21 ديسمبر، 2024 6:54 م

اين البواكي على من فقد؟!

اين البواكي على من فقد؟!

لا يختلف اثنان في العراق اليوم ان داعش تتراجع رغم بعض الهجمات هنا او هناك، وان الحشد الذي يقاتل ويفرض سيطرته على المناطق المنكوبه والمغلوب على امرها والفارين اهلها منها، والذي يحصل ان هناك تخريب وقتل وتهجير وتغير ديمغرافية المحافظات واطراف بغداد وهي المناطق التي شهدت يوما ما انتفاظات ضد الظلم وكانت العقوبة اليوم لما فعلوه بالامس ، والمشكله الاكبر ان تهجر كل العوائل ويقتل الرجال وترمل النساء بدون جريرة او ذنب سواه انهم يسكنون هذه المناطق وتاتي الميليشيات ولديها حصانه فتفعل ما لايمكن ان يتخيله العقل البشري فهي تهدد الناس ان يتركوا المنازل دون ان ياخذوا منها اي شيء ودون سابق انذار تشعل النار على الاهالي ، وتهدم المنازل وتحرق الابنية حتى ان الكثير من الناس يؤيد ان داعش غير موجود عند هجوم الميليشيات او مايعرف بالحشد الذي يحصد الموطنين وكذلك يحرق الممتلكات والابنية.

الحوادث تترا وكل يوم نسمع مصيبة جديدة ، خطورة استفحال الميليشيات كقوة خارج سيطرة الدولة، مع ان الدستور حرمها وبشكل واضح، ولذلك لانعرف كيف تكون بعض مناطق بغداد منزوعة السلاح وباقي مناطق غير ذلك وكيف تكون منزوعة، الامر فية غموض ولبس وكيف تبقى الميليشيات وتحت اي مسمى.

والتساؤل هنا عن التحقيقات في كثير من الجرائم التي ارتكبتها وخاصة بروانة والرمادي والشيخ الجنابي حتى ان هناك كثير من الجرائم ذهبت ونسيت وطوت صفحة جديدة فوقها، الاعمال الارهابية تطول الابرياء المدنيين والذين لابواكي لهم فهم فوق ما تهجروا وتركوا منازلهم تحت القصف والقتل والخطف والاعتداء، وصل الامر بمنعهم العودة لمنازلهم، وهذا ضيع الوحده الوطنية التي نادى بها كثير من الساسة بعد ان قطعت الروابط بين افراد المتجمع الواحد بفعل الحكومة والسياسيين ، والتجاوز على الناس واستهدافهم صب جام الانتقام عليهم بدون جريرة تذكر ،وهذا الذي حصل ويحصل يوميا ولاحد يذكر هذا الا بعض التصريحات الخجولة والبسيطة التي لاتكون بحجم الكوارث التي تعصف بابناء الوطن،

الجريمة مستمرة ولن تتوقف والحكومة التي مسؤولة عن امن المواطن، بدات الحرب على قوت المواطن وبدل ان تفتح لهم باب الخيرات نراها تتعامل باشاعات تتحول بعد ذلك الى حقائق وكلها تصب في قطع الارزاق والتعدي على ابسط الحقوق .

وفي ظل هذا الصخب ، أين كانت الحكومة خلال عشر سنوات عن تقديم أي إنجاز حقيقي خاصة للطبقات الفقيرة والمسحوقة، والتي يتنامى تواجدها حول المدن كسياج من بيوت الصفيح التي لا تليق بحياة الإنسان وكرامته، في وقت تتنامى فيه طبقة أصحاب الملايين وهو استمرار لمسلسل الفساد الذي اقترن بمسلك الحكومة ، من دون إنجازات حقيقية على الأرض تعالج مشاكل المواطنين وتسد احتياجاتهم.

بينما يتخبط العراقي في دمائه الغزيرة التي تهرق يوميا في مسلسل الإبادة الذي تقوم به العصابات الإرهابية، تحاول الحكومة لفت الأنظار بعيدا عن عجزها التام وفشلها المفضوح في مواجهة هذه الكارثة الوطنية، بل وأكثر من ذلك لا مبالاتها إزاءها حتى صار التعامل معها وكأنها ضرب من الأمور العامة التي تشهدها الحياة اليومية في العراق.

هل يشكو العراق من شحة في موارده المالية ولا تنقصه مصادر التمويل ، وتصريحات المسؤولين تتناقض بما وصل إليه العراق في مستوى إنتاجه اليومي من النفط في زمن قياسي بعد عام 2003 بما يجعل العراق البلد الأول في هذا المضمار ، ومع ذلك حينما يتعلق الأمر تظهر التصاريح المثيرة للشكوك تتباكى الحكومة حول نقص موارد العراق بحيث لا تكفي لإنجاز وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، ويظهر العجز في الموازنة الاتحادية، ومع أنه من الواضح جدا بأن المسؤولين ينسون ما يدلون به من تصريحات متناقضة يراد بها التأثير في المواطنين. ونسمع حاجة الحكومة حول حاجة العراق الى البحث عن التمويل او الاقتراض وتنسى حياة مواطنها وكيف يمكن رفعها.

هكذا المواطن لم يجد من يبكي عليه او من يحزن منذ عشرات السنين والعراقيون بين قتيل وشريد وسجين بالرصاص بالنار وفي كل مكان، كأن بلدنا لا سيادة او كرامة له وكأن ضحاياه لا بواكي لهم .