18 ديسمبر، 2024 11:28 م

ايران تتلقى الضربات من الحلفاء قبل الخصوم!

ايران تتلقى الضربات من الحلفاء قبل الخصوم!

“صدق عندما يسقط الثور تكثر عليه السكاكين”.
الصين بدأت بتخفيض استيراداتها من النفط الايراني استجابة، ولا نقول خوفا من، العقوبات الأمريكية. آخر الأخبار تقول ان تحميلات شركة سينوبك الصينية من النفط الايراني ستنخفض إلى نحو 130 ألف برميل يوميا، وهو ما يعادل نصف مشترياتها في الشهر الماضي وتراجعا بنسبة 20 بالمئة في إجمالي مشتريات الصين من إيران مقارنة بمستويات العام الماضي.

روسيا قبل السعودية رفعت انتاجها من النفط لسد النقص المتوقع في السوق جراء الإحجام عن شراء النفط الايراني والمحافظة على الأسعار، او لمجرد استغلال الوضع اقتصاديا لصالحها، وهي في كل الأحوال خدمة غير مباشرة مفضوحة من بوتين لأمر ترامب قبل ايام عندما طلب من المنتجين ضبط اسعار النفط، بل وتخفيضها في تغريدة على تويتر. بهذا الخصوص، نسبت رويترز إلى مصدر بقطاع الطاقة تأكيده أن متوسط إنتاج روسيا من النفط ارتفع إلى 11.347 مليون برميل يوميا منذ بداية الشهر الحالي وأنه يتجه صوب بلوغ مستوى قياسي لما بعد الحقبة السوفيتية.

بالطبع بادرت السعودية فورا الى رفع الإنتاج. تنتج السعودية حاليا حوالي 10.5 مليون برميل يوميا وستضخ حسب خطط معلنة، في هدوء، المزيد من الخام إلى السوق على مدار الشهرين القادمين للتعويض عن هبوط إنتاج إيران. مصدر مطلع كشف أن شركة أرامكو السعودية ستضيف طاقة جديدة لإنتاج الخام تبلغ حوالي 550 ألف برميل يوميا في الربع الأخير من العام، ما يعزز قدرتها على تلبية حاجة السوق مع قرب الموعد النهائي لسريان العقوبات الأميركية على لإمدادات الإيرانية في ٤ تشرين الأول بعد ايام.

ثالث الحلفاء الغادرين كان الريال الايراني نفسه اذ سجل مستوى قياسيًا منخفضًا مقابل الدولار الأمريكي في السوق غير الرسمية اليوم، ولليوم الثالث على التوالي. أمس عرضت أسواق المال الإيرانية في السوق الحرة الدولار بسعر يصل إلى 170 ألف ريال، قبل أن يقترب من نحو 185 ألف ريال بالتزامن مع انتقادات شديدة اللهجة وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسلوك النظام الإيراني. الإيرانيون يتوجهون بشكل غير مسبوق الى شراء الدولار بسعر 175 ألف ريال مما أدى إلى تخطية حاجز 180 ألفاً. يذكر ان الريال فقد نحو 75 بالمئة من قيمته منذ بداية العام الحالي، اي ان القدرة الشرائية للموظف المسكين الذي كان راتبه الف ريال على سبيل المثال، اصبحت ٢٥٠ ريال فقط.

يبدو ان ضخ الدولار من العراق لا يجدي نفعا. لاحظنا في الايام الأخيرة ان وسائل الإعلام لدينا تناقلت تصريحات مسؤولين ايرانيين ادعوا فيها ان ايران لم تزود العراق بالأسلحة مجانا وانما بالدولار ، في مسعى على ما يبدو للتغطية على عملية ضخ الدولار الى السوق الايرانية من قبل العراق. علما انه لم يسبق ان جرى الحديث عن صفقات اسلحة بين الطرفين لان الكل يعلم ان تسليح الجيش العراقي امريكي بنسبة تفوق التسعين في المئة، الا اللهم ما كان من شأن تزويد الميليشيات الموالية لها بالأسلحة الخفيفة او التجهيزات العسكرية. مهما يكن من امر فإن العراق بأعبائه الإقتصادية المعروفة لن يتمكن من اسعاف الريال الايراني. الخرق يتسع على الراقع كثيرا.