23 ديسمبر، 2024 2:57 م

اياد علاوي .. المسؤولية والحضور العربي والدولي

اياد علاوي .. المسؤولية والحضور العربي والدولي

حينما تمر الشعوب والامم في ازمات فأن الدور القيادي يبرز ويكون حاضرا وبتناسب طردي مع اشتداد هذه الازمات ولكن ليس لكل الرجال .. لان المسؤولية لها مقومات وركائز لابد من وجودها لتكتمل الشخصية القيادية وتصبح قادرة على اداء الدور المطلوب بكفاءة كبيرة وابرز هذه المقومات الشجاعة في اتخاذ القرارات وتبني المواقف حيث يجب ان تكون في الوقت والمكان الصحيحين وكذلك الثبات على هذه المواقف بمبدئية عالية لاتشوبها الضبابية اضافة الى الاهم من ذلك كله وهو الولاء المطلق للوطن ومصلحة الشعب والدفاع عنهما دون خوف او تردد ،حينذاك سيكون القائد اهلا لتحمل المسؤولية اضافة الى ان المسؤول يجب ان يتحصن بدراية واستيعاب كاملين لاهمية بلده وتاريخ شعبه ليكون قادرا عن الدفاع عنهما وهو يستند الى قاعدة قوية من التراث الثر لهذا البلد .

ومنذ احتلال العراق عام 2003 كان الدكتور اياد علاوي على خلاف كبيرمع الامريكان و المنهج الذي اعتمدوه في تخريب منظومة الدولة والمجتمع واقرار بعض التشريعات والقوانين التي فتحت الباب واسعا امام الطائفية السياسية والاجندات الخارجية التي عبثت بمقدرات البلاد وثرواتها ولعل العراقيين يتذكرون جيدا الدور الايجابي للدكتور اياد علاوي عندما كان رئيسا للوزراء واعادته لعدد كبير من ضباط الجيش الى الخدمه ومعارضته لقانون الاجتثاث والتعامل مع العراقيين على اساس المواطنة وليس على اساس مذهبي او عرقي او فئوي اضافة الى رسمه للاطار الصحيح لعلاقات العراق العربية والدولية التي يجب ان تبنى على اساس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتوج فترة رئاسته القصيرة لمجلس الوزراء بتسليم السلطة للشخص المنتخب بطريقة سلسة وشفافة وعكس بذلك ارقى سلوك للديمقراطية وهو التداول السلمي للسلطة وازاء كل ذلك كان العالم ينظر بعين الاحترام والتقديرالكبيرين لهذه الشخصية  وظل حتى بعد مغادرته لمنصب رئيس الوزراء يعامل اثناء زيارته للدول معاملة الرؤساء من قبل قادة الدول العربية ودول العالم الاخرى  .

ولابد في هذا السياق من التوقف عند المؤتمر الدولي الاخير للمانحين  الذي عقد في الكويت وكان وجود الدكتور اياد علاوي فيه ممثل للعراق كاعلى تمثيل رسمي في هذا المؤتمر ، وتركزت جميع اللقاءات التي اجراها الدكتور مع المسؤولين العرب وفي مقدمتهم امير الكويت ورئيسي وزراء الاردن ولبنان على شرح مفصل لمعاناة العراق ومشاكل المنطقة وكذلك لقائه بالامين العام للامم المتحدة الذي اثنى على دور الدكتور اياد علاوي الايجابي ونظرته السديدة لمجمل الاوضاع التي يعيشها العراق والمنطقة وهم بذلك يعتبرونه صمام الامان للعملية السياسية ونجاحها في اصلاح الاوضاع في العراق على كافة المستويات وهذا يؤكد مرة اخرى وبشكل لا يقبل التأويل ان خارطة الطريق التي سبق وان قدمها الدكتور علاوي اثناء تشكيل الحكومة تمثل بحق المسار الصحيح لتعزيز قدرة العراق في مواجهة الارهاب بعد تحقيق وبناء البيت الداخلي العراقي على اسس وطنية صحيحة واستعادة هيبة العراق ومكانته العربية والدولية .

ان السلوك الوطني الصحيح هو الذي يبلور الشخصية القيادية للمسؤول ويجعله قادرا على النهوض بالمهام التي توكل اليه بطريقة صحيحة ولذلك فان شخص مثل الدكتور اياد علاوي هو الاقدر بحق على قيادة مشروع المصالحة الوطنية وتحقيق العدل والمساواة من خلال تشريع قوانين كثيرة نحن بحاجة اليها وكذلك الغاء او تعديل قوانين اخرى الحقت ضررا بالغا بالبناء الوطني الصحيح لمؤسسات الدولة ورسخت دولة المكونات كبديل لدولة المواطنة اضافة الى ضرورة المحافظة على ثروات البلد التي ضاعت بسبب استشراء الفساد المالي والاداري في جميع مفاصل الدولة .                                                                                   

ان الدعوة التي اطلقها الدكتور اياد علاوي في مؤتمر الدول المانحة المنعقد في الكويت لعقد مؤتمر دولي حول العراق برعاية الامم المتحدة على غرار مؤتمر شرم الشيخ لقي ترحيبا عربيا ومباركة من قبل الامين العام للامم المتحدة اضافة الى عرض الدكتور علاوي لاوجه التشابه بين ما يعيشه النازحون والمهجرون في سوريا والعراق وازدياد معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد اخر بحاجة الى دعم دولي لمعالجتها .                                                                               

ان ما تقدم يعكس حجم الاحساس الوطني بمعاناة العراقيين وضرورة جلب انضار المجتمع الدولي لها لغرض المعاونة في معالجة المشاكل المعقدة التي يعيشها النازحون في العديد من محافظات العراق .                                          

ان نجاح الحكومة الحالية يقترن بالدرجة الاساس بتنفيذ البرنامج الوطني الذي طرحه رئيس الوزراء والذي تشكلت بموجبه الحكومة الحالية واناطة ملف المصالحة الوطنية بالدكتور اياد علاوي حصرا لغرض اخراج العراق من ازماته وتقوية قدراته في مواجهة التحديات لانه الشخص الوحيد القادر على الايفاء باستحقاقات هذا الملف لكونه لا يحمل الا الاجندة الوطنية ولا يتقاطع مع اي جهة سياسية او اجتماعية الا بقدر قربها او بعدها من المصالح العليا للدولة والشعب والا فان العراق ذاهب الى منعطف خطير ودرب لا عودة فيه .