بسم الله الرحمن الرحيم

{فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}

هناك عوائل وشخصيات يختلفون عن بقية البشر . لانهم مظهر الدين بدلالة قوله تعالى {فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} كلمة اسف. تأتي بعد ارتكاب خطأ او ذنب من شخص معين، وتكون بحالتين..

**الاولى من الخارج , يعتدي عليك شخص بكلمة او بعمل ثم يندم ويطلب الصفح . نحن خاطئون جميعاً , المهم ان نعرف كيف نعتذر بشكل صحيح .

**:القسم الثاني الاسف من داخل الانسان. ياسف على عمل قدمه لشخص لا يستحق الفضل. وجازاك عليه بالإساءة ..فتأسف على فضلك له .. ولكن هل ياسف الله كما ناسف نحن البشر.وهل هناك فرق بين اسف الانسان واسف الله..؟ قبل ان اوضح المطلب .. اتوسع قليلا بهذا المفهوم ..

كلمة وجه الله وردت في القرآن أكثر من مورد، تشير الى {مقام العزة الإلهية} كقوله تعالى ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) معناها هو الباقي فقط, **.اذن مقام الجلالة الإلهية، لا يمكن أن تُدْرَك حقيقته،

راي المذاهب الاسلامية في وجه الله .. يقولون :الإنسان لا يعرف شيء، الا الجزء الذي يظهر له ونحن عرفنا الله بما ظهر لنا من تجلياته على شكل خلق، ورزق ،ومرض وشفاء، وهداية، وغير ذلك. فعرفناه من خلال ما لمسناه من الآثار لربوبيته{لا شك أن إرسال الأنبياء والأوصياء لهداية الناس، وهذه من أظهر تجليات صفاته نعرف الله من خلالها ، وهذا ما يقول به الشيعة بصورة تفصيلية.يقول تعالى): لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ الادراك هو(الإحَاطَةُ بِموْضُوع او شيء والعِلْمُ بِهِ) وهذا يتعارض مع رؤية الله فقالوا ان الاحاطة غير الرؤية .وهذا مورد اختلاف بيننا .. اية اخرى تقول:{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} هنا يد الله هي يد النبي {ص}.

عندنا في عقيدتنا ان أهل البيت{ع}هم نور صفات الله الذي أضاء له كلُ شيء.. ذَكرَ كِتَابِ “نُور الثَّقلَينِ” ان المُرَادِ في قَولِه{وأتُوا البُيُوتَ مِن أبوَابِها} قَالَ: في كِتَابِ “الإحتِجَاج” للطَّبرْسِي: عن الأصبَغِ بنِ نَباتَةَ قَالَ: كُنتُ عندَ أمِيرِ المُؤمنِينَ (ع) فجَاءَه ابنُ الكَوا فقَالَ: يا أمِيرَ المُؤمنِينَ، قَولُ اللهِ تعالى :(وليسَ البِرُّ بأنْ تَأتُوا البُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ولكنَّ البِرَّ مَن اتَّقَى وأتُوا البُيُوتَ مِن أبوَابِهَا) فقَالَ (ع): “نحنُ البُيُوتُ أمرَ اللهُ أنْ تُؤتَى أبوَابُها، نحنُ بَابُ اللهِ وبُيُوتُه التي يُؤتَى منْه، فمَن بَايَعَنا وأقرَّ بوِلَايَتِنا فقَد أتَى البُيُوتَ مِن أبوَابِها، ومَن خَالَفَنا وفَضَّلَ عَليْنا غَيرَنا فقَد أتَى البُيُوتَ مِن ظُهُورِها، الموضوع طويل اخذنا منه موضع الحاجة. اذن هم باب الله الذي منه يؤتى. قَالَ النَّبيُّ (ص): “أنا مَدِينةُ العِلمِ وعليٌّ بَابُها، فمن اراد المدينة فلياتها مِن بَابِهَا” .فقوله فلما اسفونا أي حين يتألم وياسف النبي والأئمة .. فان الله يبين عظمتهم فيكون اسم ذاته المقدسة بدلا من هؤلاء في الاية المباركة لانهم اختارهم حملة لدينه .

كما في قوله واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربي. فهلة ياخذ الله الخمس لذاته .. الجواب جعل اسمه المقدس بدلا من ال الرسول اولا وبقية الناس الذين يأخذون الخمس . وهناك امثلة كثيرة من هذا النوع .. كقول النبي{ص} يا علي من حاربك فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله .. فمن يتمكن ان يحارب الله ..؟ ولكن الحرب ضد علي (ع) تعني الحرب على الله والرسول.. والسلام عليكم .