23 ديسمبر، 2024 5:00 م

ايـــاد عــلاوي وخيــار التيــار الرابــع

ايـــاد عــلاوي وخيــار التيــار الرابــع

ربما ينفرج الحراك السياسي ، المتصاعد مع إتضاح نتائج الانتخابات ، عن بادرة حقيقية للتغيير ، رغم التشكيك بنزاهة الانتخابات ومشروعية مفرزاتها ، فالتغيير ليس مهددا بالتزوير حسب بل وايضا ب ” البراغماتية السياسية ” التي يحتج بها البعض للقفز عن مواقفهم الحازمة من الولاية الثالثة ، وكذلك بعودة الإسترشاد بخارطة التقسيم الطائفي السياسي في رسم ملامح المرحلة القادمة .
نجاح المالكي الفائز بعد علاوي في اغتصاب الولاية الثانية عام 2010وسحق او تهميش معظم شركائه ومنافسيه تقف وراء دعوة التغيير التي تبنتها جل القوى السياسية للخروج من حقبة المالكي ، لكنها على الجانب المضاد تعمل كفرامل لكبح زخم التغيير المطلوب إثر تمكن رئيس الحكومة من إضعاف خصومه والتفرد بهم واحدا تلو الاخر بعد زرع الوقيعة بينهم ، كما حصل مع العراقية و الائتلاف الوطني وحتى التحالف الكردستاني ، وهو ماقد يهز ثقة هذه الاطراف ومكوناتها على العمل المشترك لقيادة التغيير المرتقب بعيدا عن الاعيب المالكي الذي اصبح اكثر قوة ومراسا .
قنوات المالكي العديدة ، والتي تشتغل على تضخيم انتصاراته ، التقطت هذه الرسالة لتوحي بحسمها لمعركة رئاسة الحكومة القادمة قبل حصولها ، في تسريع لوتيرة المهرولين اليها من المهزوزين والباحثين عن فتات السلطة ، ولمواجهة الرفض المتنامي للولاية الثالثة على صعد المرجعيات الشعبية والدينية والسياسية .
في المقابل ، اياد علاوي خصم المالكي العنيد ، والذي لايزال الرقم الأصعب في معادلة خصومه رغم محاولات إسقاطه الشرسة كان اكثر وضوحا هذه المرة لافي رفضه للولاية الثالثة بل وفي تمسكه بحقوق ناخبيه وشعبه بأن يأتي التغيير مشتملا على اصلاح العملية السياسية برمتها ، والا فإنه ( علاوي ) لن يكون خارجها حسب بل وقائدا للمقاومة السلمية لها .
تصريحات رئيس الوزراء العراقي الاسبق ، الذي اعلن نفسه الفائز الاول في بغداد ، تستند الى التفويض الشعبي الذي حظي به داخل وخارج صناديق الاقتراع التي تم التلاعب بها من جانب خصومه ، وهو مايجعله بجدارة زعيما للتيار المدني الديمقراطي العابر للطائفية السياسية ، ويلقي عليه بمسؤولية تمثيل المعارضة المتنامية لإغتصاب السلطة .
موقف علاوي المنسجم مع رؤيته السياسية وتاريخه النضالي جاء تكليلا لظاهرة مايعرف ب ” التيار الرابع ” والمجسدة للخيار الوطني المتكامل والمتجاوز لثالوث ” سني – شيعي – كردي ” ، وهي ماقد تشكل في قادم الايام انعطافة مهمة في التاريخ العراقي المعاصر بعد إجتياز خيبة الامل التي فرضتها سنوات الفشل السابقة ، وترميم العلاقة الفاترة بين مجمل القوى السياسية والاجتماعية ، والانطلاق نحو مصالحة وطنية شاملة لاتسثني سوى الارهابيين واعداء الشعب العراقي .