15 نوفمبر، 2024 3:45 م
Search
Close this search box.

ان تسمع بالمعيدي خير من ان تراه

ان تسمع بالمعيدي خير من ان تراه

جميعنا نسمع بهذا المثل ولا اعلم كم منا يعرف قصته الحقيقية.
وأود هنا ان أروي لكم قصته الحقيقية لمن لا يعرفها. وان اغلبنا يستخدمونه في المواقف السلبية وهو ليس كذلك.
اما قصتة تقول ان  شخص اسمة ( المعيدي ) كان  كريم جدا ويساعد الفقراء والمحتاجين ولا يرد طالب حاجة أبدا حتى اشتهر بين الناس وذاع صيتة حتي وصلت سمعته  الى الأمير فطلبه للحضور الى قصرة وعندما رآه الأمير قال ان تسمع بالمعيدي خير من ان تراه لان المعيدي كان شكلة قبيح. فأجابة المعيدي يا أمير ، الناس ليس بقر او نعاج حتى تعجبك أشكالهم فاني خلقت هكذا وان المرء يحكم علية باصغرية قلبه ولسانه. فاعجب الامير بردّه وأجلسه الى جنبة مستشارا.
والان اسمحوا لي انا أتناول هذا المثل كبقية الناس من جانبة السلبي حيث أننا جميعا نطلق هذا المصطلح ( المعيدي ) على كل من يتصرف وينتهج سلوكا غير حضاري وغير لائق  امام الآخرين.  فنقول فلان معيدي لانه فعل او تكلم او أخذ موقفا او تصرف بما لا يتناسب مع اللياقة والاحترام والذوق العام.
وأود هنا ان أوضح بان المعيدي ليس له علاقة بمكان السكن  او الشهادة او الغنى او الفقر كما نعتقده  خطأ ونقول  ان المعيدي هو من يسكن الريف او الناحية او القرية.  او ان صاحب  الشهادة  لا يمكن ان يكون معيدي.
 اعتقد جازماً ان هناك الكثير من المعدان يسكنون المدن منذ ولادتهم وأنهم من اصحاب  الشهادات وأغنياء ولكن تصرفاتهم وسلوكهم ومعاملتهم للآخرين ليس فيها اي لياقة وأدب واحترام ولا يمكن لنا إلاّ ان نقول عنهم معدان.
الكل يتفق معي بان ظاهرة المعدان انتشرت كثيرا في بلدنا بعد سقوط الصنم. وذلك بسبب تسلم الكثير منهم مناصب حساسه في الدولة وبما ان هذا المنصب كبير على المعيدي فانه لا يستطيع تحمله فتراه يتصرف وينتهج أسلوبا في التعامل تدل الأعمى  على انه معيدي مع سبق الإصرار والترصد. نشاهده يكثر من السيارات والحمايات ويتكلم بالحماقات لكي يعوض نقصا في شخصيته لانه يعتقد بان مايفعلة سوف يجعل منه شخصا مهما وشخصا متحضر وله أهمية في المجتمع. منهم من يقول انا وسيم وآخر يتبرع بالدفاع عن الإرهابيين اكثر من دفاع الإرهابيين عن أنفسهم وآخر يستولي على أراضي ودوائر الدولة بالغصب. 
 واليكم بعض الأمثلة على تصرفات اغلب المعدان اقصد المسؤولين منهم . فان اول يوم جلوس المعيدي  في المنصب لايعجبة الكرسي فيشتري كرسي اخر فقط ليثبت انه جاء لكي يغير وانه مهم. وبعدها يغير جميع اثاث المكتب ويطرد اغلب الموظفين ويأتي بإخوانه واقاربة بدلا عنهم. ويقوم بإلغاء اغلب قرارات وأوامر المسؤل الذي قبله. وأينما ذهب يقول انا المسؤل انا المهم وكلمة انا لا تفارقه أبدا وهو بالحقيقة لا يفقه شياً. ومنهم من يتزوج امرأة ثانية تدعى زوجة المنصب لان الأولى تعبت من ظلم السنين وتحملت ألكثير بسببه حتى كبرت قبل أوانها فلا تليق بالمنصب الجديد. ومنهم من يصدق نفسه بأنة وصل لهذا المنصب لانه كفوء وينسى ان الحزب من أوصله دون وجه حق لذلك أخذ يفكر بمنصب اعلى وينسى عمله في مكانه الحالي لانه يشعر ان منصبه الحالي لايتناسب مع امكانياته العالية والتي أوهم بها نفسه.
وبالمناسبة أننا نرى المعيدي في جميع المناصب كبيرة كانت ام صغيرة كل حسب موقعه. فمثلا موظف صغير يعرقل معاملات الناس بدون سبب ليبين لهم انه مهم. أو مدير دائرة يعتقد ان مصير الناس بيدة ويتعامل معهم على هذا الأساس. وغيرها من  الأمثلة التي لا تحصى ولا تعد.
وأخيرا اقول ان المعيدي يفضحه لسانه وعمله وتصرفاته أينما ذهب ولا يمكن له ان يخفي  كونه معيدي لا بالمال او الشهادة او المنصب.
اتقوا الله أيها المعدان بالمواطن التعبان.

أحدث المقالات

أحدث المقالات