23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

اين انت يامانديلا !؟

اين انت يامانديلا !؟

لايمكن ان يوصف الوضع العنصري في جنوب افريقيا باقل مايقال بأنه اسوء ماعانته البشريه في العصر الحديث وخاصة في منتصف القرن الماضي ! فالبيض الوافدون الى جنوب افريقيا السوداء حملوا معهم كل معاني الظلم والاضطهاد والتفرقة العنصرية البغيضة وتعاملوا مع اهل البلاد الاصليين بمنتهى الوحشية والقساوة الى حد كان فيه البيض يعاملون حيواناتهم برفق اكثر مما كانوا يعاملون البشر في تلك الدولة التي عانت الامرين . ومع الاحساس بالظلم الرهيب كان هناك البعض من قادة السود ينظرون الى الاحتلال العنصري بنظرة فد تكون غريبة نوعما على مايجب فعله في مواجهة البيض ! وفي مقدمة هؤلاء القائد الاسطوري نيلسون مانديلا الذي تحمل اعباء طلب الحرية لابناء شعبة اكثر من نصف عمره اقضاها في السجون والمعتقلات فكانت رسالته قد اجهضت مضاجع المحتلين ووضع رسالته التي اخذت مساحة كبيرة تعدت في اهميتها حدود دولة – روديسيا العنصرية – وبات العالم ينظر لهذا الرجل بنظرة اجلال واحترام لكونها رسالة سلمية كان اطار محتواها السلم والتضامن والمحبة بين المظلوم والجلاد ! فانفضحت ادعاءات العنصريين الى حد جعل من المحتلين لايعرفون ماذا يفعلون ؟ وفعلا وصلت رسالته واستطاع ان يجد نظاما جديدا بين فئتين ليس هناك اي تفاهم بينهما . ومع ان مانديلا كان يعرف بقساوة المحتلين الا انه وجد انه كان لزاما عليه ان يرضخ للواقع المرير الذي يعيشه ابناء جلدته !فانتصرت ارادته ورسالته السامية المعبرة عن حقوق هضمت وبلا رحمة من محتل كانت تخلوا كل معتقداته وافكاره من رحمة او حرية لابناء جنوب افريقيا وفعلا تحقق ماكان يصبو اليه هذا الرجل العملاق الذي اصبح انموذجا لدعاة الحرية والتحرر ! فقامت جمهوريته الرائعة واكتفى بما كان مقرا بالقانون واقضى فترته وخرج مرفوع الراس ليعطي درسا عالميا بالتضحية وبحقوق الانسان وبالدولة الحديثه فعاش بعد ذلك البيض والسود تحت راية واحده !!! اذن اين نحن من كل هذا فالفرق كبيرا بيننا اقصد بين اهل السياسة عندنا وعند جماعة مانديلا ! فالحمد لله الكل هنا عراقيون ! وكلهم من ابناء جلدة واحدة . ولهم نفس الجنسية ونفس الدين ! فلماذا هذا الصراع الدموي بين كتل سياسية واحزاب لانعرف لغاية هذه اللحظة مصدر تمويلها ! الم يكن هناك رجل يضحي بنفسه من اجل هذا البلد الذي تمزق بالوان الطائفية اليس هناك من رجل شرب حليب امه الطاهره لكي يستنهض من جديد ويقدم مايمليه عليه واجبه الوطني للحفاظ على وحدة هذا الشعب . لماذا الكل يغني على ليلاه ؟ فديننا هو ارحم الاديان وبالمقابل هناك من الاحزاب الدينية مالديها القدره على تخطي الصعاب والوصول بالبلد الى ناصية الامان ؟ كنت اتمنى ان تكون هناك محاضرات على الساده اعضاء البرلمان لافكار وتطلعات المرحوم نيلسون مانديلا ! من جانبها الوطني وليس الديني خوفا من قيام البعض باتهامنا بالتكفيييييييير !!! اتوسم ان تكون هناك صحو ضمير ووازع وطني يحمي هذا البلد من من يوم قد يكون فيه افضل من غدا !! انها محنة واقل مانقول انا لله وانا اليه راجعون !