18 ديسمبر، 2024 5:03 م

اوكرانيا وحلم الانضمام إلى الناتو

اوكرانيا وحلم الانضمام إلى الناتو

اوكرانيا واحدة من دول الاتحاد السوفيتي السابق ، وهي كانت إلى جانب روسيا البيضاء ( بيلاروسيا ) عضوا في الأمم المتحدة ، برغم كونهما جزءا من الاتحاد الفدرالي للدولة السوفيتية الاشتراكية آنذاك.
معلومات أولية .
دولة صناعية ، تحدها روسيا من الشرق ، وبلاروسيا من الشمال ، ومن الغرب تحدها بولندا وسلوفاكيا والمجر ، ومن الجنوب الغربي تحدها رومانيا ومولدوفا ، والبحر الأسود وبحر اوزوف من الجنوب ، تبلغ مساحتها حوالي 604 الف كيلومتر مربع ، ويبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة تقريبا ، دولة سياحية من الطراز الأول ، وهي كذلك دولة زراعية تشتهر بزراعة القمح ، وتصدره لكثير من دول العالم ومنها مصر والعراق ودول أفريقية وأسوية اخرى ، ولها محاصيل زراعية أخرى تصدر كميات منها إلى دول أوروبية . وتتقاسم اللغة الروسية اوكرانيا إلى جانب اللغة الاوكرانية ، والاوكران هم من المسيحيين الارتذوكس يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ، ولهم وشائج قربى مع الكثير من الروس ، ومعالم حضارتهم وابنيتهم على الطراز الروسي ، وتشتهر بفواكها الصيفية التي تصدرها إلى أوربا الغربية ، كما وأنها تصدر اللحوم والزيوت والالبان ومشتقاتها ، ولها إمكانية تصدير الحديد والصلب وكميات كبيرة من الفحم الحجري ، ويعد شعبها من الشعوب الحية المنتجة .
اوكرانيا في أعقاب الاستقلال .

