23 ديسمبر، 2024 9:11 ص

ايران بدون سلاحها الاقوى

ايران بدون سلاحها الاقوى

يدور هذه الايام رحى حديث عن الاسلحة الايرانية(الصواريخ البالستية، طائرات من دون طيار و المساعي الخفية للحصول على اسلحة الدمار الشامل)، وهذا الحديث يدور على صعيد دول القرار السياسي الاهم في العالم، وهي”أي هذه الدول”، تعتقد بأن ايران بهذه الاسلحة تشکل خطرا و تهديدا على السلام و الامن في المنطقة و العالم.
المساعي التي بذلتها و تبذلها ايران من أجل بناء ترسانتها المسلحة و المحاولات المستمرة بطرق مختلف من أجل الحصول على الاسلحة النووية، لايجب أن توضع تحت دائرة البحث و الاهتمام من دون المشروع السياسي ـ الفکري لنظام ولاية الفقيه الحاکم في إيران، حيث إن کل تلك المساعي المحمومة و الاستثنائية لجعل إيران عبارة عن مخزن للاسلحة الفتاکة و الخطيرة هي في الواقع من أجل تعزيز قدراتها و إمکانياتها في سبيل توفير أفضل الاجواء لتحقيق مشروعها آنف الذکر.
قوة النظام الحاکم في طهران لم يکن أبدا من الاسلحة التي إمتلکته و تمتلکه و لامن قوة جيشه أو حتى حرسه الثوري و قوات التعبئة وانما من الفکر الديني المتطرف اولا و أخيرا، ذلك إنه ومن خلال الفکر الديني المتطرف المشبع بالادران الطائفية، نجح هذا النظام في إيجاد أرضية و مناخ ملائم في دول المنطقة و العالم لفرض أحزاب و ميليشيات عميلة و خلايا نائمة کما شهدنا و نشهد، ومن خلال الفکر الديني المتطرف أيضا يکون هناك المناخ و الجو الافضل لنشوء الارهاب و بروزه، خصوصا وإن هذا الفکر مبني في الاساس على مبدأ القوة في فرضه على الآخرين وان أو درجات الارهاب بل و أخطرها هو إجبار الاخرين على تقبل أفکار لايٶمنون بها أو على الاقل لايستسيغونها.
بقناعتنا الخاصة، ليس المهم هو السعي من أجل جعل إيران بدون أسلحتها التي ألمحنا إليها في بداية هذا المقال، فتلك الاسلحة تمتلکها دول في المنطقة و العالم ولکنها لم تهدد بها السلام و الامن و الاستقرار، بل المهم هو العمل من أجل جعل إيران من دون سلاحها الاقوى وهو الفکر الديني المتطرف الذي تقوم بتصديره الى دول المنطقة و العالم و من خلال تأسيسها لجيوش عقائدية عميلة لها هي في الواقع مخدوعة بالاطار الظاهري البراق للمشروع المشبوه لنظام ولاية الفقيه، حيث تقوم بالعمل من أجل تنفيذ ذلك المشروع وکالة أو بالاستعاضة عن إيران نفسها، وهنا تکمن خطورة هذا السلاح الخبيث لطهران و الذي لم ينتبه العالم لخطورته إلا مٶخرا مع إن القيادي البارز في المقاومة الايرانية، محمد محدثين، کان قد أصدر کتابا في أوائل العقد التاسع من القرن الماضي، بعنوان”التطرف الاسلامي..التهديد العالمي الجديد”، وحذر فيه من المخطط الفکري الذي يقوم بتنفيذه نظام ولاية الفقيه في إيران في المنطقة و العالم، وتحذير محدثين قد سبق النفوذ الايراني في العراق و اليمن و سوريا و کذلك تناميه في المنطقة و العالم، وقطعا فإنه ومن دون التصدي لهذا السلاح الخبيث و بکل الطرق المتاحة فإن الخطر الايراني سيظل محدقا بالسلام و الامن و الاستقرار على مستوى العالم کله و ليس المنطقة فقط.