لانستطيع في مقالة واحدة ان نلم بافكار ومبادىء واهداف ثورة الامام الحسين عليه السلام على الامويين( الفاسدين البعيدين عن الله تعالى والدين الاسلامي والذين رسخوا مبدا ان استغلال الدين يجب ان يكون سياسيا واقتصاديا وليس الهيا ) ,ونحن هنا نعطي بعضا منها مبسطا ليسهل على الجميع فهمه والتواصل مع الثورة الحسينية الخالدة على مر العصور .
ان ثورة الامام الحسين عليه السلام ثورة ربانية اريد لها الدوام مدى الحياة ولجميع العصور حتى تنهل الاجيال من معينها القيم والاخلاق والوعي والنبل والعنفوان في كل زمان ومكان لما تحمل في طياتها من دروس رفيعة.
وقد ذكرت لثورة الامام الحسين عليه السلام عدة اهداف منها:
الاول : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وهذا مستفاد من قوله عليه السلام اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاطلاح في امة جدي اريد ان امر بالمعروف وانهي عن المنكر البحارج44ص329.
ملاحظة : المعروف والمنكر لا يختص بالمعروف والمنكر الفردي بل يشمل المعروف الاجتماعي والاقتصادي والعقائدي والفكري والسياسي وما الى ذلك.
الثاني : الاعتراض على الخلافة الفاسدة الغاصبة :
بمعنى انه عليه السلام الاحق بالخلافة من يزيد شارب الخمر وهذا مستفاد من قوله عليه السلام للوليد بن عقبة والي يزيد على المدينة حينما دعاه الى مبايعة يزيد فقال عليه السلام : انا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون اينا احق بالبيعة والخلافة البحارج44ص425.
وقال في موضع اخر لمروان بن الحكم حينما اشار عليه بالبيعة ليزيد : انا لله وانا اليه راجعون وعلى الاسلام السلام اذ قد بليت الامة براع مثل يزيد المصدر السابق.
لهذا خرج الحسين عليه السلام كي يفضح تلك الخلافة الفاسدة لانه ابن الشريعة وسبط الرسول الاعظم صلى الله عليه واله واخر اصحاب الكساء ومن اهل البيت عليهم السلام .
الثالث: مبايعة اهل الكوفة له وارسالهم الكتب اليه لان الامام اذا حصل على العدة والعدد وجب عليه القيام لذا قال امير المؤمنين عليه السلام : أما والذي فلق الحبة . وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر . وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز .
الرابع : هو الدفاع عن عياله وحرمه وهذا مستفاد من قوله يوم عاشوراء : الا فان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة .
ولكن في الواقع هذا ليس سببا لنهضته عليه السلام لانه قاله في اخر يوم من ايام حياته فكيف يكون هو السبب لنهضته عليه السلام فهذا بيعد جدا جدا.
الخامس : هو اقامة الامامة الالهية والحكومة العادلة وحيث ان اقامة الدين والشريعة يحتاج الى دولة قام صلوات الله عليه ليكون الدولة التي تقيم الدين الحنيف والقيم الربانية .
السادس : اعادة العنفوان والحمية في نفوس الامة حيث ان الامة قد اصيبت في تلك الفترة بسبب سياسة معاوية وظلمه وبطشه بالخنوع فاراد عليه السلام ان يذكرها بكرامتها السابقة وجهادها وانها امة لا تخضع ولا تعرف الخنوع للطغاة وفعلا ثورة الامام الحسين عليه السلام جعلت من الحكومات التي جاءت بعدها كالسفينة الصغيرة وسط امواج عاتيه ومن طالع التاريخ يعرف عدد الثورات التي خرجت بعد ثورة الامام الحسين عليه السلام وكلها كانت تنادي باسمه واسم ثورته .
هذا واستطيع القول ان كل ما ذكر من اهداف هي مصاديق وافراد فثورته عليه السلام تشمل جميع ما ذكر وغيرها الكثير
هنا يبقى واجب الامة تجاهها ان تكون الامة رشيدة بمستوى الاهداف لتعرف كيف تديمها وتنصرها على مطلق الظلم والتشويه ,وان تصبح قراءة الثورة بحسب فكرها العصري وعصمتها من الخطا لا ان تغلب علينا العاطفة فنضيف ونحذف ونشوه صورتها الناصعة بافعال وممارسات لاتمت الى الدين بصلة ,ثم الدعوة لها وعلى مختلف المجالات والميدين وان تقوم الجهات ذات العلاقة بنشر الفكر الحسيني الصحيح ومتابعته لنحصل على مجتمع يفهم لما ثار امامه عليه السلام ويصبح قدوة له في المستقبل ,ايضا الالتزام بما اراده الامام الحسين من العمل بالمعروف والنهي عن المنكر وان نصبح اخوة في الدين لنعيد بهاء ونورانية الدين الاسلامي الحنيف.