كثر الحديث هذه الايام عن المصالحة الوطنية وراحت بعض الاقلام(التي تحولت الى معاويل للهدم ) تسلط الضوء على فشل القائمين على هذه المصالحة في تحقيق وانجاز ما وعدوا وتحديدا الدكتور اياد علاوي .
ولست هنا في موضع الدفاع عن اياد علاوي فهو ليس بحاجة الى ذلك لانه يمتلك خصائص لايمتلكها غيره من السياسيين في المشهد السياسي المتكرر منذ عام 2003 ولحد الان وابرزها انه رجل الديمقراطية الاول في العراق حينما سلم رئاسة الوزراء بعد انتخابات عام 2005 بطريقة سلسة ايمانا منه بالتداول السلمي للسلطة الذي يمثل اعلى مراحل الديمقراطية اضافة الى كونه شخصا عابرا للطائفية والعنصرية منهجا وسلوكا من خلال ثباته على التصدي للطائفية السياسية ورفضه لجميع اشكال التدخل بالشؤون الداخلية للعراق وذلك ما تجسده حركة الوفاق الوطني العراقي التي يقودها ، وكذلك السياسي الاكثر قدرة على التعامل مع الاوساط العربية والدولية لكونه يحظى بثقة قادتها واحترامهم وعلى الصعيد الداخلي فهو الاكثر اعتدالا ومقبولية من قبل اغلب الاوساط والشخصيات السياسية ولا يوجد لديه اي تقاطع مع اي جهة او شخصية سياسية الا قدر تعلق الامر بالمصالح العليا للعراق وشعبه
ان الذين لا يعرفون ما تعنيه المصالحة الوطنية ولا يتجاوز تفسيرهم لها المعنى اللفظي عليهم ان لا يتلاعبوا بعواطف العراقيين بعبارات المسكنة والتباكي على المصلحة الوطنية ليضعوا السم في العسل لتحقيق التسقيط السياسي وباتت محاولاتهم معروفة ومفضوحة ، ولو اني على ثقة ان هذه الحملة الاعلامية الموجهة ضد شخص الدكتور اياد علاوي تعني اول ما تعنيه انه يسير في الطريق الصحيح والمعنى في قلب الشاعر .
ان مشروع المصالحة الذي يتبناه السيد اياد علاوي والذي ورد في خارطة الطريق المقدمة من قبل أئتلاف الوطنية الى الرئاسات الثلاث ليس مشروعا للمصالحة بين الكيانات السياسية او بين المكونات الاجتماعية كما يتصور البعض لان الخلافات
بين الكيانات السياسية يفترض ان تكون حالة تفاعل جدلي يصب في بودقة الديمقراطية (المفقودة ) والمكونات الاجتماعية لا خلاف بينها وهي الاقدر على تحقيق التعايش السلمي بعيدا عن تدخلات السياسيين .
ان هذا المشروع يتضمن خطوات اجرائية وتنفيذية وخطط لاصلاحات واسعة لبناء الدولة ومؤسساتها وتشريع والغاء العديد من القوانين ورفع الظلم الذي وقع على كاهل الشعب العراقي بفعل الاحتلال والسياسات الحكومية الخاطئة طيلة السنوات السابقة وصولا لتحقيق العدالة والمساواة وسيادة القانون وبموجب ذلك وافق السيد علاوي على المشاركة في الحكومة وتولي مسؤولية هذا الملف الذي يدعوا مشروعه باولى فقراته الى تشكيل هيئة عليا تمثل فيها كافة القوى الفاعلة في العملية السياسية لقيادة وانجاز مشروع المصالحة ولم تكن هناك اي استجابة حقيقية للتعامل مع هذا المشروع بل على العكس من ذلك عينت هذه الرئاسات مستشارين لها لشؤون المصالحة الوطنية وراحت كل جهة تعمل وفق رؤيتها لهذا الموضوع وتقاسمت الموازنة المخصصة للمصالحة الوطنية وبنفس المنهجيات السابقة التي فشلت بامتياز في معالجة هذا الموضوع الحيوي والهدف من وراء ذلك صار واضحا وهو الالتفاف على مشروع أئتلاف الوطنية وسحب البساط من تحت اقدام الدكتور اياد علاوي
ان نجاح المصالحة الوطنية الحقيقية يعني تحقيق الانتصار السياسي الناجز الذي هو السلاح الاقوى للانتصار العسكري الحاسم على قوى الارهاب
لقد ادركت الاوساط العربية والدولية ان اوضاع العراق لايمكن اصلاحها الا بمصالحة وطنية حقيقية وهذا ما اكده المجتمع الدولي في الاونة الاخيرة ولاول مرة من خلال مؤتمر باريس ومؤتمر الدول السبع في المانيا ،كما اكدت دول عربية كثيرة استعدادها لدعم العراق في معركته ضد الارهاب وهذا كله ما كان يحصل لولا الجهود المتميزة واللقاءات المكثفة التي قام بها الدكتور اياد علاوي الذي اكد مرارا ومن خلال وسائل الاعلام ان وضع العراقيل لافشال جهوده لتحقيق المصالحة سوف لن يزيده الا اصرارا على الاستمرار في منهجه لخدمة العراق وشعبه العظيم .
وفي اطار الحملة الاعلامية التي تستهدف شخص الدكتورعلاوي استوقفتني بعض العبارات والمغالطات التي تثير السخرية ولا تستند الى الواقع بصلة وتفتقر الى المصداقية كما انها بعيدة عن المنطق والتي وردت في بعض المقالات وراحو يتحدثون عن تخندق اياد علاوي طائفيا وهو امر مضحك لان اياد علاوي ما كان لينظر للتخندق الطائفي في يوم من الايام الى نظرة احتقار وكان على الدوام يحمل
الذين تخندقوا طائفيا ولا يزالون مسؤولية ما الت اليه الامور من تدهور خطير في كافة المجالات مهما كان شكل ونوع هذا التخندق ومن يعرف اياد علاوي عن قرب يدرك ثبات هذا الرجل وتمسكه بالخندق الوطني وتصديه للطائفية السياسية فالطائفيون من السنة يقولون عن اياد علاوي انه شيعي والطائفيون من الشيعة يقولون انه سني وهذه بحد ذاتها تزكية لوطنيته كما انها تمثل هواجسهم ومخاوفهم من ولادة مشروع وطني حقيقي الذي اصبح ضرورة حتمية .
وليس لي الا ان اناشد كل كاتب ومنبر اعلامي بان يتقوا الله في العراق واهل العراق وليكن مداد الاقلام حبا وتسامحا وان لا تتحول الاقلام الى معاول للهدم والتخريب فهي كذلك عندما يكون مدادها شحنا طائفيا مدفوع الثمن ولتكن الكلمة الشريفة الصادقة التي تجمع ولا تفرق هي وسيلتنا وغايتنا لخدمة العراق وشعب العراق.