18 ديسمبر، 2024 5:45 م

ايران غيرت ثوابت اتفاقها مع المنظمة الدولية النووية وتروم التملص من التعهدات وتنتهج الاطر الدبلوماسية

ايران غيرت ثوابت اتفاقها مع المنظمة الدولية النووية وتروم التملص من التعهدات وتنتهج الاطر الدبلوماسية

أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا شديد اللهجة اعتبرت فيه أن مهام المراقبة في إيران “قُوّضت بشكل خطير” بعدما علقت طهران بعض عمليات تفتيش الوكالة لأنشطتها النووية.

ويأتي هذا التقرير، في حين تتوقف جهود دبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.

واشنطن: المحادثات النووية “لن تستمر للأبد والكرة في ملعب إيران”

تحذير إسرائيلي من أن إيران “قريبة جدا” من “نقطة اللاعودة” في سعيها للقنبلة النووية – التلغراف

وفي وقت سابق من هذا العام، توقفت إيران عن منح الإذن ببعض أعمال التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران الأربعاء بالشروع في إنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة فوردو المحصنة، ما قد يقوض بشكل كبير المفاوضات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 وبشكل خاص المحادثات غير المباشرة بين طهران والوفد الأمريكي.

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء بأن إيران قد بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة فوردو المبنية داخل جبل، مما يقوض بدرجة أكبر الاتفاق النووي لعام 2015 أثناء محادثات إيران مع الغرب لإحيائه.

ومن المرجح أن يؤثر الإعلان على سير المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بشأن عودتهما الكاملة للامتثال للاتفاق المتعثر والتي استؤنفت هذا الأسبوع، بعد انقطاع دام خمسة أشهر بسبب انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي. ويخشى المفاوضون الغربيون من أن تخلق إيران حقائق على الأرض لزيادة أوراق الضغط التي تملكها أثناء المحادثات.

تغريدة وزير الخارجية الإيراني

Vienna Talks proceeding with seriousness and sanctions removal as fundamental priority.

Expert talks are continuing too.

In daily contact with top negotiator @Bagheri_Kani.

Good deal within reach if the West shows good will. We seek rational, sober & result-oriented dialogue.

وفي ثالث أيام المحادثات، أفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأن الجمهورية الإسلامية شرعت في تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 20 بالمئة في سلسلة واحدة تتألف من 166 جهاز طرد مركزي من طراز “آي.آر-6” في موقع فوردو. وكفاءة هذه الأجهزة أعلى بكثير من أجهزة الجيل الأول “آي.آر-1”.

تقويض لمفاوضات فيينا؟

ومما يؤكد تقويض الاتفاق بدرجة أكبر هو أنه لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في فوردو على الإطلاق. وحتى الآن كانت إيران تنتج اليورانيوم المخصب هناك بأجهزة آي.آر-1، وكانت استخدمت من قبل أجهزة آي.آر-6 لكن لم تحتفظ بالمنتج.

تغريدة بعثة إيران لدى المنظمات الأممية

The recent report of the IAEA on Iran’s nuclear activities, is an ordinary update in line with regular verification in Iran.

According to this report, Iran has started feeding IR-6 centrifuges in one site and has allowed the Agency to enhance its verification on this site.

وفي نفس السياق، ذكرت الوكالة الدولية في بيان بأن لدى إيران 94 جهازا من طراز آي.آر-6 مثبتة في سلسلة في فوردو لم تعمل بعد. وأضاف تقرير أشمل للوكالة، جرى توزيعه على الدول الأعضاء، أنه نتيجة لتحرك إيران، فإن الوكالة تعتزم تكثيف عمليات التفتيش في محطة فوردو لتخصيب الوقود التي تضم أجهزة الطرد المركزي، لكن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى توضيح.

في المقابل، قللت إيران من شأن التقرير باعتباره تقريرا روتينيا على الرغم من أن وكالة الطاقة الذرية تصدر تقاريرها عادة لإبراز التطورات المهمة مثل الانتهاكات الجديدة للقيود النووية التي ينص عليها الاتفاق.

