23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

كان هناك مدينة كبيرة فيها اناس كثر كان لهم حاكم و دار شورى يتكون من عدد من المشايخ  ينتخب الناس اعضاء دار الشورى وبدورهم ينتخبون حاكم المدينة .
جلس في ذات يوم صديقان من اهالي المدينة يتباحثان حول ما الت اليه مدينتهم في الاونة الاخيرة من سوء الخدمات وفقر الناس والظلم , فكان لكل منهما رأي يختلف عن الاخر .
قال حامد : ان قريتنا تمر بأزمة كبيرة ولابد ان نتكاتف مع بعض لدرء الفتن ودحر الخطر عنها وعدم اعانة الظالم

قال زيد : وما هي الازمة يا اخي

قال حامد : الا تنظر ان الحاكم قد عاث في الارض فساداً ويجب ان نقف بوجهه ونخرجه من منصبه وقال تعالى  (وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ)

قال زيد : انا لا اشاطرك الرأي فالحاكم ليس مفسد , قال تعالى (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ)

قال حامد : الا ترى حال المدينة كثرت فيها الازبال والسرقات والمؤامرات ومعاناة الناس وملفات الفساد وظواهره ان الحاكم طغى في ارض كانه فرعون قال تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا)

قال زيد : ان كل ما ذكرت صحيح ولكن من يتحمل مسؤليته ليس الحاكم وانما اعضاء دار الشورى فهم من اوصل المدينة الى هذا الحال وقال تعالى وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

قال  حامد  : يا اخي ان الحاكم قد جمع المفسدين من حوله وهم يشجعونه على افعاله التي ادت بنا الى هذا الحال قال تعالى (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا)

قال زيد : يا اخي ان اتباع الحاكم هم من اهل المدينة ولولا عدله وصدقه وامانته لما اتبعوه  فلايغرنك ما يقوله المفسدون في دار الشورى  , قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)

قال حامد :يا اخي انا لا اقصد الناس وانما المفسدين من المنافقين والسارقين و لايجوز هذا الكلام فأن اعضاء دار الشورى من اهل الاصلاح وينوون التغيير ولايمكن ان يستوي اهل الاصلاح واهل الفساد غي الدنيا والاخرة , قال تعالى (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)

 

واستمر النقاش بين الاثنين

قال زيد : ؟؟؟؟؟؟؟

قال حامد ؟؟؟؟؟

قال زيد :؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قال حامد :؟؟؟؟؟؟

ولازال الطرفان لم يقتنع بعضهم بالبعض الاخر فيما هم كذلك جاء احد علماء المدينة يدعى السيد علي فوجدهم في هذا الحال فحدثوه بخلافهم ,  فتعجب لامرهم  وقال انكم ترون الحق باطلا والباطل حقا فكلاكما مخطئ فاقترح عليكم ان نتوحد ونوحد كلمتنا ونجنب مدينتنا الوقوع في التهلكه وان مدينتنا لها مكانة كبيرة في قلوب المسلمين فلا تدعوا الحاقدين والاعداء يشمتوا بنا فلنخرج على الحاكم ونغيره ولنخرج على دار الشورى ونغيره حتى نرضي الطرفين ,  فأسلك يازيد هل انت مستفيد من بقاء الحاكم .

قال زيد : لا والله ولاتربطني به اي قرابة ولكني اريد هذا الحاكم عناداً مع حامد .

قال سيد علي : وانت ياحامد هل مستفيد من دار الشورى

قال حامد : لا والله ولكني اريده ان يبقى عناداً مع زيد

قال سيد علي :
ان الطرفين اخواننا ومن اهل المدينة لكن الوضع الذي وصلنا اليه يحتم علينا تغيرهم ونأتي بغيرهم من مدينتنا ايضا لكي نرضي جميع الاطراف فأن الوضع تأزم كثيرا بينهم واكثرهم مجربون والمجرب لايجرب وان بقوا سيبقی الحال كما هو لاخدمات ولاحياة كريمة
فأن بقيتم علی عنادكم سوف تبقون علی ما انتم عليه ومن سئ الی اسوء وتدمرون مدينتكم بايديكم فهل وافقتم على ان نغير الاثنين لكي نعم بامن وسلام ونتجنب المشاكل وانتم من مثقفي المدينة وعليكم الاعتماد علی انفسكم ام ستشتركون بظلم الضعفاء من اهل المدينه وتكونوا انتم ومدينتكم الضحية .

قالى حامد : لا اقبل

قال زيد: لا اقبل

قال الرجل الحكيم سيد علي : (وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
لازال سيد علي يردد هذه الايات وافترق عنهم .