23 نوفمبر، 2024 5:04 ص
Search
Close this search box.

ايران الخروج من نفق الهزيمة ….!

ايران الخروج من نفق الهزيمة ….!

أخرج الإتفاق النووي إيران من أخطر نفق لنظامها السياسي ودولتها عاشته منذ عشر سنوات أو اكثر ، بل أن بعض الأنظمة السياسية سرعان ماتسقط جراء هذا الحصار ، وليس ماحدث لنا في العراق بعيدا ً عن الذاكرة السياسية .

حصارات متنوعة ومتشددة عاشتها إيران من قبل امريكا وأوربا والأمم المتحدة ، إقتصادية ، تسليحية ، تقنية ، مالية مصرفية ، تجارية ، وفي شؤون الإتصالات والنقل مايجعله حصارا شاملا ً.
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني ؛ ” كان علينا القبول بهذا الإتفاق لأن العقوبات الإقتصادية أنهكتنا تماما ، نحن جزء من هذا العالم وعلينا إحترام المجتمع الدولي في النهاية ..”
بهذه اللغة الواقعية خاطب الرئيس الإيراني شعبه دون ضجيج أو إدعاءات فارغة بالنصر والبطولة ، كما يلجأ الرؤساء العرب في كل هزيمة …!

نجحت إيران في الخروج بمكتسبات سياسية وإقتصادية وتقنية بعد 22شهرا ً من مفاوضات صعبة ومعقدة مع دهاقنة السياسة الغربيين ومحترفي التفاوض ، نجحت بروح إنتماء الوفد الإيراني لوطنه، فريق متكامل في إيقاع العمل من أجل النجاح ، ولاغرابة ان يتحقق هذا لوفد علمي كل افراده حملة دكتوراه من أرفع جامعات اوربا وامريكا ، وليس من جيل الدمج أو التزوير أو العتاكة والقفاصة من لاجئي ” السيدة زينب ” كما الذين أضاعوا العراق وأدخلوه في أنفاق لاتنتهي …!؟

أحرزت إيران أكثر من نصف النجاح ، تحقق لها رفع الحصار الإقتصادي والخروج من البند السابع وتحرير اموالها وحرية التجارة مع احتفاظها ب 6000جهاز طرد مركزي ، لأغراض سلمية وإنتاج الطاقة ، لقاء توقف برنامجها النووي بإنتاج السلاح النووي والصواريخ الحاملة رؤوس نووية ، ومنع تسليحها أو انتاجها للصواريخ حاملة الرؤوس النووية ، إضافة الى زيارة مواقعها العسكرية بعد إجراءات أخذ الموافقات الأصولية من الطرف الإيراني .

اعتقد ان الذكاء السياسي الإيراني أستحضر التاريخ القريب ومشروع التفوق التاريخي الهائل لليابان الذي تجلى في تفاوضها مع امريكا عقب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ،واصرارها على الحرية الإقتصادية والتجارية ، وهو مافعلته إيران ، وليس بغريب أيضا ان تصبح ايران قطبا اقتصاديا ً يحاكي اليابان ، سيما وان اموالها المتحررة الآن وكذلك نفطها سيمنحها تأهيلا نوعيا ً في خضم الأزمة الإقتصادية السائدة في العالم .
نجحت امريكا أيضا بعدم السماح لنمو مخالب نووية لهذا النمر الآسيوي الجديد الذي صار يجتاج بتاثيره العقائدي والسياسي دول الجوار الكارتونية ، ويهدد بالهيمنة على دول الخليج أغنى مركز للنفط والغاز بالعالم ، فكيف إذا أمتلك النووي وصار يهدد اسرائيل ..؟

العلاقة بين امريكا وايران ستشهد تطورا ً نوعيا ً ، وترابط مصالح بين البلدين يتفوق على كل انواع علاقات امريكا بالمنطقة ، لأن من ثوابت امريكا، توطيد العلاقة مع الأصدقاء الأقوياء .
درس آخر تعطيه ايران للسياسين والحكام العرب ، عليهم التعلم منه وليس الإكتفاء بإرسال برقيات التهنئة .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات