هكذا يمكن لنا ان نلخص المشهد السياسي العراقي … وهكذا هو حال سياسي العراق الجديد .فمنذ سقوط الطاغية في عام 2003 وللان وبعد
مرور ثمان سنوات لم يشهد العراق استقرارا في كل نواحي الحياة لا السياسية منها ولا الاقتصادية أو الاجتماعية ،فالخط البياني يشير دوما
نحو الانحدار والهاوية .
المشهد السياسي متقلب المزاج ما بين اتفاق الكتل والاحزاب السياسية المشتركة بالسلطة وبين اختلافها وفي النتيجة الخاسر الوحيد في كلا الحالتين هو المواطن البسيط وهو دوما ضحية لاتفاق الكتل كما هو ضحية لخلافاتها
فحين يكون هناك اتفاق ووئام بين الكتل تبدأ بتقاسم (كعكة العراق )
كما يقال والاستحواذ على المناصب تحت عنوان المحاصصة أو المشاركة أو أي عنوان آخر وتبدأ هذه الكتل والاحزاب بالاستحواذ على كراسي الوزارات لتصبح الوزارة عقارا شخصيا وملكا صرفا لها تتصرف بها
كما تشاء وتستحوذ على المنافع والمردودات وبكل الطرق شرعية منها أو
غير شرعية ،وقد شهدنا (ما طفح منها ) !! سرقات كبيرة في وزارات ومؤسسات مهمة كان للمساومة دورا في التغاضي عنها ،لتتلاشى المليارات
وتهرب الاموال ويظل الفقراء في مدن الطين والصفيح ينظرون لحالهم بالاسى والحسرة ،في حين نرى (حيتان )جديدة تظهر للوجود واموال اخرى تهرب خارج الحدود !
وهكذا يكون المواطن ضحية الاتفاق والخاسر الوحيد والضائع المسلوب
وسط (حيتان )السياسة .
اما الطامة الكبرى والمصيبة الاخرى التي تقع على رؤوس الابرياء
فتنزل كالصاعقة عندما تتنافس وتختلف هذه الكتل والاحزاب وحيث
ان لكل منها ادواتها وميليشياتها لتنزل نقمتها على رؤوس الناس الابرياء
بالقتل والتهجير والاغتيال والخطف والتفجير فتسيح الدماء في المساجد والدوائر والشوارع والاسواق ؟!
بهذا يكون المواطن ضحية للخلافات كما هو ضحية للاتفاقات ويكون الخاسر الوحيد في لعبة السياسة العراقية ،’تستنزف الثروات مثلما ’تستنزف الارواح ان العلة الكبرى في اساس مشاكلنا هي المحاصصة اللعينة اوالمشاركة البغيضة كما ان العلة في نظامنا الانتخابي .
ولعل البحث عن الخلاص يقودنا الى الغاء مفهوم المحاصصة لتكون الكتلة الاكبر هي من تشكل الحكومة والبقية تشكل كتلة معارضة ومراقبة لعمل الحكومة تكون مقوما لعمل الحكومة ،كما ان النظام الانتخابي يجب ان يعدل الى نظام آخر يضمن صعود نواب حقيقين باصوات ناخبيهم لا باصوات رؤساء كتل وهو ضمان لتحرر النواب من سيف رؤساء الكتل .
ان مستقبل البلد مرهون بهذين الامرين والسعي لتغييرها يتطلب التحرك الجاد من الجميع والضغط بكل الوسائل لانقاذ العراق والا ستظل سفينة العراق تسير عكس التيار وتتلاطم بها الامواج لترمي بها بهذا الاتجاه أوذاك وسيظل المواطن هو ضحية الاتفاق والاختلاف وسنظل نردد بقلب نازف
(ان اتفقوا نهبونا …..وان اختلفوا قتلونا ) !!.
[email protected]