22 ديسمبر، 2024 8:31 م

اولدس هكسلي يقول عن سد الموصل عام 1962

اولدس هكسلي يقول عن سد الموصل عام 1962

كاتب “عالم شجاع جديد” الانكليزي العبقري ذائع الصيت ذو الصلات بعالم البحوث الاستخبارية البريطانية منذ الثلاثينات من القرن الماضي، اولدس هكسلي، يكاد ان يكون قد وصف في حديث معه عام 1962 ما يفعله الامريكان مع حكاية سد الموصل اليوم بالحذافير:
“احشر ضحيتك داخل شدة نفسية رهيبة غاية في الوحشية ثم حرر طاقة الرعب و الترويع التي تمكنت من كيانها بتقديم واقع جديد تصوغه لها على انه الحل البديل المنقذ، و هكذا تتحكم بها كيفما تشاء”.
القضية العويصة هنا هي ان الشعب العراقي لا يحتاج لطوفان من سد الموصل يقتل منه الملايين كي يقبل واقعا جديدا يكرهه يفرض عليه قسرا، فهو يكاد يكون اساسا جثة هامدة بالكاد تتنفس قبلت بما لا يقبل به احد غيرها.
الشعب العراقي اساسا في شدة نفسية عصيبة منذ مذبحة جسر الشهداء عام 1948، ازمة عصبية تضخمت مروعة وعيه عبر مآسي و حروب السنين الطويلة لتتركه نصف مخبول.
لم شدة نفسية اعظم يفبركها له الامريكان في حكاية سد الموصل اذا، فقد أخذ مهندس الامم كل ما في العراق، نفطه، رغده، استقراره، ثرواته، مهجريه، مدنه الخراب، ما الذي يأخذه العالم اكثر من الشعب العراقي فيسلط عليه طوفان سد الموصل الآن؟
لا ابشع من جمهورية بريمر الفاسدة المسخ و زمرة مسؤوليها و لصوصها اليوم تتسلط على الرقاب في العراق منذ 2003 و مع هذا فان الشعب في العراق راض بها، يدفع بالتي احسن اتقاء للشر.
اكل هذا لا يكفي فيسلط على العراق فوق هذا كله ابادة طوفان الماء؟
لا، بالتأكيد هناك امر عظيم يبقي امريكا و العالم منشغلين بالعراق و ابادة شعبه من بين كل امم الارض لهذه الدرجة من الهوس على مدى العقود.
امر عظيم يخفى علينا حقا، فلو كان النفط ما يطمع به احد ما، فالنفط باعه الشهرستاني و الزبانية من اشاوس جمهورية بريمر و هو في اباره.
ان كانت ثروات ما اخرى، فانت و انا و الجميع يعرف البئر و غطاه و بساط المروة الذي ننام عليه.
ان كانت ناس العراق ما يجعل امريكا تقف لنا بالمرصاد باصرار الى هذه الدرجة اللعينة، فالناس في العراق يأكلهم اساسا اليورانيوم المنضب، كمياويات الحروب، قتل الارهاب المجاني كل يوم، الجوع، المرض، العوز، الحرمان، التهجير…
ان كان سد الموصل مخطورا، طيب فرغ مياهه بالتدريج فورا بدل هذا الرعب الذي تستمتع بتعذيبنا به وسائل الاعلام كل يوم باشاعة التصريحات المتضاربة في ان الوزير المحترم قال لا تخافوا، لكن الامريكان يقولون لا، خافوا، و كيف لا تخافون و طوفان نوح سيعلو فوق رؤوسكم 20 مترا؟
صيف جهنم آخر بلا ماء من سد الموصل يظل احسن من ان تغرق العباد بهذا الماء اللعنة.
عيب و خزي على حيدر العبادي ان يتلهى بفعاليات هنا و هناك مدعيا انه رئيس وزراء و يترك الناس تنام الليل لا تعرف ان صبح الصبح عليها ام لا في ظل جمهوريته العار، جمهورية الخوف، النهب، الاجرام، الحروب، الخراب، الجمهورية التي تتسلى بـ قتل الاطفال، النساء و الرجال العزل.
[email protected]