في سلسلة كتابات عبقرية، سلسلة طار ذكره في الآفاق ، سلسلة مقالات لماء الذهب ،مقالات الشبح الإبداعي، سلسلة دروس تفاضلية:
انا اكتب، اذن انا كلكامش: (مقولة الشاهر) ()
من فضل ربي مااقولُ واكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( مقولة الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد ( مقولة الشاهر)
لااحد يرتضي لك ان تكون من أصحاب الرأي ، والمشورة ، فالرأي عندهم حق مقدس : للأولين ، والمتنفذين المعاصرين، اما أنت فمهما أتيت بآراء جديدة ومبتكرة ، فلا تجد من أهل المجاملات والصنمية أحدا ينصت اليك ، الا قلة ممن تحرر من ببغائية الأفواه وصنمية الرأي ، أدركته الرحمة فصار يرى مالايراه الصنميون0رحيم الشاهر
الرأي مشورة عظيمة ، فلا يرتقي لها سوى قلة من أهل النبوغ، ممن اختصرت في أعمارهم مسافات العقول ، ومساحات العبقرية ، ومشكلتنا تكمن في أهل الرأي المعياري والنقدي القديم المتزمت الذي لايقتنع ان الأرض كروية ، وان سر جمال القصيدة في فؤاد شاعرها ، لافي تكهنات دخلاء الرأي، وهؤلاء الصنميون في الرأي هم اخطر حلقات الإبداع والتطور، وهم هكذا لن يسمحوا لمارد الكلمة الأجل من أن يعصف بإمبراطوريتهم التي أكل الدهر عليها وشرب، فظلت محمية مقدسة بانصياع المتعلمين الضعفاء للجهلة الأقوياء!
الكل في الميدان ، يدعي انه ابو الحجة والاحتجاج ، والرجة والارتجاج ، وابو النكتة ، والطرافة ، والظرافة ، والفصاحة، والتدبر ، والفروسية ،والمعرفة ، والحذق، والعبقرية ، والفلسفة ،والنبوغ ، وانه وضعهم جميعا في جيبه ، من طرفة بن العبد ، وحتى آخر عفريت يظهرفي حومة الكلمات والإبداع، كثير من هؤلاء وأولئك يدعون ، لكن المجربين منهم قليلون لايمكن المزاودة عليهم0
الرأي وسام نادر لايمتلكه معظم المثقفين والشعراء والنقاد والمنظرين ، فهم قد يمتلكون أفكارا ، والأفكار: قبائل، وطوائف، ومشارب ، وملل، ونحل ،واجناس 00 الخ، هم يمتلكون الأفكار لكنهم لايمكن ان يتنازعوا على رأي واحد يكون لهم جميعا 00 فمن عاش على طلاسم الكلمات ، وترهات المعاني ، وانشائيات اللف والدوران وو00الخ ليس من أهل الرأي الكتابي ، وانما هو طارئ استوعبه شكل الثقافة وإطارها ضمنا ، ثم يلفظه بعد حين غير مأسوف عليه 0 ومن أدلى دلوه فيما يعنيه، وما لايعنيه ، مستفيدا من ثرثرة اللسان ، وسهولة الانشائيات الرخيصة ، وتضاد الكلمات ، وترادفها ، وسهولة تطويعها ، ليس من أهل الرأي كذلك0
الرأي ذوق ، والذوق ملكة ، والملكة شخصية، والشخصية موهبة ، والموهبة إيحاء، والإيحاء سر بعده الخط الأحمر ، فلا تقترب أكثر!
والرأي اناقة كلمة، وجلال عبارة، وبراعة فكرة ، وبهاء جملة ، ومفاجأة إبداع، وحداثة اسلوب ، وليس جميع المتكلمين، والكتاب ، والشعراء ، يجيدون أناقة الكلمة من مصدر حسناواتها ، بما يلقي في روع الجمهور إعجابا عفويا لاسابق له0 العجيب عندنا ، اننا وضعنا لأهل الرأي (معايير) تسمح لهم ، ان يتمددوا ، او يتقلصوا كيف شاؤوا مستفيدين من تداخل الشبهات مع الحقائق ؛ لذلك لاتجد لأهل الرأي الحقيقي في الإعلام والحوار نصيبا كافيا ؛ لأن كلماتهم الانيقة تفضح ترهل كلمات الطارئين التي لاحصر لها!
لقد كان علي ع من أهل الرأي البارعين فاختلف عليه القوم ، كثير عليه وقليلٌ معه، فأسلموه في النهاية إلى غادر من دعاة الرأي وزنادقته ، وهكذا فإن لكل نبي وامام وعظيم ، وقائد ، ومفكر من هذه الأمة ، صدمة لاهو يحتملها منها ، ولا هي تحتملها منه ، والذي يستفيد من تشظي هذه الصدمة ، هم دعاة الرأي ودخلاؤه.