23 ديسمبر، 2024 12:15 ص

اوكرانيّاً – روسيّاً : بعضٌ من تفاعلات الأزمة

اوكرانيّاً – روسيّاً : بعضٌ من تفاعلات الأزمة

كانَ خطأً ً فادحاً , وبارزاً لأنّه أمام اضواء وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية , أن اعلن الرئيس الأمريكي بايدن ” في نهاية الأسبوع الماضي ” بأنّ يوم الهجوم او الغزو الروسي لأوكرانيا سوف يكون يوم 16 – الأربعاء القادم .! , ورغم انّه استند واعتمد على تقديرات ومعلومات تخمينية من الإستخبارات العسكرية الأمريكية , بجانب اخرى مماثلة الى حدٍ ما من CIA , فماذا لو لم يحدث الهجوم في ذلك اليوم او بعد غدٍ .؟ فكيف يغدو موقف بايدن أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي , والأنكى من ذلك أنّه قد قام بتنبيه الرّوس لتغيير موعد او ساعة الغزو للإحتفاظ بعنصر المبادأة والمباغتة , فضلاً عن محاولة تكذيب بايدن واحراجه !

تصريح الرئيس الأمريكي هذا بتحديده المسبق لليوم ” الموعود ! ” , قد تسببّ بتفاعلاتٍ شديدة لدى البنتاغون والخارجية الأمريكية , وبقيت واستمرت هذه التفاعلات لمحاولة ” ضبطها ” والحدّ منها الى نحو 3 أيامٍ , حتى اضطرّا كلا الناطقين بأسم البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية , في تصريحين متزامنين ” يوم السبت الماضي ” الى نفي تصريح بايدن عبر طريقةٍ دبلوماسيةٍ مخففة وملطّفة لكنّها مكشوفة .! حيث كلاهما صرّحا بأن لا يمكنهما تحديد موعد الهجوم الروسي المفترض , بالإضافة الى امكانية حدوثه في ايّ لحظة .! , وهذه نقطة سوف تُسجّل على بايدن خصوصاً في الأنتخابات القادمة .

الرئيس بوتين يبدو انّه يدير الموقف الساخن بمهارة < لحدّ الآن > وقد تسبّب عمداً او تلقائياً بحربٍ نفسيّةٍ شعواء وحامية الوطيس للأمريكان اكثر منه للأوكرانيين .! كما يبدو أنّ اقتراب القوات الروسية المحتشدة ” اليوم ” الى منطقةٍ متقدمة للحدود الأوكرانية ” وهي منطقة تُعتبر نقطة انطلاقٍ عسكري لبدء المعركة المفترضة , قد اثمرت عن اولى نتائجها , حيث صرّح سفير اوكرانيا في لندن عن استعداد بلده للأنسحاب من مشروع الأنضمام الى الناتو او حلف الأطلسي الذي استفزّ الرّوس , ورغم انّ السفير الأوكراني قد حذف تصريحه – Deletبعد ذلك , لكنّه يمكن اعتبار ذلك ايضاً كمناورةٍ دبلوماسيةٍ ذي حدّين او اكثر , وربما بضغوطٍ امريكية على الرئاسة الأوكرانية , كما لماذا اختيرت لندن تحديداً كمكانٍ للإدلاء بتصريحه المفاجئ , عدا أنّ العاصمة البريطانية هي اكثر مركز عريق لوسائل الإعلام العالمية منذ الحرب العالمية الثانية .. والى ذلك ايضاً فما فتئَ العالم يحبس انفاسه بهذا الصدد ” بأستثناء العراق وبعض الدولة المتخلّفة !”