من استمع الى المؤتمر الصحفي – الجلسة الحية -التي نظمها موقع – Iranfreedom.org، لرئيس الرابطة الأوروبية لحرية العراق (EIFA) والرئيس السابق للوفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع العراق السيد استراون ستيفنسون ،سيكتشف على الفور اي مزلق انجر اليه الرئيس الاميركي اوباما وجر معه المجموعة الدولية 5+1 التي تفاوض ايران على ملفها النووي ، في سعيه المحموم لتوقيع اتفاق مع ايران بشان ملفها النووي ،وهو ما حذر منه السيد استيفنسون وقال نصا : الاميركان ” يرتكبون خطأ كبيرا بتوقيع الاتفاق النهائي مع ايران على وفق الفقرات الواردة فيه ، وهو ما سيكلف الغرب ثمنا باهظا- ونضيف انه ليس الغرب وحده من سيتكلف ذلك الثمن وانما منطقتنا العربية وبخاصة العراق وسوريا ولبنان واليمن ،كما ذكرنا في تقديمنا للمؤتمر ،وفي هذا السياق ،وتحت عنوان الحلم اليومي لاوباما بشان ايران – Obama’s Daydream on Iran – نشرت وول ستريت جورنال الاميركية تقريرا حول ضلال الرئيس الاميركي وهو يثق بمن لا يمكن الثقة به – النظام الايراني ورموزه ،الامر الذي يهدد السلام في اقليم الشرق الاوسط والعالم اجمع ،وقد ورد في التقرير :
لا يزال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يطارد قوس قزح في مفاوضاته مع إيران؛ فهو لم يكتفِ بالتخلي عن عقود من التعهدات للعالم المتحضر كان قد تعهد بها رؤساء أمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بل إنه ضلل الشعب الأمريكي بقوله مرارًا وتكرارًا بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، والتي من شأنها أن تضمن سباق تسلح جديد.
في الواقع، نحن على أعتاب سباق جديد بدأ بالفعل. تشير تقارير موثوقة إلى أن باكستان مستعدة لشحن حزمة نووية إلى المملكة العربية السعودية، الأمة السنية التي تعارض العبث الإيراني بالمنطقة.
بيد أن طهران تعمل عبر خطوط دينية أيضًا. فرغم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة سنية، إلا أن إيران أرسلت ملايين الدولارات إلى تلك الحركة التي تسيطر على قطاع غزة بهدف إعادة بناء شبكة الأنفاق التي دمرتها قوات الدفاع الإسرائيلية الصيف الماضي.
قارن ما نحن فيه اليوم مع الشروط التي نص عليها أوباما منذ عامين. في إشارة إلى الرئيس الإيراني الجديد المبتسم آنذاك، حسن روحاني، قال أوباما:
«في الواقع، إذا كان الرئيس الإيراني لديه خطة ذات مصداقية تقول بأن إيران تسعى للطاقة النووية السلمية، ولا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وبأنها على استعداد لأن تكون جزءًا من تحقيق دولي يسمح لجميع الدول الأخرى بالتيقن من أن طهران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، حينها سيكون لدى إيران الفرصة لتحسين العلاقات، وتحسين الاقتصاد. ويجب علينا اختبار ذلك».
بالتأكيد، دعونا نختبر ذلك:
التخصيب
قبل بدء المحادثات، أصرت إدارة أوباما ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا على أن تقوم إيران بوقف جميع عمليات تخصيب اليورانيوم. وكذلك نصت اتفاقية 2013.
الآن، يكرس الاتفاق الحالي حق إيران في عمليات التخصيب؟؟
المخزون
في فبراير 2015، كانت إيران تمتلك 10 آلاف كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، وبحسب الاتفاق، سيجري تخفيض هذا المخزون إلى 300 كجم، بينما سيتم تصدير الكميات الأخرى إلى روسيا، ومن ثّم تحصل إيران في المقابل على وقود لمحطات الكهرباء.
غير أن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، نفى لوسائل الإعلام الرسمية في نهاية مارس الماضي أن تكون هناك أية عمليات تصدير لمخزون اليورانيوم إلى الخارج ؟؟
أجهزة الطرد المركزي
لدى إيران حوالي 19,000 من أجهزة الطرد المركزي. وفي حين دعت الولايات المتحدة في بداية الأمر إلى تخفيض هذا العدد إلى ما بين 500 و1500، فإن الاتفاق الحالي يسمح لإيران بامتلاك 6,104 جهاز طرد مركزي.
