.. فالطيور حيوانات جميلة من خلق الله .. بينها ود والفة وهي ساعية الى رزقها بنفسها ، تعلّم البشر الصبر والحكمة والدأب وحتى الاخلاق والنظافة والتامل .. اما الضباع فهي حيوانات قذرة شيمتها الغدر والتربص وتعتاش على فضلات الاخرين وتاكل الجيف وتفتك بكل ماهو جميل ، ولا تتوانى عن التخريب والاخلال بالتوازن البيئي والطبيعي ، ولم يدجنها الانسان على الإطلاق بل ان العقل البشري يمقتها دون تردد .. وهكذا بكل صراحة هم حكام العرب والقائمين على امرهم اليوم .. فهم ضباع وليسوا طيوراً .
فالا يكفي اربعة عشر الف شهيد وجريح ومليون مهجر من داره وارضه في غزة وحدها حتى الان لتتحركوا يا ايها الحكام !؟
الا يكفي ان نكبة جديدة قد حلت باهل فلسطين وهُجِّر منهم مليون ؟ الا يحرك ضمائركم انه لم يبق في فلسطين بيت الا وهو مدمر ، ولا طفل الا وهو شهيد او جريح او مشرد ؟ وانتم فقط تشجبون وتنددون وتستنكرون وتنتقدون وتدينون ، وتعقدون الاجتماع تلو الاجتماع وتساوون بين الضحية والقاتل في بياناتكم الباهتة ، وتستجدون المواقف الدولية ولا احد يسمعكم ولا يهتم لكم ولا لمواقفكم بل يحتقرونكم علانية .. اليست بيدكم نصف ثروة العالم ، وانتم تنفقونها على بناء الابراج وشراء الاندية الرياضية والملاهي الليلية وصالات القمار واليخوت والجزر ؟
الا يثير حفيظتكم ان يخرج زعماء من العالم ، كرؤساء دول او حكومات : البرازيل وجنوب افريقيا وفنزويلا وماليزيا وغيرهم وهم يتردون الزي الفلسطيني ويتضامنون مع اهل فلسطين ضد الهمجية الصهيونية ؟ الا يوخز ضميركم الميت طرد رئيس جمهورية كولومبيا سفير الكيانالصهيوني واغلاق سفارته رداً على هذا العدوان البربري ، وانتم تدللون سفراء هذا الكيان وتستقبلونهم بالأحضان والقبل ومازال علم هذاالكيان المسخ يرفرف في مدن يفترض انها عربية مثل المنامة وابو ظبي والخرطوم والرباط والقاهرة وعمان ؟؟
فمم انتم خائفون ؟ على الكراسي التي فصلتها لكم الماسونية والصهيونية العالمية لتجلسوا عليها وأحفادكم حتى قيام الساعة ؟ ام على ملايينكم وارصدتكم المرصوصة في بنوك سويسرا ؟ ام على اولادكم واحفادكم وهم يدرسون في الجامعات الامريكية والغربية ؟ ام انكم تخافون من الفضائح التي اعدتها لكم دوائر المخابرات الغربية ساعة ان لعبتم بذيولكم ؟؟ ام من القواعد التي نشروها في اراضي العرب بعد ان ان صمموا ونفذوا ابشع مخطط اطاح بغالبية الدول العربية باسم الربيع العربي وحولها الى ركام وحول شعوبها الى لاجئين ومشردين مثل العراق وسوريا ومصر وليبيا والسودان واليمن ولبنان والجزائر وقبلها فلسطين ؟؟
لا نطالبكم بحشد قواكم لتحرير فلسطين والاقصى الشريف لانكم اجبن من ان تعلنوا ذلك ولو كذباً .. ولا نطالبكم بما لا طاقة لكم عليه .. نطالبكم فقط بكلمة تداوي جرحاً .. نطالبكم فقط ونحن نعلم انكم ابعد ماتكونون الى الصدق والمواقف ان تقولوا كلمة الحق وذلك اضعف الايمان ونحن نعلم تماماً انكم صناعة غربية بامتياز ..
لقد اضعتم فلسطين والعراق ولبنان وسوريا واليمن .. وتركتم شعب مصر فريسة لوضع اقتصادي صعب عزت فيه على الناس لقمة العيش .. ومزقتم ليبيا الى دويلات واقاليم .. واعدتم اليمن الى ماقبل العصور الحجرية بحرب عبثية وحصار خانق .. ورفعتم يدكم من لبنان الجميل فجعلتموه فريسة للمخابرات الصهيونية ورغبات امراء الحرب وتحت مرمى ابسط سلاح لدى الصهاينة .. وقسمتم سوريا بين روسيا وامريكا وتركيا وايران والارهاب والانفصاليين الاكراد .. فما عادت حصن العروبة ولا حائط الصد الاول .. قسمتم السودان الى نصفين ، ثم اشعلتمالحرب الطاحنة المنسية بين ابناء البلد الواحد .. اما باقي الاقطار التي سلمت المفتاح والـ ( كاك ) الى الغرب فهي لا تعرف ان شرقت وان غربت وهي تشتري بمئات ملايين الدولارات اللاعبين والعاهرات الاوكرانيات وتقيم مسابقات الكلاب والجِمال والفوزمولا وان ، وتعقد الصفقات التجارية والدفاعية والسرية مع الصهاينة ..
من اية طينة انتم ؟
انظروا الى زعماء الغرب كيف يتسابقون لنجدة صنيعتهم اسرائيل وكيف فتحوا لها خزائن اموالهم ومخازن اسلحتم فقط لتدارك صفعة وجهها لها ثلة قليلة من المحبطين الفلسطينيين الذين لا يهمهم ان ماتوا ، فهم اموات في الحياة ، ولا يهمهم كم يموت من شعبهم ، فهو شعب محبط محاصر مهضوم الحقوق لا يلتفت اليه العالم المتحضر لانكم انتم من تمثلونه باسم العروبة .. وانتم اكثر من عشرين دولة لا تهش ولاتنش ولا تعد ان حضرت ولا تفتقد ان غابت ..فاذا لم تكونوا اهلاً لكراسيكم فدعوا الشعوب تقول كلمتها .. وتنحوا جانباً وسجلوا موقفاً واحداًيشفع لكم به التاريخ وتواجهون به ربكم يوم الجمع الاكبر ..
كلما حاولنا الابتعاد بالكتابة عن العواطف والمشاعر فاننا لا نستطيع امام هول الفاجعة التي حلت بامة ، يفترض انها كانت خير امة اخرجت للناس ، ولكن قادتها وحكامها قادوها الى الحضيض !. والى الشعب العربي العظيم الواحد كلمة .. فاذا كان الحكام قد خذلوا فلسطين كعادتهم واداروا ظهورهم لشعبها الابي فان الامل فيكم ومنكم وبكم ، ونصيحة صادقة لكل عربي شريف : لا تختزلوا شعب فلسطين العظيم بمنظمة او حركة ، فاسم فلسطين فوق المسميات والفروع ، والعدو يريد ان يستفرد بكم واحداً تلو الاخر كالذئب بستفرد بالغنم القاصية ، وهو يحاول ان يغير الصراع من قضية ارض مغتصبة ، وامة بكاملها الى صراع مع حركة مسلحة على مساحة محددة من الارض .. فلا تركنوا الى الاعلام الاصفر الذي يبث السموم والاكاذيب المغلفة بالعسل باسم المهنية والحيادية .