بعض طائرات رؤساء الدول تسقط نتيجة عمل مدبر والآخر قضاء وقدر وسقوط طائرة رئيس ايران السابق ابراهيم رئيسي لاتخرج عن هذه الفرضيات .. المهم ان احد المرشحين لرئاسة الجمهورية الاسلامية السيد مسعود بزشكيان قد تمت الموافقة عليه من قبل مجلس صيانة الدستور ، بعد منعه في الانتخابات السابقة !
وهذا يدل على ان هناك توجسا لمشاكل داخلية وخارجية تتطلب تغييرا في سياسة إيران وابتعادها عن التشدد !.
فاز بزشكيان الذي يوصف بالاصلاحي على منافسه المحافظ سعيد جليلي . في وقت يعاني اقتصاد البلد من العقوبات وسوء الإدارة ؛ مع انقسام اجتماعي عميق في أعقاب حملات القمع الوحشية بعد الاحتجاجات الشعبية عام 2022؛ والتعثرات الجيوسياسية في المنطقة التي اوشكت ان توصل إيران إلى حافة الحرب .
وبالرغم من ان اغلب الصلاحيات الهامة محصورة بالمرشد الاعلى في ايران الا ان الرئيس الجديد سيحاول التقرب من الغرب وعلى الاخص الولايات المتحدة الأمريكية، لتخفيف الضغط على ايران في وقت تجمع المصادر السياسية على فوز الجمهوري ترامب في الانتخابات الامريكية القادمة .
وخلال حملته الانتخابية ، دعا بزشكيان الى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بغية التوصل إلى رفع عقوبات تلحق ضررا بالغا بالاقتصاد .
ويقول مراقبون إنه في حال فوز ترامب بالانتخابات، سيكون لهذا الاختيار تأثير كبير على سياسة واشنطن الخارجية تجاه طهران
فالقادم الجديد إلى البيت الأبيض سيتبنى استراتيجية للحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط المحفوفة بالمخاطر نتيجة التعقيدات الجيوسياسية وتزايد الصراع على النفوذ .
ولذلك تخشى القيادة السياسية في إيران وصول ترامب الى سدة الرئاسة .
وقد ذكرت شبكة “سي إن إن” أن الولايات المتحدة تلقت مؤخرا معلومات مخابراتية حول مؤامرة إيرانية لاغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، سرعان مانفتها طهران .
خلال فترة وجوده في البيت الابيض بين عامي 2017 و2021، تبنى ترامب سياسة “الضغط الاقصى” على إيران، بعدانسحابه من الاتفاق النووي، وأعادة فرض العقوبات على طهران .
وارتبطت هذه السياسة بانخفاض صادرات إيران النفطية، مما أثرت كثيرا على الدخل القومي .
ويبدو ان هدف الإدارة الجمهورية الجديدة لمواجهة النفوذ الإيراني هو إعادة تأكيد الوجود الأمريكي القوي في هذه المنطقة الملتهبة . وتعزيز التحالفات مع اللاعبين الإقليميين .
ولاعودة لمفاوضات النووي لكون ايران قد تقدمت كثيرا في برامج التخصيب !
واذا بقيت إسرائيل في غزة ، فقد ينتهي الامر إلى جر الولايات المتحدة للتدخل المباشر في المنطقة .
ورغم أن ألاطراف المعنية لا تريد الحرب، فإن ماجريات الأمور قد تخرج عن السيطرة .
فأي تعرض في لبنان او سوريا او العراق، أو اليمن سيؤدي إلى إثارة موجات من العنف والعنف المضاد .
وفيما يتعلق بالاعمال الهجومية على القواعد الامريكية التي تتبناها الميليشيات العراقية المدعومة من إيران ، فمن المتوقع ان تضغط الولايات المتحدة على المسؤولين العراقيين لمحاسبة هذه الميليشيات . حيث ترى أن ألاعمال المارقة هي أكبر عائق للاستقرار في العراق، فهذه الميليشيات تشكل خطرا غير مقبول على جميع الفرقاء
على وصف الإدارة الأمريكية .
لطالما كانت العقوبات الاقتصادية أداة للسياسة الأمريكية لممارسة الضغط على إيران . ومن المرجح أن تستمر الإدارة الجديدة في هذه الإجراءات وربما تكثفها، مستهدفة القطاعات الرئيسية للاقتصاد الإيراني، بما في ذلك صادراتها النفطية ومؤسساتها المالية . وإلى جانب الجهود الدبلوماسية لعزل إيران على الساحة الدولية، تهدف هذه الإجراءات إلى إضعاف قاعدة إيران الاقتصادية، والحد من قدرتها على تمويل الجماعات الوكيلة وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط.
صرح مرشح دونالد ترامب لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، جيه دي فانس، إن طريقة التعامل مع النظام الإيراني لا يجب أن تكون “ضربات صغيرة” أو قصف حول إيران، بل يجب توجيه ضربة قوية للنظام الإيراني نفسه .
بالإضافة إلى الإجراءات المباشرة ضد إيران، قد تزيد الإدارة الجديدة أيضًا دعمها لجماعات المعارضة داخل البلدان التي تتمتع فيها إيران بنفوذ كبير، مثل العراق وسوريا ولبنان. ومن خلال دعم الجهات التي تعارض الهيمنة الإيرانية، يمكن للولايات المتحدة خلق ضغط داخلي على طهران وتقويض موطئ قدمها الإقليمي.
ان الضغوطات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على ايران ، تظل عنصراً رئيسياً في استراتيجية الإدارة الجديدة.
ومن الممكن أن يفتح ذلك مسارات لخفض التصعيد وادارة الصراعات للحد من نفوذ إيران المتزايد في المنطقة .
إن معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط أمر ضروري للحد من التصعيد المستمر .
ويتوجب استعادة التوازن بين القوى الفاعلة في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية. وبينما تتكشف هذه الاستراتيجيات، سوف يراقب المجتمع الدولي عن كثب لقياس مدى فعاليتها وتداعياتها الأوسع على الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط .
ادهم ابراهيم