19 ديسمبر، 2024 2:49 ص

ايرانيون في العراق !!

ايرانيون في العراق !!

رفع حضور السفير الايراني لجلسة النواب الأولى أخر طلاسم اللعبة و بعث رسالة واضحة الى الجميع ” نحن هنا صناع قرار لا مراقبين”، حيث سبق ذلك مشاورات و اتصالات و زيارات مكوكية بكل الاتجاهات، و لاندري اذا كان السفير “دنائي فر” قد أدى اليمين الدستورية بالعربي أم الكردي أو تميز عن النواب بلغة فارسية مسموعة، في جميع الأحوال هناك خرق دبلوماسي و انتهاك سيادي يقبل به فقط الزاحفون الى المنصب بلا حياء !!

لاندري اذا كان النواب يمثلون أنفسهم أم مشروعهم السياسي، فلو كان الأخير هو عنوان حضور الجلسة كان الأحرى بهم مقاطعتها لأنهم يمثلون مواطنين يذبحون بالقصف و الملاحقات و غياب هيبة الدولة، أمام مرأى و مسمع الجميع، حيث بات التزلف للسفير الايراني أهم من الانحناء اجلالا لدماء الأبرياء و اغتيال ابتسامة الأطفال بصاروخ روسي او عنقودية ايرانية، و ما بينهما من تخاذل سياسي يندى له الجبين!!فهل يمثل النواب مناطقهم المنكوبة أم مصالحهم المترهلة كمشاريعهم!!

على ماذا اقسم النواب على استمرار القتل و النزوح و التهجير و مصادرة ارادة العراقيين، ام أنهم شرعنوا رواتبهم و امتيازاتهم دون غيرها، في الحالتين هناك حنث باليمين لأن النواب لم يتخذ موقفا مشرفا من التدخل الايراني و تحويل العراق الى منطقة قتل يتنافس فيها الجميع الا الارادة العراقية، التي قد تصل يوما الى حد اعتبار ايران اي تظاهرات عراقية أو احتجاجات شعبية ” تدخلا سافرا بشؤون العراق الداخلية “، نعم فقد يتحول العراقيون الى مواطنين من الدرجة الثانية أو ربما أقوام في عراق تتسيده ايران، بفضل سياسيين لا يجيدون غير لغة التخوين و تبويس اللحى!!

ليست المصيبة في ايران و نفوذها و عقدها المستدامة بل في سياسيين عراقيين لا يرفعون الصوت، و لا يوظفون الحواس الخمسة الا عندما يتعلق الأمر بنصائح او أوامر ايران ، لذلك حضر بعضهم الجلسة مرغما ، حسب قول مصدر مطلع، يؤكد قيام لجنة ايرانية برئاسة الجنرال قاسم سليماني باطلاع ” قيادات عراقية بس بالأسم” على 3 خطوط حمراء انعقاد الجلسة في موعدها و القبول على مرشح من داخل التحالف و من خارج السرب المغرد في الفضاء السياسي و التحليلي و عدم توحيد الخطاب من العمليات المسلحة!!

نعم لقد أصبح القرار السيادي في العراق من الماضي مثلما هو حال التوافقات السياسية ، فايران تنسج سجادة اضافية لتأجيج الخلاف الكردي العربي، وتحاول تقديم داعش على انها خلية طائفية عربية كردية، بينما يعرف الجميع الخيوط و الامتدادات من أدلب الى صحراء الانبار و من اللاذقية الى تلعفر و الموصل والبقية تأتي، ما يستدعي قراءة جديدة للأحداث و المتغيرات، واعادة ضبط عقارب الساعة فليس كل ما يقال عن انتفاضة ابناء العشائر صحيحا، وليس كل من ركب دولاب السياسة يمثل العراقيين، فهناك صوت اخر يستعيد نبراته و مفرداته الوطنية و سيسمعها الجميع أجلا أم عاجلا، فهي ليست فتنة طائفية مثلما يصفها لحن القول، و ليست مشروعا عراقيا متكاملا ، انها صرخة في وحشة الظلم و القهر وبيع السيادة ، فيها شطط و سوء تقدير تقاسمته كل تجارب الشعوب، التي ترفض بيع هويتها و تحترم سيادة قرارها الوطني ولن يكون العراقيون خارج سرب الشعوب الكبيرة، التي ترفض هيمنة ايران أو ديماغوجية الموقفين الروسي و الأمريكي.. الشعوب تختار المستقبل، ما أجبر واشنطن على عدم التدخل العسكري!! و الحر تكفيه الاشارة..

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات