23 ديسمبر، 2024 4:16 ص

وقف أمام عدد من سائقي الاجرة، رغم عدم توازنه وعيونه تبحث عن مواصفات معينة لسائق حذق، وابتسامة عريضة توجهت الى أحدهم

– ممكن الوصول الى الجهة الاخرى من المدينة وسأعطيك ما تريد

– يكفي خمسة الاف اجرة توصيلك يا عم

– لا… سأعطيك عشرة آلاف

بانت على وجه السائق علامة الرضا، وانطلقت سيارة الاجرة في شارع طويل وسواد الليل يغلف المكان وزفراته تطلق الخمر الذي ارتشفه منذ ساعات ليقول:

– ان شعب العراق فقير.

ان العراق تورط بدخول الارهاب اليه بسهولة

مما زادت البطالة فيه والرعب

– ما بك يا عم؟

– ارجوك لا تجعل ما أنتشي به يطير من رأسي

انا حزين على الشعب العراقي

اخذ شدة من الاوراق النقدية فئة الخمسة والعشرين وقام بتفريطها من خلال نافذة السيارة والدهشة اصابت السائق من خلال هذا الرجل السكير وهو يبعثر بشراهة في الاوراق النقدية ويصرخ وكأنه يريد ان يوقظ الناس

– اهدي الناس نقودا لعل الفقر يهرب منها

فتوقف فجأة لينزل ويلم هذه الاوراق كي ينعم بها وحينما أكمل بجمع عشرة اوراق تطايرت على اسفلت الشارع، ادار وجهه فلم يجد سيارته التي انطلقت الى المجهول.