23 ديسمبر، 2024 5:52 م

اوباما يعيد احتلال العراق

اوباما يعيد احتلال العراق

في خطوة مفاجأة اعلنت ادارة اوباما ارسال قوات عسكرية تقدر باكثر من (800) جندي امريكي الى العراق، وتحديدا الى محافظة نينوى، لغرض تدريب قوات جيش المالكي على القتال في المدن، ورفع معنوياته المنهارة بسبب الخسائر الكبيرة ،التي مني بها في الانبار واقضيتها ومدنها وفي مقدمتها الفلوجة، وفي نينوى وديالى وصلاح الدين ،والتي لم تنفع الصواريخ والطائرات والاسلحة التي ارسلها البيت الابيض قبل شهر الى جيش المالكي ،اضافة الى تواجد عشرة فرق عسكرية دمج في الانبار والفلوجة ،فما هي الاسباب الحقيقية من وراء ارسال قوات امريكية الى العراق في هذا الوقت بالذات، في وقت عادت التهديدات الامريكية لضربة عسكرية مرتقبة لنظام بشار الاسد ،هناك الكثير من الاشارات على الارض في الساحة العراقية والسورية والدولية ،وكلها تدلل على ان تخبط وفشل السياسة الامريكية في المنطقة وتحديدا سوريا والعراق ،هو من اجبر البيت الابيض لاعادة احتلال العراق لحسم موقفه من النظام السوري واسقاطه في معركة حاسمة ،بعد ان ضمنت ادارة اوباما تدمير الاسلحة الكيماوية السورية او على الاقل زوال خطرها وابعادها عن يد التنظيمات الاسلامية المتطرفة مثل تنظيمات القاعدة والنصرة وداعش وغيرها ،ووصول قناعة  لدى المجتمع الدولي بضرورة تغييرالنظام السوري ،بعد ان اوغل في قتل شعبه بالبراميل المتفجرة واستخدام الكيمياوي المحرم دوليا ،وتراخي تاييد روسيا وايران عن تقديم دعمهما للنظام سواء لما حصل في اوكرانيا من تغييرات عاجلة تهدد الامن القموي الروسي ومستقبل روسيا في ربيع اوكراني سيطال دولا روسية اخرى حتما نيجعل من قوة روسيا دولة هامشية غير مؤثرة في الشرق الاوسط،ناهيك عن الاتفاق الامريكي –الايراني حول تقييد برنامجها النووي لقاء اعادة النظر بدعم نظام الاسد ،هذا السيناريو الامريكي المحتمل الان في سوريا ،اما في العراق ،فالديمقراطية الامريكية تنازع سكرات الموت ان لم تكن ولدت ميتة وقد خذل عملاء امريكا سيدهم الامريكي في ارسائها في العراق كما ارادت ادارة المجرم بوش عندما غزت العراق تحت هذا الشعار اللئيم المخادع ،فالامر الان ليس كذلك وليس على ما يرام ،حيث قبضة النفوذ الامريكي تحولت الى قبضة ايرانية من الصعب ازاحتها الان ،بفعل قوة النفوذ الايراني الميليشياوي  والعسكري والديني والاقتصادي،وهذا ما اعترف بها أكثر من مسؤول امريكي ومنهم مرشح الرئاسة السيناتور جون ماكين وغيره ، اذن لانفوذ حقيقي الان في العراق ،وهذا بيت القصيد ،فادارة اوباما تراقب الموقف في الانبار ،وما الت اليه حكومة المالكي من تفكك وصراعات بين اركان العملية السياسية ،وتفكك التحالف الشيعي وتشرذمه بعد خروج زعيم التيار الصدري منه ،وتهديدات عمار الحكيم بالانشقاق عن التحالف ،وترك الامور يتفرد فيها دولة القانون المتشرذم هو الاخر ،بعد ان خسر نوري المالكي كل حلفائه في العملية السياسية والتحالف الوطني بسبب تفردهفي الحكم وكما وصفه مقتدى الصدر انه(دكتاتور وطاغوت متعطش للسلطة والمال والقتل ) وهو اخطر واقوى وصف يوصف به المالكي منذ ان ترأس الوزارة قبل ثمانية سنوات ،لتاتي الطامة الكبرى دخوله في معركة خاسرة تورط بها مع اهل الانبار ،عندما اعلن انه ذاهب لقتال داعش في صحراء الانبار ،ثم استدار باشارة من ادارة اوباما لفتح جبهة عريضة مع ثوار العشائر في مدن وقرى وقصبات الانبار ،قبل ان تمتد الى محافظات اخرى ،وينهار الوضع الامني فيها بشكل يصعب ان لم نقل يستحيل السيطرة عليه ،وفي ظل اهتمام اعلامي ودولي كبير بما يجرى في المحافظات المنتفضة واخرها استضافة البرلمان الاوروبي لشخصيات عراقية وبرلمانية لعرض مايتعرض له العراقيون من اقصاء وتهميش وتهجير وقتل على الهوية وتعذيب في السجون بطائفية واضحة واعدامات طائفية  ادانتها منظمات دولية ومنها هيومن رايتس ووج وغيرها ،اما على الارض فيجرى ابادة جماعية انتقامية ممنهجة عن طريق قصف المدن بالطائرات والصواريخ والمدفعية الثقيلة كما يجري الان في الفلوجة ومدن الانبار الاخرى ،في وقت تنهار يوميا قطعات الجيش وتقدم خسائر بشرية كبيرة جدا في المحافظات المنهار فيها الامن والمتصاعدة فيها عمليات ثوار العشائر ،اذن حملة المالكي العسكرية على الانبار فتحت عليه ابواب الجحيم من عدة منافذ وزواغيل لن يستطع مواجهتها منها اتساع رقعة انتصارات ثوار العشائر وخاصة بعد تشكيل مجلس الثوار المكون من خيرة ابطال الجيش العراقي السابق ممن تشهد لهم سوح الوغى في الحرب مع ايران ،وبرتب عسكرية كبيرة جدا ،مع خبرة قتالية  وكفاءة عسكرية قل نظيرها في الجيوش العالمية ،مع تصاعد استنكار عشائر الجنوب واعتراضهم على ارسال ابنائهم الى محرقة حقيقية للموت في المحافظات المنتفضة ،وشاهدنا هروب جماعي لجيش المالكي وتسليم انفسهم للعشائر ،الامر الذي دعا وزارة الدفاع لتشكيل مفارز اعدامات خلف القطعات وتم تنفيذ اعدامات كثيرة للجنود الهاربين من معارك الانبار وديالى ونينوى ،ثم اتسعت حالات الهرروب من فردية الى جماعية كالتي حصلت في سرايا الفرقة الثانية في نينوى في قاطع الكيارة وهكذا بدا انهيار الجيش يسير ببطء ولكن نحو التفكك والانهيار الحتمي القريب ،هنا تبرز اهمية ارسال جيش امريكي لايقاف تدهور قوات المالكي وانفلات الوضع الامني والعسكرية لصالح المحافظات المنتفضة والمتجهة الى بغداد ،فاسرعت ادارة اوباما بارسالها القوات الامريكية الى نينوى للسيطرة على الوضع من السقوط والانهيار في صفوف قوات المالكي ،وهنا يصبح العراق محتلا من قبل امريكا ثانية للحفاظ على ماء الوجه الامريكي المسال على الارض في العراق ،واصبح اعادة احتلال العراق ضرورة حتمية لضرب عصفورين بحجر واحد ،وليس لسواد عيون المالكي وحكومته الفاشلة التي سببت صداعا مزمنا لادارة اوباما ،واجبرتها على خوض غزو جديد للعراق ،نعم اوباما يعيد احتلال العراق خوفا من السيناريو العراقي الذي ترسمه المحافظات المنتفضة ضد حكومة المالكي وهو الاقرب الى التطبيق في الوقت الراهن لما تعانيه قوات وحكومة المالكي من تفكك وتشرذم وتصارع وانفلات امني غير مسيطر عليه في اغلب المحافظات والمحافظات التي تنتظر الاشارة ،فهل تنقذ ادارة اوباما سقوط حكومة المالكي باعادة احتلالها ثانية للعراق …هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة ان شاء الله …