ليس ذلك فحسب، بل إن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، أكد على أن أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-8 , والتي تخصب اليورانيوم بمعدلات أسرع 20 مرة من أجهزة الطرد المركزي الحالية من طرازIR-1 ، ستكون قيد التشغيل في الوقت الذي سيدخل فيه الاتفاق النووي حيز التنفيذ ، الأمر الذي يناقض ما كانت الولايات المتحدة أكدت عليه من قبل؟؟
البنية التحتية
كان إغلاق المواقع النووية في فوردو، ونطنز، وآراك هدفًا للولايات المتحدة لمدة عشر سنوات. وبموجب الاتفاق، سيتم الاحتفاظ بالمحطة النووية التي تعمل بالماء الثقيل في آراك، والتي تنتج البلوتونيوم، وإن كان سيتم تخفيض إنتاج البلوتونيوم.
كما يسمح الاتفاق بتحويل منشأة «فوردو» إلى مركز «أبحاث سلمي» مع السماح لإيران بالاحتفاظ بألف جهاز للطرد المركزي بها. هذا بالإضافة إلى أن محطة «نطنز» ستبقى مفتوحة؟؟
الصواريخ
عرقلت إيران المخاوف بشأن الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي. وليس أدل على ذلك من خفض المطالب الأمريكية لطهران بتقييد تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي يمكن استخدامها لتقديم رؤوس حربية.
التنفيذ
يعد الرئيس أوباما بأن العالم سيكون على دراية كاملة بأي محاولات للتلاعب أو الغش من جانب إيران. ويبدو هذا غير واقعي بشكل لا يصدق. فخلال العام الماضي وحده، انتهكت إيران الاتفاقات الدولية ثلاث مرات على الأقل، فضلًا عن الخلاف المحتدم حول عمليات التفتيش التي ستتم بموجب الاتفاق.
ففي حين أكد وزير الطاقة الأمريكي أرنست مونيز على أنه سيتم السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات التفتيش في أي وقت وفي أي مكان، يعارض آية الله خامنئي وجيشه هذا الأمر بأي حال من الأحوال.
ويقول السيد استراوس ستيفنسون تعقيبا على قول اوباما ان اهم ما يعول عليه هو ضمان امتثال ايران لبنود الاتفاق ، وان العقوبات التي يعتزم رفعها يمكن اعادتها اذا ما اخلت ايران ولم تمتثل :ان ((-الصفقة – الاتفاق الاطار – تنص أيضا على أن جميع المواقع العسكرية الإيرانية هي خارج حدود المفتشين، مما يخلق عائقا خطيرا في ضمان الامتثال، لأن معظم مختبرات الأبحاث النووية الإيرانية موجودة في منشآت عسكرية((.؟؟
العقوبات
تمنح الصفقة لإيران ما أرادته بالضبط. إلغاء دائم للعقوبات الاقتصادية في مقابل قيود مؤقتة. وبينما لم يستبعد أوباما إعادة فرض العقوبات، تشير مواقف اثنتين من القوى الرئيسية في محادثات القوى الستة إلى النقيض من ذلك.
ففي الوقت الذي وصفت فيه الصين طهران “بالدولة السلمية” كما لو كانت سويسرا، قالت روسيا بأنها بصدد الإفراج عن صفقة لبيع صواريخ الدفاع الجوي S-300 إلى طهران؟؟
السلوك الجيد
يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه آية الله خامنئي يندد بالولايات المتحدة باعتبارها الشيطان الأكبر، موضحًا أن إيران لا تتوقع تطبيعًا للعلاقات بين البلدين ،و تشير خطاباته إلى أن إيران لا تزال ترى نفسها في حرب مقدسة مع الغرب.
بعد كل ما تقدم، يبدو أن الولايات المتحدة على استعداد للتنازل عن القدرات النووية لإيران، تلك الدولة التي تعتبرها واشنطن تهديدًا رئيسيًّا.
لا عجب إذن أن تصر السعودية ومصر على تطوير قدراتهما النووية المماثلة. فحلفاء الولايات المتحدة التقليديين خلصوا إلى أن الولايات المتحدة قايضت التعاون المؤقت مع إيران بالإذعان لهيمنتها في نهاية المطاف.
ربما يكون الرئيس أوباما قد تجاهل عن عمد السياسات الإيرانية العدوانية ونفوذها المتنامي في بيروت ودمشق وبغداد والعاصمة اليمنية صنعاء. وبدون العقوبات، ستكون إيران أكثر حزمًا.
أخيرًا، لا يوجد في الأفق أقواس قزح لاحلام يوم اوباما السعيدة ، هناك فقط غيوم يكتنفها الخطر والوعيد))
وليس لدى اوباما كما نرى سوى اضغاث الاحلام ،فليس تقديم المزيد من التنازلات لايران يمكن ان يضمن او يوفر الضمان انها ستوقف قطارها النووي العسكري ،وهو بذلك لن يخسر حلفاءه الغربيين والعرب وحسب وانما الاميركين ايضا ، وفي جواب له على س?ال عما إذا کان الاتفاق النووي سوف يمنع إيران عن إمتلاك القنبلة النووية، شدد ستيفنسون على أن إيران مارست الخداع في الاتفاقات الدولية السابقة و سوف تعود للخداع مرة أخرى وما الذي سيمنعها ؟.
وفيما يتعلق بخسارة اوباما الاميركان والغربيين معا ،وان معركة شرسة ستنفتح معه داخل اميركا بشان الاتفاق :قال السيناتور الجمهوري تد كروز مرشح رئاسة الجمهورية في أمريكا لسنة 2016 إن أي عمل يستطيع أي انسان فعله لمنع الصفقة النووية مع النظام الإيراني سيقوم به هو شخصيا .
وأفادت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء أن تدكروز الذي كان يلقي خطابه يوم السبت 25إبريل/نيسان أمام تجمع للمواطنيين في أيوا لاقى تصفيقا حارا من قبل الحضور.
واشارت أسوشيتدبرس أن قلقا من سياسات أوباما تجاه النظام الإيراني كان سائدا علي هذا التجمع.
كما طلب حاكم ولاية ويسكانسين – سكوت وولكر يوم السبت 25 نيسان /إبريل 2015 بإلحاح من اوباما أن يتخلى عن الإتفاق المؤقت مع النظام الإيراني بشأن الأبحاث النووية العسكرية.
وأكد وولكر أن الولي الفقيه للنظام الإيراني علي خامنئي يكن كراهية شديدة للولايات المتحدة منذ عقود، ويستدل من ذلك أن تغيير رأي خامنئي باميركا ليس سوى من باب النفاق.
وأشار وولكر الذي من المرجح أن يترشح في الإنتخابات الرئاسية عام 2016 ايضا، إلى انه مع التذكير بقضية احتجاز الرهائن الأمريكيين الـ66 الذين كانوا محتجزين عند النظام الإيراني في السنوات 1979 إلى 1981 فان ملالي ايران لم يتغيروا كثيراً، وتابع أن اسلوب زعامة اوباما هو أحد أضعف الأساليب وإنني خجل جداً بوجود هكذا رئيس للجمهورية لأنه رسم حدوداً واتخذ قرارات بيد أنه سمح بتجاوز تلك الحدود وطمسها.
كذلك أكد السيناتور نيوت غينغريج الرئيس الأسبق للكونغرس الأمريكي حول سياسات الإدارة الأمريكية إزاء النظام الإيراني،أنه في الوقت الذي نتعامل مع نظام يستعد لفرض ارادته،فان سياسة المساومة لانجعلنا في مستوى امني أفضل بل تجعل العالم مكانا أخطر.
وأضاف أن نتيجة تزود النظام الإيراني بالسلاح النووي يعتبر امرا غاية في الخطورة للمنطقة بأسرها وللعالم.
مشيراً إلى سياق تاريخي بقوله ،إن سياسة المساومة نتيجتها في حال اندلاع الحرب بعد عدم الحصول على النتيجة المطلوبة من المساومة ستؤدي الى خسائر ودمار أوسع.