وفي هذا الشأن، كتبت بعثة إيران الدائمة لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينا على تويتر “التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية هو مجرد متابعة اعتيادية لآخر المستجدات بما يتماشى مع عملية التحقق المنتظمة في إيران”.

 

ما الرد الإيراني على الاتهامات الدولية؟

لكن مدير عام الوكالة رفائيل غروسي أوضح أنه ينظر إلى هذا التطور بعين القلق. وقال غروسي لقناة فرانس 24 إن “هذا (زيادة مستوى التخصيب) يعاود دق جرس الإنذار. الأمر ليس عاديا. إيران يمكنها فعله، لكن إذا كان لديك هذا الطموح فعليك بقبول التفتيش. إنه ضروري”.

وتحاول إيران والقوى الكبرى إحياء اتفاق 2015 النووي الذي حدت إيران بموجبه من أنشطتها النووية مقابل الإعفاء من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ولم يتضح بعد ما الذي كان يشير المتحدث، فقد ذكر مراسل لمؤسسة أكسيوس الإخبارية الأمريكية يعمل انطلاقا من تل أبيب، بأن إسرائيل أطلعت واشنطن وحلفاء أوربيين على معلومات مخابرات تشير إلى أن إيران تتخذ إجراءات فنية للإعداد لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 90 بالمئة، وهو المستوى اللازم لصنع سلاح نووي.

واتهمت المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الأربعاء إسرائيل “بترويج أكاذيب” بهدف إفساد المحادثات. وتصر إيران على أن برنامجها النووي موجه للأغراض السلمية فقط.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض عقوبات بلاده القاسية، ما أثار غضب إيران واستياء أطراف الاتفاق الأخرى، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا. ولم تحرز المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن تقدما ملحوظا. وتتنقل الأطراف الأخرى بينهما لرفض إيران لقاء مسؤولين أمريكيين.

 

مع استمرار تعثّر الجهود الدبلوماسية الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015، أعلنت واشنطن، الثلاثاء، أن مبعوث إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخاص بإيران، روبرت مالي، سيسافر إلى روسيا وفرنسا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، “سيسافر المبعوث الخاص، ووفد صغير إلى موسكو وباريس في الفترة من السابع وحتى العاشر من سبتمبر لإجراء مشاورات مع شركائنا الروس والأوروبيين بشأن برنامج إيران النووي وضرورة إبرام اتفاق ووضعه بسرعة موضع التنفيذ بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لاتفاقية خطة العمل المشتركة”.

تأتي الخطوة الأميركية، بعد ساعات من إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقريرا أكدت فيه أن إيران عزّزت مخزونها من اليورانيوم المخصب فوق النسبة المسموح بها في اتفاق 2015.

ضاعفت إيران مخزوناتها من اليورانيوم المخصب في الفترة الأخيرة

وكالة الطاقة الذرية تندد بعرقلة طهران أنشطتها في مراقبة برنامج إيران النووي

نددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء، بشدة بعدم تعاون إيران على صعيد حسن تنفيذ مهمتها لمراقبة البرنامج النووي لطهران، وذلك في تقرير اطلعت عليه فرانس برس الثلاثاء.

ويمنع الاتفاق إيران من تخصيب اليورانيوم بما يزيد على 3,67 في المئة، وهي نسبة أقل بكثير من عتبة 90 في المئة اللازمة لتطوير سلاح نووي.

بالإضافة إلى ذلك، يفترض أن يكون لديها مخزون إجمالي لا يتجاوز 202,8 كيلوغرام، أي ما يعادل 300 كيلوغرام في شكل مركب.

ويقدر التقرير أن إيران لديها الآن 2441,3 كيلوغراما.

تشمل تلك الكمية 84,3 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة (ارتفاعا من 62,8 كيلوغراما في آخر تقرير للوكالة في مايو)، إضافة إلى 10 كيلوغرامات مخصبة بنسبة 60 بالمئة (ارتفاعا من 2,4 كيلوغرام).

