استغرب من المستغربين، واعجب من الممتعضين؛ إذا لا يستهدف الحكيمبالتسقيط، فمن هو المستهدف؟!
الرأي العام يتقاطع تماما مع الصالح العام، فالاول تصيغه السلطة والمالوتحرّكه العاطفة، اما الصالح العام فتحدده عوامل عديدة ابرزها الارتباطالوطني والضمير الإنساني، بالضبط كالطبيب الذي يصارح المريضبعلاج مزعج. وهنا اريد ان اجزم بحقيقة لا تقبل الشك، وهي أنّ كل الذينيتعاملون بعاطفة مع الشعوب هم كاذبون منافقون، وأغلب الذينيصارحون شعوبهم بحقيقة الامر يمتلكون مشروعا حقيقيا لبناء دولةقوية تحفظ كرامة الانسان.
وهل يعقل ان يقف الانسان ضد كرامته؟.. نعم، وهو ما حصل ويحصلبالعراق.
العراق الذي يحدد رأيه العام أصحاب الاجندات الشخصية، فلا يستطيعبشر الوقوف بالضد من توجهات الحزب الشيوعي العراقي او حزبالبعث.. وهنا تكمن المشكلة.
فالحكيم اليوم، هو حكيم الامس صاحب الفتوى والموقف.. فتوى تجريمالسطو الشيوعي الذي غزا النجف الاشرف واطلق شعاراته الالحادية(ماكو مهر بس هالشهر، المشنقة موجودة..) وغيرها من شعارات الانحرافوالقتل والإرهاب. كان الشيوعيون يقولون “الدين أفيون الشعوب” و “لايوجد إله”. وهنا انبرى زعيم الطائفة الامام الحكيم ليضع حدا لهذه المهزلةفقام بتوصيف دقيق لهذه المبادئ: “الشيوعية كفر وإلحاد”. والشيوعيعندما يسأل عن عقيدته فهو من يقول: انا ملحد.
ثم جاء البعث بجمهوريتيه، فوقف المرجع الحكيم ضد توجهات ذلك الحزبالإرهابي منذ اليوم الأول، وقصص الشهداء اشهر من ان تحكى.
حكايات الماضي تسيطر على رأيهم العام الذي يؤثر به (ساقط) او (تافه) و(موتور) فجميعهم يعتقدون انّ الحكيم يقف خلف تجربة اليوم التياعادت الى الشيعة جزء من كرامتهم المهدورة. وطالما كرامة الشيعيمستهدفة، ودمه مطلوبا، فلماذا نستغرب عندما يستهدف اعداءهم الحكيموهو المدافع عن كرامتهم ودماءهم؟!