كما هو حاله دائما يضيع اياد علاوي بوصلته ويفقد نفسه ويتآمر بنفسه على زعامته ، فقد صمت بعد صياح وتصريحات عن مشروع المصالحة الوطنية الذي كلف به نفسه دون ان يكلفه احد ، وجعل منصبه نائبا لرئيس الجمهورية للمصالحة دون ان يكون ثمة عنوان لمثل هذا المنصب ، فيما كان يقول لخاصته قبل اشهر انه يرفض ان يكون نائبا لرئيس الجمهورية لان هذا المنصب اشبه بمنصب السكرتير ، ولكنه قبل به وابتكر لنفسه عنوانا كان سمة لفشله ، لانه غير قادر على اجراء مصالحة حتى بين أعضاء كتلته سابقا وحاليا .
علاوي بدأ جولة جديدة من التصريحات بعد معركة صلاح الدين ، فلا هو مؤيد لها ، ولا هو رافض لها ، واقترح عودة الأمريكان والدول التي (( حررت العراق )) لخوض تجربتها مرة اخرى ، ويقول علاوي ((ان” الدول التي شاركت في الحملة العسكرية ضد الرئيس الراحل صدام حسين تتحمل مسؤولية اخلاقية لهزيمة التنظيم و إن “على البلدان التي شاركت في الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين واجبا أخلاقيا بهزيمة “داعش””، وأضاف أن تنظيم داعش يهدد أوروبا أيضا)) .
وبهذا علاوي لا يؤمن بان العراقيين قادرين على محاربة الارهاب ، وله الحق في ذلك ففي عهده نما الإرهاب وفشل في محاربته ، وهو يؤكد فشله في هذه التصريحات ، ولكنه أضاف شيئا مهما وهو ان ( داعش يهدد اوروبا ) وله السبق في ذلك لان اوروبا لم تكن تعلم ان داعش يهددها حتى نبهها علاوي ، فله الفضل في ذلك ، ودول أوروبا التي ارسلت مستشارين عسكريين للعراق واسلحة وطائرات وعقدت مؤتمرات ضد الارهاب وداعش كانت غافلة عن تهديد داعش ، ولا تعلم ان شبابها يهرعون وينظمون لداعش ، حتى قال علاوي قولته فقامت أوروبا ولم تقعد ، وهو بذلك يلتزم خطاب الجعفري حين ينبه العالم الى خطر داعش ويقول لهم في مؤتمر دولي عقد مؤخرا ان ( داعش يهدد العالم والدول الاخرى ) وبذلك اصبح العراق عبر علاوي والجعفري صاحب السبق في تبيه العالم النائم عن داعش ، فلهما الفضل في ان يكونا فلكيين يتوقعان ما يجري في العالم ، بعد ان فشلا في السياسة .
علاوي الذي يختفي دائما في الخارج حين تسخن ساحة العراق ، ويهاجم الحشد الشعبي ويراه يرتكب أعمالا انتقامية لم يكلف نفسه الخروج من قصره ليرى الحقيقة ويبلغنا بما يجري ، لكنه حريص على التصريح في منوال سلوكه لافشال كل من يقود العراق والوقوف حجر عثرة بطريقه من خلال التصريحات النارية التي يطلقها عندما يكون خارج العراق .
ولعل اهم ما قدمه للعراق منذ تسلمه منصب نائب رئيس الجمهورية هو اختياره ابنته لتكون بدرجة مدير عام في أول يوم وظيفة لها في الدولة العراقية ، والعودة بزبانيته للمناصب المهمة ، وفوزه بترشيح وزير للتجارة من كتلته لا يعرف شيئا من التجارة ولا اصولها ، سوى انه شقيق فلان الملياردير الذي يمنح الاموال للحصول على المناصب ، واليوم علاوي يبحث عن هيئة مستقلة لكتلته العتيدة ليفوز بنصيب اخر من ملياردير آخر .
حقا ان علاوي اذكى سياسي استطاع ان يقنع العراقيين انه الوطني العلماني الليبرالي الثوري البعثي وضحية البعث ، والذي يستطيع ان يفوز بأصوات غالبية عبر تصريحات نارية لا اكثر دون دور او فعل او فكر او استراتيجية ، انه الرجل العظيم الذي يفشل لينجح ، ويحب الناس فشله الدائم ليصنعوا منه زعيما .