ووصف السيناتور دن سوليوان الذي كان من اول الداعمين للائحة” قرار لدراسة الاتفاق النووي مع النظام الإيراني” في مقال في موقع”جونيو امباير”نظام الملالي بأنه أحد الأعداء الرئيسيين للولايات المتحدة واعتبره تهديدا للأمن العالمي.
اضافة الى ذلك اعتبر رموز النظام غير موثوق بهم وأكد قائلا،إن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آمانو قال مؤخرا بانه مازال في موقع لا يمكنه من اعلان ان البرنامج النووي لنظام الملالي برنامجا سلميا،مؤكدا،أن الإتفاق النووي هو اتفاق أمني بامتياز تواجهه أمريكا على مدى عدة أجيال مشددا على ضرورة دراسة الإتفاق النووي بين الحكومة الأمريكية والنظام الإيراني من قبل الكونغرس الأمريكي.
ومن اوربا أشار فرانسوا كلكومبه مؤسس اللجنة الفرنسية لأصدقاء ايران حرة إلى أن سياسة المساومة لم تؤد إلى تغيير النظام الإيراني وأكد أن النظام الإيراني منذ بداية الأمر لم يكن صادقا مع المجتمع الدولي بشأن برنامجه النووي ولايوجد أي ضمان يكفل أن نظام الملالي لا يسعى من أجل الحصول على القنبلة النووية وعلى ذلك فان الحل الوحيد مرهون بتغيير النظام الإيراني و تخلص الشعب الإيراني من أفكار الخميني.
وبحسب صحيفة”السياسة”، قال كلكومبه وهو من الشخصيات الفرنسية البارزة،بعد حصول نظام الملالي على السلطة في إيران،لم تر منطقة الشرق الأوسط الهدوء فالدول العربية لها الحق ان تقلق تجاه تطورات الاوضاع في منطقتها ودور ملالي ايران في اشعال الحرائق فيها ،وكذلك تجاه تطورات ملفها النووي .
وفضلا على كل ما اوردت اعلاه ، هناك تساؤل خطر سينغص حتما على الرئيس اوباما احلامه ،فلو افترضنا انه حصل على الضمان التام من ان ايران لن تفعل البعد العسكري في مشروعها النووي – وهو افتراض خائب مسبقا لكنه ياتي هنا للنقاش ليس الا – فما هي الابعاد التي ستقوم على حصول ايران على كل تلك الاموال التي سيرفع عنها الحجز ،وكل ما ستحصل عليه من واردات في تجارة النفط والتهريب والاستثمارات التي يسيل لها لعاب الشركات الاميركية والغربية في قطاعات شتى ،وهل فكر اوباما كم سيصبح الانفاق العسكري الايراني في المنطقة العربية وحدها والذي يتجاوز الان مع وجود العقوبات مبلغا يزيد على 8 مليارات دولار ؟؟ وماذا ستفعل ايران ببنيتها التحتية النووية وخبرتها التي حازتها وقدرتها على تسيير قطارها النووي متلحفة قناعة اوباما بانها ممتثلة لفقرات الاتفاق النهائي ؟؟ هل سترميها في سلة المهملات ام في بحر قزوين ؟ الاميركان والاوربيون وعموم العالم مدعوون للنشاط بقوة لتبصير اوباما بالمزلق الذي ينجر اليه مادام ثمة وقت حتى الثلاثين من حزيران للتراجع عن مساوماته ،وان كنا على بينة انه لا وجود لاتفاق نهائي في اجندة ايران مهما قدم اوباما من تنازلات ،وانه سيجد نفسه عاريا على جزيرة لا تكفي لحماية قدميه من مياه اقليم ( الخليج الفارسي ) الذي اتمت تاسيسه ايران ملا خمانئي ،نكاية بالعرب الذين مازالوا يتمسكون بتسمية الارخبيل بالخليج العربي ،ولا يتذكرون الهيمنة الايرانية على مياهه ، ابتداءا من مضيق هرمز وصعودا الى مدخل الخليج عند مصب شط العرب – معتمدين التطمينات الاميركية التي ستغرقها احلام اوباما العصافيرية عند اعتاب جزر الامارات الثلاث التي سلبتها ايران والتي هي الان قواعد عسكرية ايرانية تعد المعسكرات المتقدمة للتعامل مع مضيق هرمز في حال ارادت ايران اغلاقه لاي سبب كان.