23 ديسمبر، 2024 9:52 ص

ايران وتيار الحكمة علاقة استراتيجية ام فرض للامر الواقع !

ايران وتيار الحكمة علاقة استراتيجية ام فرض للامر الواقع !

الجمهورية الاسلامية الايرانية التي وضعها موقعها المميز جاراً للعراق على امتدادات كبيرة ومهمة ، تحولت الى حليف استراتيجي بعد ان كانت عدو تربطنا به لعبة صفرية غير قابلة للتبدل ، من يعتقد ان فضل انتصار العراق في حربه ضد الارهاب إنما يعود الى ايران فهو واهم ، ومن يعتقد ان ايران ليس لها دور في التحرير فهو واهم أيضاً ، بل كانت خير سند والمعين الابرز للعراق في هذه الحرب الضروس ضد عصابات داعش ، ليست ملاكاً ولكنها حتماً ليست شيطاناً بالمرة ، فالامر يخضع لتقييم الاولويات والمعايير الموضوعة لقياس المصلحة الوطنية والأمن القومي العراقي ، فما اتفق معها كان مقبولاً وما خرج عنها كان مرفوضاً ويعتبر تدخلاً سافراً في شؤوننا الداخلية
من يتابع الاستراتيجية الايرانية في التعامل مع الأحزاب والتيارات الشيعية يجد ان سياستها تميزت بتصنيف عملي محدد ، لإيران تعاملين وتصنيفين لهذه الأحزاب والتيارات ، وهذين التصنيفين ينطلقان من حجم الحزب وتأثيره ومكانته داخل السلطة العراقية ، فهنالك الحزب المحترم الذي تحترمه وتتواصل معه ، وهنالك الحزب المعتمد الذي تدعمه وتربطها به علاقات وثيقة وكبيرة ، لما لهذا الاخير من تأثير عميق على مسار اتخاذ القرار العراقي ، وما بين المحترم والمعتمد تصنف التيارات العراقية الشيعية على أساس الواقع ( الوجود في السلطة ) وليس على أساس الالتزام او الميول او التاريخ الجهادي !
ان التيارات والأحزاب الشيعية ليست هي من تحدد الموقف تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وانما ايران هي من تحدد موقفها منها ، ان الفلسفة المتبعة من التيارات الموجودة قائمة لا على استجداء الدعم الإيراني ، وانما قائمة على أساس اثبات كفاءتها ومقدرتها على التغيير من خلال جماهيرها التي توصلها الى السلطة بصورة شرعية ، لتفرض نفسها كقوة على الساحة لتجبر الجميع على التعامل معها وان كانوا مكرهين ، لان المنهج الواقعي هو ما يتم رسمه على الارض ، لتكون الاستحقاقات المستقبلية نتائج مبنية على أساس هذا الوجود ، وهذا ما ينطبق مع بعض الفروق على جميع التيارات الشيعية ومن ضمنها تيار الحكمة الوطني .