23 ديسمبر، 2024 9:08 ص

ايتام العراق وفرحة العيد

ايتام العراق وفرحة العيد

في بداية الموضوع سأطرح سؤالا أعرف الاجابة عليه مسبقان إلا إني أريد ان أضع النقاط على الحروف وبكل صراحة دون رتوش، وهذا ما نحتاجه خصوصا وان القضية تتعلق بمئات الآلاف من الأطفال الأيتام الذين فقدوا ذويهم وحقوقهم وصاروا أشبه بلعبة أطفال يتم اللعب بها فترة وترمى فترة اخرى، فهم يُحتضنون ويُهتم بهم أثناء فترة الانتخابات أو الدعاية الإعلامية وما أن تنتهي حاجتهم منهم يرمونهم أسوة بلعبة الأطفال، والمشهد يتكرر كل فترة انتخابات .
نعود إلى السؤال: هل الدولة قادرة على تأمين حياة كريمة لهؤلاء الأيتام ؟ أم أن الدولة عاجزة عن ذلك بسب كثرة عددهم وقلة امكانياتها ؟
إن كان الجواب نعم، إذن لماذا أيتامنا مشردون وكثير منهم على قارعة الطريق لأنهم لا يملكون سكنا ومنهم جياع وعرايا ونحن في الشهر الفضيل، ومنهم من تسرب من المدرسة ليعيل عائلته بعد فقد الأب ؟
وإن كان الجواب كلا، اذن على مؤسسات الدولة أن لا تكابر وتضع الأيتام فوق كل الاعتبارات وتعترف بتقصيرها وعجزها عن تلبية احتياجاتهم وتطلب المساعدة من الجميع إن كانوا منظمات مجتمع مدني أو تجار أو مؤسسات الدولة الأخرى، وهذا الشيء يسهم في احتواء الأزمة وبنفس الوقت يرفع عن كاهل مؤسسة الدولة الحمل الكثير خصوصا ونحن على أبواب عيد الفطر المبارك ،مع أن الأعياد تمر أحزانا على أيتامنا الذين خنقتهم  العبرة وهم ينظرون بعيون مملؤة  بالحسرة والدموع إلى الناس وهم يتهافتون على الأسواق لشراء لوازم العيد وكسوة العيد لأطفالهم متجاهلين عن عمد أو غير عمد نظرات الأيتام الذين أوصى بهم الله ورسوله . وقد لا يقع اللوم عليهم بالدرجة الاولى بل تتحمله الدولة كونها ملزمة برعاية هذه الشريحة وتقديم افضل الخدمات لهم وسد احتياجاتهم وان تحفظ لهم كرامتهم ولا ُتلجئهم الى لبس ثوب الذلة من اجل الحصول على لقمة العيش خصوصا وان ما نملكه من ثروات يسهل علينا التعامل مع مشاكل اجتماعية اكبر من مشكلة الايتام . الا ان العكس هو ما يحصل الآن والاهمال واضح ومتعمد لأن مؤسسات الدولة تتقصد المضي بنفس المنهج دون التفكير بخطط انية ومستقبلية من شأنها النهوض بواقع هؤلاء الايتام او إعداد برامج تهدف الى زيادة الوعي لدى افراد المجتمع والتي من خلالها يستشعر المواطن بحجم المشكلة ودورها في حلها، وكيف انها بالفعل مشكلة قائمة وموجودة إلا أنه للأسف الشديد  افراد المجتمع هم من يذكر الحكومة بهذه المشكلة دائما ويطالبها بالحلول كونها هي من تمتلك زمام المبادرة وليس المواطن الذي لا حول ولا قوة لديه ومع ذلك هو سباق لعمل الخير ومد يد المساعدة للايتام الا ان ذلك ليس هو الحل  لان المساعدة التي يقدمها الافراد  وقتية وليست على المدى البعيد .
* باحث نفسي / مدير البيت العراقي الامن للايتام