“آلية الزناد ” هي آلية أممية وضعت ضمن القرار ” 2231″ الصادر عن مجلس الامن عام 2015، وتتيح لأي دولة مشاركة في الاتفاق النووي ” خصوصاً الاعضاء الخمسة الدائمين ” ، ان تبلغ مجلس الامن بخرق ايران لتعهداتها النووية، ومن خلال “30” يوماً من التبليغ، ويفترض حينها ان يصوت مجلس الامن على تمديد رفع العقوبات ، وتعد هذه الآلية اعلامياً بمنظورنا المهني والحرفي ، بأنها تنسف الاتفاق النووي فعلياً وتعيد ايران الى عزلة دولية خانقة ، وهي آلية ضمن الاتفاق النووي القديم ، حيث تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، دون الحاجة إلى تصويت جديد في مجلس الأمن، وبحسب هذه الآلية، إذا لم تتوصل الأطراف إلى توافق حول التزام إيران بالاتفاق خلال 10 سنوات من تنفيذ الاتفاق، يمكن لأي من الدول الخمس الكبرى ” الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين” رفع الأمر إلى مجلس الأمن، ليبدأ مسار إعادة العقوبات، كما تعطي آلية “سناب باك” الولايات المتحدة الحق في العودة لجملة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة، وكذلك المطالبة بإعادة وضعها حيز التنفيذ الفوري خلال 30 يوماً من إخطارها مجلس الأمن، ولدى فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم ” الترويكا الأوروبية” ، وهي أطراف في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران والذي ينتهي سريانه في شهر تشرين الاول / أكتوبر المقبل، سلطة تفعيل آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات في مجلس الأمن، وإبلاغه بشكوى حول عدم احترام واضح لالتزامات من قبل مشارك آخر، فيما لا يحق في هذه الحالة لحلفاء إيران استخدام حق النقض “الفيتو”، لأن المجلس قد سبق وأقر تلك القرارات، وفي الأيام الثلاثين التي تلي التبليغ، يفترض أن يتخذ مجلس الأمن موقفاً عبر تصويت على مشروع قرار يهدف رسمياً إلى تأكيد رفع العقوبات، لكن إذا كانت الدولة مقدمة الشكوى تريد إعادة فرضها، فستستخدم “الفيتو”، مما يجعل العودة إلى الوضع السابق أوتوماتيكية، وإلى جانب تعقيد هذه العملية الإجرائية، يدور جدل قانوني، إذا لم يُعتمد القرار، تُعاد جميع العقوبات تلقائياً ما لم يقرر مجلس الأمن غير ذلك ، وتستخدم هذه الآلية كورقة ضغط سياسية شديدة التأثير دون الحاجة الى توافق داخل مجلس الامن، وعند رجوعنا قليلاً الى الوراء ، نجد بانها أثارت جدلاً عالمياً واسعاً عندما حاولت الولايات المتحدة تفعيلها عام ” 2020″ رغم انسحابها من الاتفاق، وقد تكون ايران على شفى الانفجار بعودة سلطة تفعيل آلية الزناد “سناب باك”، من الناحية الاعلامية والسياسية هو تصاعد عزلة دولية شاملة اذا فعلت آلية الزناد وهذا يجر ايران الى عودة كافة العقوبات الدولية التي كانت مرفوعة ، وتجميد أصول حظر بيع السلاح ، وعقوبات تطال القطاع المالي والطاقة ، وهناك ضغوطات داخلية متزايدة نتيجة التضييق الاقتصادي وفقدان العملة قيمتها الدولية, وقد يكون عندها رد فعل ايراني متشدد محتمل ، ربما يكون تصعيد نووي او اقليمي ، قد يلوح في الافق القريب، وقد تكون بيئة قابلة للاشتعال وزيادة التوتر الاقليمي والدولي في مواجهة مفتوحة محتملة مع الغرب .