسمع اي كلام او نصح من معلمته يجب ان تربيه على احترام الاخرين واولهم معلمته فهي ام ثانية له وكان يجدر بك ان تخبريه ابني ادرس وثابر حتى تاخذ الدرجة الكاملة لاتقولي له انت في مدرسة اهلية واحنا دافعين فلوس !
لااريد ان اطيل عليكم هذه الام وامثالها الكثيرين ممن يفكرون ان التعليم الاهلي معناه نجاح بدون مجهود ولاتلام اذ ان قوانين المدارس الاهلية التي اصبحت بيد المتنفذين والتي لاتحمي المدرس او المعلم وتضمن حقوقه وتجعله اداة بيد المستثمر جعلت من التعليم ينحدر شيئا فشيئا فأصبح لدينا مدارس اهلية بمسميات مختلفة
لكن ماالذي ساهمت به هذه المؤسسات في تطور التعليم وتقدمه فنحن سنة بعد اخرى نتأخر في مسيرتنا التعليمية وها نحن امام مئات من الراسبين ولاالقي اللوم فقط على المدارس الاهلية او القائمين عليها انما على النظام التعليمي برمته فنحن مع تسنم كل وزير جديد للتربية والتعليم يغير المناهج ويلغي سياسة الوزير السابق ولم يسأل احدهم نفسه هل هذه المناهج متناسبة مع مستوى طلبتنا وماالنتائج التي تعود على العملية التعليمية من تغير هذه المناهج غير الايفادات والمبالغ المالية الطائلة التي تصرف على شراء وطبع هذه الكتب من الدول المجاورة او الاجنبية وتستمر العملية التعليمية بالانحدار وهبوط مستوى الطلبة حتى شهدنا هذه السنة مئات من الراسبين والسؤال هنا اما ان الاوان لنقف قليلا ونفكر بخطة تعليمية جديدة تنهض بمستوى التعليم ثم مامصير هؤولاء الراسبين نعطيهم فرصة ثانية او ثالثة او نجعلها سنة عدم رسوب وتتصورون هذا هو الحل ؟
الى متى نستمر مثل النعامة التي تطمس رأسها في التراب اما ان الاوان لنواجه مشاكل مجتمعنا الحقيقة ونبحث عن حلول جذرية وناجعة لها فالتعليم هو الوسيلة الوحيدة التي ترتقي بها الامم فكيف نرتقي ببلدنا ونحن نعاني من هذه المشاكل والافئات التي نخرت في كل مفصل من مفاصل مجتمعنا واولها العملية التربوية لااعلم نخاطب من ام نوجه حديثنا الى من فالجميع يتبرء من المسؤولية وعام يلحقه عام ونحن على اعتاب عام دراسي جديد وراسبين السنة الماضية يبدأون من جديد ومناهجنا واساليبنا ذاتها .. حقيقة لااعلم كيف اختم هذا المقال سوى ان اقول لله درك ياعراق !

أحدث المقالات