الابتسامة الكاذبة والاخلاق الزائفة تتلاشى عند اول احتكاك، وحينها يظهر المعدن الحقيقي الذي طالما حاول اصحابه إخفاءه تحت شعارات ومظاهر خادعة. لو كانوا فعلا يلتزمون نهج الدين لعملوا ما عمله صاحب الدين حين كظم الغيظ وعفى عن الناس وأحسن الى المسئ ولو كانوا ديمقراطيين لاستمعوا الى الرأي الاخر وان لم يعجبهم هذا الرأي. اما ان يؤتى بصاحب الرأي الاخر ذليلا معلنا توبته وان كان مسيئا لو افترضنا جدلا ذَلِك، فهذا يعني ان نهجهم نهج لا هو للدين ولا هو للديمقراطية بل نهج آخر لن أصفه الا بالعجز والفشل على اقل التقادير. لو كانوا يحسنون شيئا من السياسة ولو كان عندهم اقل مقدار من الحكمة التي يدعوها لقالوا لهذا الرجل المسكين هل لك من مشكلة نحلها لك بدلا من انك مخطئ، وعندما جاء يعتذر لقالوا له نحن غير منزعجين وان اختلفنا معك في الرأي. اذهب برأيك وستثبت الأيام لك من هو على حق.
افعلوا كما فعل صاحب الدين حين قيل له اعدل يا محمد. إنما الذي حصل تماما غير هذا بل ان رجل سياسة يلبس زياً دينياً اجبر مواطنا عربيا يفتخر بعقاله بان يذله يؤتى اليه مطأطأ الراْس حاسراً مقبلا يده. ليقول بعدها العاري من كل حكمة بصريح العبارة لكل الناس نحن سادة وأنتم عبيد لنا ونحن ظل الله في الارض وما عليكم سوى عبادتنا، ومن يجرؤ على الكفر بِنَا سنعرض إذلاله على رؤوس الأشهاد.
لا أقول الا كما قال سيد الشهداء: ان لم يكن لكم دين فكونوا عُربا، وما كانوا اصحاب دين ولا عُربا