23 ديسمبر، 2024 1:40 ص

ايران ودورها المحوري

ايران ودورها المحوري

لم يحدث وان نجد دول الخليج العربي يوما ما وهي بهذا التخبط والتشتت الفكري في اصدار القرارات اوالثبات على موقف معين ومتزن خاصة وانها وبعد مضي عقود من الزمن تلاعبت وتشاطرت وتناغمت افكارها وقراراتها وخططها مع محور الشيطان الاكبر امريكا واسرائيل وفي شتى المجلات والصعد حتى عانت وذاقت شعوب منطقة الشرق الاوسط ومنطقة الخليج تحديدا ويلات حروب دامية ودمار شامل كانت دول الخليج نفسها وعلى راسها مملكة الشر والطغيان السعودية هي المحور والسبب الاول والمرتكز المهم لزرع نواتها ونشوب اول شرارة حرب في المنطقة مع الجمهورية الاسلامية في ايران بعدما قدمت الدعم اللا محدود والمطلق لنظام البعث المقبور طيلة ثمان سنوات وفتحت ابوابها مشرعة امام كل من يعادي النظام الاسلامي في ايران معتقده بذلك ان مثل هذه السياسة العدائية المعلنة سوف تؤتي بأكلها ولو بعد حين فشمرت السعودية وحكامها عن ساعديها لتكشف عن وجهها الشيطاني الدموي الحقيقي بعد احداث عام 2003 وسقوط اعتى نظام ديكتاتوري عرفه التاريخ نظام البعث الصدامي الدموي حيث قامت بأرسال العناصر المفخخة من مواطنيها ومواطني دول اخرى جاءت بهم ودعمتهم ماديا كما اتجهت السعودية في ذات الوقت الى دعم الجماعات المتطرفة والتي ترفع شعار لغة الدم والسيف وقطع الرقاب والتفخيخ وزهق ارواح الابرياء فاعتمدت السعودية وباعتبارها قائد لدول الخليج العربي لغة الإبادة الجماعية من خلال تفجير اكبر عدد ممكن من المواطنين الشيعة وتفجيرهم في الاماكن العامة والاسواق والمحال والشوارع لتبث بذلك سمومها معلنه حرب طائفيه شعواء على شعب العراق الجريح رافعه شعار قاتلوا الروافض ولا تبقوا منهم احدا وبالنتيجة تكون الخطة الموضوعة وحسب رؤية السعودية وحكام الخليج العربي تدمير العمق الاستراتيجي للنظام الاسلامي في ايران وهم الطائفة الشيعية في العراق بعد ان ادركت ان خططها السابقة لم تفلح بمعاداة النظام الاسلامي الايراني .
الكثير من المتابعين للشأن الاقليمي يتضح لهم جليا ان سياسة السعودية وحكام الخليج باتت مكشوفة ومعلنه وهي ان دلت فإنما تدل على جهالة وصبيانية في اتخاذ القرار وتطبيقه على ارض الواقع كما تدل هذه السياسة على فشلها منذ انبثاقها لأنها باطله منذ الوهلة الاولى وما حرب اليمن الا دليل دامغ على رعونه هؤلاء الحكام الجهلة وتشتت قرارتهم الطائفية المقيتة كانوا حكام الخليج يعتقدون بان حربهم على الحوثيين سوف تعزز مكانتهم الإقليمية والدولية وتفتح جبهه حربية جديدة مع ايران في المنطقة متناسين بذلك انه لا يوجد اي تقارب او قياس بين قوة دولها مجتمعة مع قوة وصلابة وعمق ومكانة الجمهورية الاسلامية في ايران لا من حيث العدة والعدد ولا من حيث الارادة والمبادئ والاهداف والسياسة المعتدلة لدى قيادات النظام الاسلامي في ايران وهذه رعونه اخرى تضاف الى سجل وتاريخ وتوجهات السعودية وحكام الخليج العربي الذين سلموا زمام امرهم وشعوبهم الى ال سعود .
ان احتضان ارض السعودية للعديد من القوات العسكرية الامريكية وغيرها من الدولة المتحالفة مع الولايات المتحدة وزيادة تعدادها وزج العديد منهم في صحراء نجد والحجاز وانشاء القواعد العسكرية وتوسعتها ما هو الا نذير بقرب هلاكها وهلاك مخططاتها الشيطانية الطائفية وهو دليل خوف واستشعار بثقل الجمهورية الاسلامية وسياستها الرصينة الفعالة في منطقة الخليج والشرق الاوسط وهو اعتراف ضمني بقوة وحجم ما تتمتع به ايران اقليميا ودوليا وعلى كافة الصعد والمجالات ودورها المحوري في تصاعد الازمات وانعطافاتها السياسية والاقتصادية وصمودها التاريخي بوجه اعداء الانسانية والحياة .
لو تمعنا قليلا فيما يجري حاليا في المنطقة وخاصة الاحداث التي وقعت قبل فترة زمنية ليست ببعيدة وبعد اسقاط القوات المسلحة الايرانية للطائرة الامريكية وما رافقها من تداعيات اعلامية وسياسية اقليمية ودولية وما تبعها بعد ذلك من احتجاز للسفينة البريطانية من قبل القوات البحرية في ايران وارسال النفط الايراني الى فنزويلا وكسر الحظر المفروض من قبل امريكا لشاهدنا ان القوات العسكرية الايرانية وحرسها الثوري هي في قوة وتطور وتصاعد عسكري وتكنلوجي لا يمكن الاستهانة به ابدا وبعد هذا الحال يجب على السعودية وحكام الخليج وغيرهم ان يقروا بعظمه ايران ان كانوا يحسنون التصرف والقرار السياسي وان بوادر فشل سياسات ال سعود قد باتت قريبه جدا وما انسحاب القوات الامارتية من اليمن والضربات الموجعة للحوثيين على العمق السعودية الا دليل قطعي وعقلي على ذلك .
لم تكن ايران يوم من الايام راعيه او داعمه لأي قوى تكفيرية او معادية او عنصرية وهذا ما يميزها عن باقي دول المنطقة بل بالعكس حاولت جاهدة وبشتى الطرق الدبلوماسية اشاعه روح التسامح وحب الاخرين والخير والطمأنينة لكل دول العالم ولم تتلطخ ايدي قادتها بدماء اناس ابرياء عكس ما وصل اليه ال سعود وحكام الخليج من اجتماع على دمار وفرقه وشيطنه ومكر وهذا ما يميز ايران وجعل منها من اوائل دول المنطقة رصانة ومكانه وقوة اقليمية يحسب لها الف حساب ولا يستهان بقدراتها وعلى كافة الصعد .
الذين يخططون لزعزعه النظام الاسلامي في ايران او حتى ضربه اكيدا سوف تبوء خططهم الى الفشل الذريع وبدليل انها محافظه على سياستها ومكانتها منذ عقود من الزمن رغم ما مرت به من حرب عسكرية مفروضة عليها وتفوقها وتطورها العسكري الميداني له دليل اخر وحجيه مطلقه على ثباتها وعقيدتها الصحيحة الواقعية .
ويبدوا اننا سوف نشهد ومع مر الايام تمزق اكبر وخسارة عظيمه للسعودية ودول الخليج المنضوية معها قباله صمود ايران حكومة وشعبا لأنه وحسب منطق العقل لا يمكن ان تستمر افكار ومخططات الدولة الوهابية الهمجيه الطائفية الدموية الى ما لا نهاية .