23 ديسمبر، 2024 12:14 ص

ايقونة الجمال والحلا بين يدي طبيبها الجراح الذي يفتح في جسدها البض جرح جديد يؤلم حقا ولكن هو في الحقيقة ركيزة للشفاء بأذن الله تعالى.
آه …ايقونة الجمال والحلا.
كم مرة طرقت ابواب الاطباء تسألين الله تعالى قبل سؤالهم العلاج الشافي والدواء الناجع.
ترى …لماذا تخبطوا الاجوبة والادوية والجراح ….؟
من المسؤول حين يخطئ الطبيب التشخيص الصحيح ويصف الدواء الذي يرفع درجة الخطر .
هل اقسموا القسم المقدس وادوا الامانة ….الاغلب الاغلب نعم اقسموا القسم وادوا الامانة بقدر ما هو ممكن او بالإمكان …لكن هناك من جعل حياة المريض اداة للعب او حقلا للتجربة لا يهمه سوى الكسب والشهرة ولو على حساب صحة المريض بل وحتى حياته .
نسأل الله تعالى لك العافية ,نسأله بكل ايمان قلب ويقين نفس ,إن الله تعالى سميع مجيب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه .
……………..
بالأمس وقت العصر وعند الغروب وفي المساء .
وقفت ايقونة الجمال والحلا في مطبخ بيت عمها ومع اخواتها وبنات العم صنعت الحلوى الطيبة وقدمتها للحاضرين الذين تلذذوا بمذاقها كأطيب ما تكون الحلوى فهي كحلاوة روحها وجمال طبعها الكريم.
بالأمس وقت العصر وعند الغروب وفي المساء.
تبتسم ايقونة الجمال والحلا وتتمتم القول:
في الغد ستكون العملية الجراحية ………………….
حين يرتسم الاسى على محيا الحاضرين الذين تسكن قلوبهم جميعا ايقونة الجمال والحلا نراها تضحك بهدوء ضحكة كما الموسيقى العذبة وتقول:
لابأس …لابأس ولا ضير….انها ليست المرة الاولى.
وتواصل الحديث :
قد تعودت ….بعد لحظات من الصمت قالت:
هل تعلمون…؟
رفع الجميع اليها رؤوسهم مستفهمين.
فعادت ثانية للحديث موضحة:
حين قدمت تقاريري الطبية الى الطبيب الجراح لبث وقتا غير باليسير صامتا وقد ارتسمت على محياه علامة كبيرة للحيرة ويبدو انه يريد قولا ما لكنه يجدني غير قادرة على تحمل وطأته لذا طال به الصمت وطال بي الانتظار ولذا لم اجد بدا في ان اقول له بنبرة الواثق المطمئن :
قل ايها الطبيب انني على اتم الاستعداد للاستماع .
نظر اليَّ مليا وتمتم قائلا:
انه امر ليس بالخطير ولكن …………….
لم يكمل عبارته وظل حائرا كأنه يختبر مدى استعدادي لتقبل الجواب.
بدوري شجعته وهتفت:
قل انني على استعداد لتقبل ما تقول.
لكنه ظل مترددا يمسك رأسه بين يديه ويتحاشى النظر اليَّ وتقف الكلمات التي يريد قولها على شفاهه ما دفعني الى ان اكرر عليه ضرورة الجواب.
لابد من العملية…..
قال هذه العبارة بنبرة الآسف الحزين .
ابتسمت وقلت له:
هكذا….لابأس …لابأس ولا ضير لا أجد من المناسب هذا الحرج في هذا الجواب…
دهش الطبيب لصبري وعجب لشجاعتي وانطلق صوته قويا هذه المرة مرددا:
أول مرة أجد مريضا يشجع الطبيب على قول الحقيقة وتقبلها برضا وشجاعة.
قلت له :
ايماني بالله تعالى هو سر شجاعتي .
انهت ايقونة الجمال والحلا حديثها وحديثها لمس شغاف القلوب وارتفعت الايادي بالدعاء لبارئ الارض والسماء ان يكون هو الله تعالى خير حافظا وهو أرحم الراحمين.