23 ديسمبر، 2024 9:08 ص

بذل الكثير من ذويها من اجل ان تغير خطتها لكنها كانت كالصخرة الصماء لا تستجيب.
في الحقيقة كانت تشعر في اعماقها الما فظيعا وحزنا بالغا لكنها ظلت عنيدة لا تغير خطتها فهذا العام هو الفاصل بين الحقيقة والحلم .الفيصل بين ان تكون اولا تكون ,بين ان تحقق امنياتها او تهزم في ميدان الحياة .
حين كان يشتد بها الامر تعمد الى الباب فتغلقه وتسدل الستائر على النافذة التي اقفلتها مسبقا بل ولونت زجاجها زيادة في الانقطاع عن العالم المحيط بها كي لا يشعر احد بما تعانيه فيتخذها ذريعة للتدخل للحيلولة دون الفراق الذي تعتبره امرا واقعا لا محال.
……….
استمر الوضع هكذا هي تعتبر نفسها حرة لا سبيل لاحد اليها وهو يعتبر نفسه معلق بين ان تكون له او لا تكون فما زال يأمل ويتأمل ويعتبر نفسه في هذا الزمن اشبه بغريق يتعلق بأي شيء حتى لوكان قشة من اجل النجاة والحياة بينما كانت قواه تضعف شيئا فشيئا وحبال عزيمته تقرضها فئران اللوم والعتب بل والسخرية من بعض من لا يهمهم الا فرض الارادات حتى لو كانت باطلة لا لشيء الا لكون المواجه رجل لا انثى.
اجل كم مرة ترددت على اسماعه تلك العبارة المؤنبة وهي التي مفادها
اشبيك انت رجال اسبيك ما تكدر تفرض اللي تريده …
معللين قولهم
اذا هي باعتك من اجل دراستها خليها تشبع بالدراسة ..اشبيك الف وحدة غيرها تتمناك …انته بس كول.
لكنه لا يريد ان يقول هو لا يريد الالف اللواتي يتمنونه بل يريد هذه الواحدة التي تتمسك بدراستها وهي شرطها في قبول الزواج وهو بينه وبين نفسه يعذرها بل ويتمنى ان تحقق امنيتها ولكنه ايضا يشعر ازاءها بغضب دونما حقد او كره.
…………….
مضى اكثر من خمسة اشهر وعلم انها تواصل دراستها ولم يبق للعام الدراسي الا ثلاثة اشهر او اربعة وكان يتحاشى اللوم والتقريع الموجه اليه من اقرب المقربين اليه الا وهم والديه الذي تعود ان يجابه لومهم بالصمت المطبق وكأنه لا يفقه قولهم الا ان ما حدث في هذا اليوم امرا لم يكن بالحسبان فقد فاض به الكيل ورد على اللوم بصوت كاد ان يكون صاعقة صارخا :
كفى ….كفى …كفى …لا اريد ان اسمع كلمة انا اريدها هي ولا اريد سواها
وكمن يقر ر امرا محتما اضاف:
كان هذا شرطها وانا سأنتظر حتى اتمام العام الدراسي ……
وقع هذا الكلام كصاعقة وبدأت امه تصرخ وتذرف الدموع والعبرات وتتفوه بكلمات منها:
آه …آه … متريد غيرها …هي متريدك …هي تريد تدخل الجامعة وتختار واحد وياها …اي هذي هي الحقيقة …عمك مدللها …اشلون ما اشوف انته مو خالي …عمي امسويتلك سحر …سحر …اكيد امسويتلك سحر …عمي احنة وين وبنت عمك السحارة وين .
ولم تكتف بهذا بل رفعت اليه وجهها ثم ….احس برطوبة لعابها ترسم على وجهه لوحة بينما وقف ابوه معتمد ذراعيه الى الطاولة وتقدح عيناه شرار الغضب الذي لا يخالطه حزن فما كان منه الا ان صرخ بدوره مجددا :
قلت لكم هذا الذي اريد …لن ترغموني على امر آخر وعمد الى رأسه فضربه في الجدار المقابل ……………………………

لم يعد يشعر بشيء.