وفي تقرير ثان صدر الثلاثاء، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لم يتحقق أي تقدم تقريبا بشأن استفساراتها المعلقة الأخرى عن نشاط نووي محتمل غير معلن في عدة مواقع في إيران.

وجاء فيه أن “المدير العام يشعر بقلق متزايد من أنه حتى بعد نحو عامين، لا تزال قضايا الضمانات… بدون حلّ”.

وقاد اتفاق 2015 إلى تخفيف العقوبات الغربية والأممية على طهران مقابل فرض قيود مشددة على برنامجها النووي تحت مراقبة الأمم المتحدة.

وردّاً على سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بلاده من الاتفاق قبل ثلاث سنوات وفرضه لاحقا عقوبات قاسية على إيران، تخلت الأخيرة عمليا عن معظم التزاماتها الواردة في الاتفاق.

لكنّ خلف ترامب، الرئيس جو بايدن يريد إعادة واشنطن إلى الاتفاق الذي يحمل اسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وبدأت، في أبريل الماضي، في فيينا محادثات برعاية الاتحاد الأوروبي ترمي لعودة الولايات المتّحدة إلى هذا الاتفاق مقابل تخفيضها الإجراءات العقابية التي فرضتها على الجمهورية الإسلامية، لكنّ هذه المفاوضات ما لبثت أن علّقت في 20 يونيو بعد يومين من فوز الرئيس الإيراني المحافظ المتشدّد إبراهيم رئيسي.

 

ومنذ مدة غير قصيرة و“رافائيل غروسي”، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يقول في تقاريره التي يقدمها لمجلس المحافظين أو المجلس الإداري في الوكالة إن النظام الإيراني يتنصل من الإجابة عن أسئلة الوكالة، وبالتالي لا يتسنى للأخيرة القيام بمهامها القائمة على الحيلولة دون نشر السلاح النووي. يشار إلى أن هذه الأسئلة بدأت تُشكّل رويداً رويداً ملفاً ضخماً بين الوكالة من جهة وبين النظام الإيراني من جهة أخرى.

فما هي هذه الأسئلة الإشكالية الموجَّهة إلى النظام الإيراني؟

خلال لقائه في الأسبوع الأخير مع قادة الدول، قدّم المدير العام للوكالة وجهاً لوجه إيضاحاً حول الأسئلة التي يمتنع النظام الإيراني عن الإجابة عنها. كما عرَض الموضوع نفسه خلال لقاء أجراه مع سناتورات أميركان في واشنطن ديسي ومع “أنطوني بلينكن”، وزير الخارجية الأمريكي.

ترتبط أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجَّهة إلى إيران بمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لكن جوهر أحد تلك الأسئلة يمكن له أن يفتح ملفاً قديماً وإشكالياً جداً للنظام الإيراني:

1) ما مصدر ذرات اليورانيوم المخصَّب؟

تقول الوكالة إنها عثرت على ذرات اليورانيوم المخصب في ثلاثة مراكز لم يكن النظام الإيراني قد أطلع الوكالةَ عليها من قبلُ. وجاء هذا العثور على تلك الذرات بعد إطْلاع إسرائيل الوكالةَ على وجود هذه الملوِّثات.

يُشار إلى أن أحد تلك المراكز هو موقع في “تورقوزآباد” الذي وصفه النظام الإيراني في بداية الأمر بأنه مغسلة للسجاد، لكن بعد إصرار مفتّشي الوكالة على التحقق من الأمر سمح لهم النظام الإيراني بأخذ عيّنات من تلك المنطقة، فانتبهوا إلى وجود ذرات اليورانيوم، الأمر الذي أخبر به رافائيل غروسي مجلسَ المحافظين في الوكالة في نوفمبر/تشرين الثاني 2019. وإلى الآن لم يُطْلع النظام الإيراني الوكالةَ على سبب وجود الذرات النووية في هذه المنطقة. وهناك أمر مشابه لهذا الوضع في مركزين آخرين يَقع أحدهما في ضواحي أصفهان.

2) لأيّ غرض كانت ذرات نظائر العناصر الكيميائية موجودة في موقع غير معلن عنه؟

عثر مفتشو الوكالة في موقع رابع غير معلَن عنه في إيران على ذرات نظائر العناصر الكيميائية. وقد ورد هذا الموضوع في تقرير المدير العام للوكالة المقدَّم لمجلس المحافظين في مارس/آذار 2020 أيضاً، لكن النظام الإيراني لم يقدِّم للوكالة أيَّ إيضاح بهذا الشأن. وفي أحد تقاريره يقول رافائيل غروسي إن إيران قدّمت معلوماتٍ متضاربةً عن استبيانات الوكالة في هذا الخصوص؛ الأمر الذي يعزز الشكوك بحدوث نوع من المخالفة.

3) لماذا لم تُخبَرِ الوكالةُ الذرية بوجود المراكز الأربعة التي تُنجَز فيها أعمال نووية؟

وفقاً للاتفاق الذي أبرمه النظام الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه ملزَم بإطلاع الوكالة كتابياً على أيّ نوع من التخطيط لتأسيس المنشآت النووية الجديدة بدءاً من زمن اتخاذ القرار، كما ينبغي بعد ذلك أن يُنجَز كل ما يتعلق بتغيير مواقع المواد النووية و الاضمحلال الإشعاعي تحت إشراف مفتشي الوكالة. وأحد أسئلة الوكالة لإيران هو: ما سبب وجود النووي في أربعة مراكز غير معلَن عنها، ولماذا لم يكشف النظام الإيراني عن هذا الأمر قبل اكتشاف المفتشين له؟

4) أين اليورانيوم الطبيعي المفقود في الوقت الحالي ولأي غرض تم استهلاكه؟

منذ ما يَربو على سنة والوكالة تقول إن النظام الإيراني يتملص من تقديم معلومات لمفتشيها عن مصير قُرص معدني لليورانيوم يَبدو أنه ضائع. في هذا الشأن، يرجح المفتشون استعمال يورانيوم طبيعي مفقود في اختبار تفجيري يَعود إلى عقدَين سابقَين؛ اختبارٍ لم تُطلع إيرانُ الوكالةَ عليه هو الآخر. ويرجَّح أن الاختبار كان مرتبطاً ببرنامج صناعة السلاح النووي الذي تم إيقافه في 2003.

ورد هذا الموضوع في ملف “أبعاد الملف النووي العسكرية المحتمَلة” الذي تم إغلاقه في خضمّ مفاوضات الاتفاق النووي بمساعي “محسن فخري زاده”، الرجل الغامض في البرنامج النووي الإيراني، ومتابعة “جون كيري” وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت. ويمكن أن يؤدي امتناع النظام الإيراني عن تقديم إيضاحات حول مصير اليورانيوم الطبيعي المفقود إلى إخراج هذا الملف المغلَق من أدراج الأرشيف وتفعيله مرة ثانية.

5) ماذا حدث لكاميرات الوكالة؟

بعد إيقاف النظام الإيراني العملَ بالبروتوكول الإضافي، توصّل إلى اتفاق مع الوكالة يَقوم على بقاء كاميراتها نشطةً شريطةَ أن يَطّلع المفتشون على المعلومات المخزَّنة فيها بعد رفع العقوبات الأمريكية.

في هذا الصعيد، اختفت إحدى الكاميرات المنصوبة في “الشركة التقنية لجهاز الطرد المركزي (تسا)” في كرج، وتضررت واحدةٌ أخرى تضرراً كبيراً. أما المسؤولون الإيرانيون فيقولون إن هذا الوضع جاء إثر هجوم مسيَّرة على الشركة النووية في كرج، وعلى الوكالة إدانة مثل هذه الهجمات، لكن المدير العام للوكالة يقول إن على إيران تقديم تقارير رسمية عن الأوضاع الحادثة للكاميرات، ثم على الوكالة اتخاذ الخطوات اللاحقة بعد دراسة تلك التقارير.
منطقة المرفقات

صفحة 1 من إجمالي 2