23 ديسمبر، 2024 10:01 ص

ايران في احضان الشيطان

ايران في احضان الشيطان

واخيرا اقتنعت ايران بان طريق القدس ( الطريق الى قلوب الاسرائيلين ) لا يمر من كربلاء ولا من بيروت ولا من غزة , بل يمر من واشنطن مركز الاستكبار العالمي ومن قلب الشيطان الاكبر, هذه القناعة لم تآتي من الفراغ بل اتت من ايمانها بآن المباحثات السرية مع الشيطان الاكبر لم يكتب لها النجاح المطلوب بالرغم من بعض التفاهمات المشتركة في الملف العراقي والافغاني , لذا اضطرت الى اعلان الرغبة في فتح صفحة جديدة مع الاستكبار العالمي بصورة علنية بعد ان تيقنت ان مصير النظام اصبح في خطر, حيث الوضع الداخلي المتدهور والحصار الدولي وتآثيراتها على الوضع الاقتصادي والسياسي للنظام , كذلك تورط ايران في الملفات الاقليمية كلفتها كثيرا وقللت من مصداقيتها امام شعوب المنطقة وقلقها من فقدان نفوذها , فهي من ناحية تساند محور ( المقاومة ) وتضع قادة وشعوب هذا المحور امام فوهة المدفع الاسرائيلي , بينما هي تحاور وتعقد الصفقات مع الشيطان الاكبر الحامي الحقيقي للكيان الصهيوني , هذا الموقف الازدواجي لايران يبين لنا بان ايران دولة تهمها اولا مصالحها وتعمل المستحيل من اجل الوصول اليها , فلا القيم ولا الاخلاق ولا المبادئ تقف حاجزا امام طموحاتهم , ولا اذناب ايران من حكومات واحزاب وكُتاب في عراق وسوريا ولبنان يستطيعون الوقوف بوجهه ايران او التأثيرفي سياساتها , فهولاء الدمى مصيرهم مرتبط بأي صفقة بين الشيطان الاكبر والشيطان الاصغر ( ايران ) , فلا عنتريات حسن نصراللة ولا تهديدات بشار الاسد الجوفاء سوف تغير من المعادلة شيئا , فأمن اسرائيل فوق الكل بدون مناقشة , واي طرف يلتزم بهذا الامن فهو مرحب به في الغرب , والولايات المتحدة دولة تبحث عن مصالحها ومصالح اسرائيل ايضا , فلا يهمها الوضع السوري وضحايا الثورة السورية , حيث فعلت الولايات المتحدة نفس الشيئ مع نظام صدام عام 1991 حيث اهملت انتفاضة الجماهير واخذت من النظام التنازلات المطلوبة لحمايتة مصالحها , وها هو ايران اليوم مستعدة لتقديم افضل العروض لامريكا فيما يتعلق بالملفات الاقليمية من خلال وكلائة في المنطقة من خلال اسكاتهم او تبديلهم او حتى التضحية بهم , كذلك مستعدة لتقديم  التنازلات المتعلقة ببرنامجها النووي لاجل كسب الوقت لضمان بقاءها في السلطة لفترة اطول منتظرة التغيرات الجارية في المنطقة محاولة التمسك ببعض اوراقها خوفا من من فقدانها نهائيا خاصة في العراق بعد ان لمسوا بان الشعب العراقي يأس من عملاء ايران القابعين في السلطة والخائفين على عروشهم وارواحهم , لم يبقى سوى بضع اشهر لكنس العراق من اذناب ايران وهذا يتحقق بارادة الشعب العراقي بمشاركته الفعالة في الانتخابات المقبلة لينتخب لا بقلبه بل بعقله , لا لمذهبه بل وطنه , لا للجهل والتخلف بل للثقافة والتقدم , لا للسراق والفاسدين بل للاصلاحين والخيرين , لا لانتهاك حرمة الدين وزجها في دهاليز الياسة بل نعم لفصل الدين عن السياسة.