17 نوفمبر، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

ايكون الماضي عائق لنامن بناء الحاضر والانطلاق نحو المستقبل ؟؟؟

ايكون الماضي عائق لنامن بناء الحاضر والانطلاق نحو المستقبل ؟؟؟

ليس معيبا أن يكون الماضي جزءمن حياتناولاضير إن كان الماضي اساسا وقاعدة للانطلاق ومن لاماضي له لاحاضرله ولامستقبل ولكن التراجع المخيف والكبوة أن يكون الماضي حياتنا كلها اي نعيش الماضي ونكتفي ..ونقف عندها بتفاصيل وقوانين وعلاقات واتفاق وجدل وخصومات وتكتلات وثقافات وقراءت ووو الخ..
نريد أن نعيش في الواقع ، بقوانين القرون الماضية ، ونريد أن نفسر أحداث الماضي ، بقوانين الحاضر ، ونريد أن يكون الطرف الآخر مجرم بأي شكل من الأشكال ، ونريد أن ننتصر مهما كان الثمن ، ويا ليت الصراعات التي سنخوضها بخلفياتنا التاريخية ستحرر الأوطان أو ستبني لنا مجداً تفتخر به الأجيال في المستقبل ، أو ستعطينا قوة نستطيع من خلالها أن نبسط نفوذنا على العالم أو نكون في مصاف الدول الكبرى على أقل تقدير .

جدل متواصل من يدخل فيه لا يخرج منه أبداً باحثون واكاديميون لا يقدمون لنا دراسات منهجية بل دراسات ممولة في توجه معين إما مع أو ضد ، وحوارات جانبية كثيرة تدور ، واعمال فنية ومسلسلات كل هذا يحدث لكي يزرعونا في الماضي ، ولكي نبتعد عما نعانيه من مشاكل كثيرة في الواقع ، فلو استبدلنا الجدل بين الشيعة والسنة عن أحداث كربلاء مثلاً بمناقشة مشكلة الفقر في الوطن العربي لوجدنا لتلك المشكلة آلاف الحلول ، ولو أننا حولنا المحاضرات التي تنتقد أو تؤيد الدولة العثمانية لدراسات تبحث في سبب تخلف البحث العلمي في دولنا الإسلامية ، لتمكنا من بناء جامعات ومدارس على اعلى مستوى .

لكننا مصممون أن نبقى ضمن سجلات الزمن الماضي ، وفي فهارسه وسطوره الباهتة ، نبحث عن الأخطاء أو نبحث عن الامجاد ، ولا ننظر لواقعنا المتدهور ولا نبحث عن الحلول المناسبة لمشاكلنا التي نعيشها ولا نواجه أعداءنا ، ولا نفكر في تنمية البشر ولا الحجر ، سخرنا كل وسائل التطور لتساعدنا في التنقيب في سجلات الزمن الماضي في حين أن اغلب دول العالم استخدمت نفس الوسائل لترتقي وتصنع لها مجداً تفتخر به ، بينما نحن صنعنا لأنفسنا مشاكل جديدة تضاف لمشاكلنا الحالية .

لا أدري متى سينتهي هذا الجدل ؟ ومتى سنفيق من سكرة الماضي التي نعيشها ، نريد أن نفسر كل شيء حصل في التاريخ ، ونريد أن نجد له حلول ، ونريد أن ننتصر بأثر رجعي على أعدائنا ، لكننا في الواقع نخسر حاضرنا ولا نستغل الفرص التي تتاح لنا لكي نتعلم وننتج ونصنع ونزرع ونتطور .

المؤسف أن الجدل الذي يحدث لا يستخدمه الأشخاص فقط في وسائل التواصل الاجتماعي بل تستخدمه بعض الدول لتبرر وجودها وتقنع شعوبها أننا اعمق من غيرنا ، ولنا حضارة اقدم ونملك ثروة اكبر ، ونحن اقوى ، ونحن ارقى ، ونحن ، ونحن ، ونحن .

نفتخر بالسراب ، ونبني لا لكي نصنع تاريخاً بل لكي نتفاخر على بعضنا البعض ، ويعاير بعضنا بعضاً ، وفي العشر السنوات الأخيرة أصبحنا نقتل بعضنا بعضاً للأسف .

علينا أن نعود للواقع ونطرح مشاكلنا على الطاولة ، على الحكومات أن تنظر للتاريخ على أنه مصدر للعبرة ، ومصدر للمعلومات لا أكثر ، وتنظر للواقع بشكل جاد تناقش مشاكله وتعالجها وتصنع تاريخ جديد يجعلنا على أقل تقدير نكسب احترام العالم ، وعلى الشعوب أن تكون أكثر وعياً ولا تنساق خلف كل فكرة ، وتتبع كل حوار او جدل يثور ولا يولد سوى الدخان ، على الشعوب أن تعرف أن الماضي انتهى وليس بمقدورنا التاثيربمامضى وأن ما يمكننا التأثير فيه هو الواقع ، وما يمكنها أن تبني فيه هو المستقبل .
ليكون الماضي استلهام لمواقف عظيمة صنعت امجادا خالدة اوعزيمةاقامت حضارات لتذليل صعوبات في واقعنا تقف في ميدان التطورواللحاق بركب من سبقونا في العلم والتحديث التكنولوجي ونهضة التحديث التقني والمعرفي لا أن نتغنى بماضينا وننسى حاضرنا
ومستقبلنا!!؟

أحدث المقالات