استقلت اوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق في الرابع عشر من اب عام 1991 عندها أعلن مجلسها ، أن اوكرانيا سوف لن تطبق قوانين الدولة السوفيتية الاشتراكية ، وأنها ستطبق مع بعض التغييرات المناسبة قوانينها الأوكرانية ، والمعروف أن الاوكرانيين في القسم الغربي يميلون إلى البولونيين ، ويسعون نحو أوربا الغربية ، ويتكلمون اللغة الأوكرانية ، أما من هم في الشرق فإنهم يتكلمون اللغة الروسية ويميلون للانضمام إلى الاتحاد الروسي ، لذا فإن اوكرانيا تقع وسط تناحر الاتحاد الأوربي والاتحاد الروسي ،
الانتخابات الرئاسية لعام 2014 .
.في 25 مايو عام 2014 جرت انتخابات رئاسية فاز فيها المرشح المستقل بيترو بوروشينكو ، الموالي للغرب ، على إثر مظاهرات شعبية بدأت في فبراير من نفس العام سميت بمظاهرات الميدان الأوربي طرد على إثرها الرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا بعد أن قام بتأجيل التوقيع على اتفاقيات من شأنها التمهيد لانضمام اوكرانيا إلى الاتحاد الأوربي ، ولم تجر تلك الانتخابات في الأجزاء الشرقية من اوكرانيا وهي مناطق أغلب سكانها من الروس ، مما دفع بالرئيس بوتن للايعاز باحتلال جزيرة القرم وإجراء استفتاء بالاستقلال عن اوكرانيا في جزيرة القرم ، وفي المناطق الشرقية من اوكرانيا الناطقة بالروسية .
الحرب الروسية الاوكرانية .
منذ استقلال اوكرانيا يحاول الغرب ، وخاصة الويلايات المتحدة ، ضمها إلى الاتحاد الأوربي ومن ثم إلى الحلف الاطلسي ، وهو أمر تعده روسيا خطرا جسيما عليها ، خاصة وان الحدود بين الدولتين تبلغ 2295 كم ، وهي كفيلة بتغير موازين القوى اضافة الى العداء البولندي التقليدي للروس .
بدأت المشكلة عندما تحرك الناطقون بالروسية في شرق اوكرانيا بالتمرد على الحكومة المركزية جراء انتشار فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ، ولأن جزيرة القرم كانت قبلا جزءا من روسيا ، فقد أوعز الرئيس بوتين كما أسلفنا باحتلالها عام 2014 ، وهو نفس العام الذي نظمت اوكرانيا فيه انتخابات مبكرة فاز فيها فيكتور فانوكوفيتش ، وتوالت على أوكرانيا حكومات متعددة قامت روسيا خلال تلك الفترة بتسليح المتمردين تمهيدا لاستقلال اجزاء. من شرق اوكرانيا ، وفي عام 2019 جرت انتخابات رئاسية مبكرة ، ذاعت فيها شهرة الرئيس زيليسنكي (وهو ممثل كوميدي ) بمساعدة الإعلام الغربي ، عندما مثل دور رئيس خيالي في برنامج كوميدي تلفزيوني ، وقد ساهمت حملته الانتخابية التي أخرجها الغرب الرأسمالي في إثارة الرأي العام ضد الحكومات التي تعمل على تأجيل التحالف مع الغرب (جراء الضغط الروسي ) أثرت إيجابا على فوزه بتلك الانتخابات التي مهدت له السبيل للسيطرة على السلطة التنفيذية والتشريعية .
اسباب الحرب .
اولا …..انحياز زيلينسكي الكامل للغرب ، وميله الواضح نحو تحقيق أهدافهم ضد روسيا .
ثانيا….إصرار الويلايات المتحدة وأوروبا على انضمام اوكرانيا للاتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي ، متجاهلين التحذيرات الروسية .
ثالثا….قيام اوكرانيا باسكات وسائل الإعلام الناطقة باللغة الروسية .
رابعا….قيام القوات الأوكرانية بالاشتباك مع المتمردين الاوكرانيين الناطقين باللغة الروسية .
خامسا…..تصميم الويلايات المتحدة على منع أنبوب الغاز الروسي الثاني من الاكتمال لضخ الغاز آلى. المانيا ومن بعدها إلى ألعديد من الدول الأوربية . وقد ردت روسيا بإعلان الحرب على أوكرانيا وكان من نتائج الحرب الروسية على أوكرانيا السيطرة على أربعة أقاليم ناطقة بالروسية ، وهي لوهانسك ، ودونستك ، زاباروجيا ، وخيرسون ، وجعلتها مناطق مستقلة بموجب استفتاء شعبي ، اضافة الى شبه جزيرة القرم ، وهي اليوم تتقدم في مناطق عديدة في اوكرانيا وصولا الى مدينة بروكوفسك الاستراتيجية للسيطرة على جميع طرق الإمداد لكل العمليات الأوكرانية في الشرق ، ولأن المدينة ملتقىى القطارات الناقلة للسلاح والعتاد والتموين (مدينة ذات بعد استراتيجي لوجستي)
أن دخول القوات الأوكرانية إلى الأراضي الروسية جعلها كما يقول الخبراء العسكريون تنفتح أمام الجيش الروسي بسهولة وكان بالنتيجة احتلالا خائبا تركته روسيا لوقت تكون فيه قد أطبقت على القواطع الموصلة إلى العاصمة كييف ، وان احتلال كييف إذا ما أرادت روسيا ، سيكون من الشمال بالتعاون مع بلا روسيا ، وعندها سيكون الناتو في حل من اوكرانيا أو الدخول في حرب مع روسيا.، والمعتقد أن الدخول في هذه الحرب غير وارد ، لأنها حرب عالمية ثالثة قد تنتهي بمئات الحالات التي مرت بها كل من هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين.
لقد كان الرئيس فولودمير زيلينسكي ممثلا بارعا على المسرح وزعيما لم يحسن التمثيل في معترك السياسة والسوق العسكري بالرغم من المساعدات الغربية السخية بالرجال والسلاح الثمين والعتاد الرصين ، ولأن روسيا باتت تحارب بقوة الدولة العظمى جراء الالم الذي أصاب خاصرتها عند التخوم الأوكرانية ، ويرجح أغلب الخبراء أن اوكرانيا بهذه الحرب صارت بعيدة جدا عن الناتو ، ولن تكون عضوا في الاتحاد الأوربي على الأقل في الأجل القريب……