من منا لاتستوقفه وبحرقة مفردة شيعة و سنة ،عرب و كرد ،اغلبية واقلية تلك المصطلحات التي ازدهرت تجارتها واينعت ثمارها بعد عام الفيل العراقي الذي ولدت من رحمه ديمقراطية بوش المغولي ،وفيدرالية اوباما التتري ،العام الذي اجتثت ادواته نسيجنا المجتمعي وموروثنا القيمي لنجد انفسنا في متاهة البحث عن الذات بعد ان كانت آمالنا تعانق الاحلام التي تلاشت مع الزمن واتضح انها جعجعة ارادها الاحتلاليون ان تكون نقطة يلتقون من خلالها للسيطرة على العالم الحر ويتركون الشعوب تصارع الموت من اجل البقاء بعد ان غرسوا بذور الفتنة العرقية والطائفية والمناطقية بنسيجها المجتمعي ،فالمشكلة اليوم في العراق هي ليست بقوات دنسّت مقدساته وحطّت من كبريائه لكنها بما تركت من ميراث ادخل العراق في ردهات الموت السريري الذي يتغذى على آفة المحاصصة الطائفية ،فاصبح كل شيء في العراق طائفي لان جميع من يتصدى للمسؤولية لاينتمي الى ذلك الوطن الذي بدونه لايقام الدين ولا العرق ولا الطائفة ولا المذهب ،فاغلب ساسة العراق الديمقراطيون الجدد قد طلّقوا الوطن بالثلاث واقاموا عقد نكاح للطائفة بمساحة لاتتجاوز حدودها المصلحة الخاصة التي ينطلقوا من فضائها لابتلاع اموال العراق التي هي حق للسائل والمحروم ويلوذوا ببعض فتاوى الذين تجردوا من آدميتهم بعدما ساقوا للجياع مكرهم وتناسوا ان الله خير الماكرين ،والسؤال الذي لابد ان يقف عنده ساسة العراق الجدد عن اسباب رفض المرجع الاعلى السيد السيستاني اللقاء باحد منهم ،ذلك الرجل الذي وقف ندا عنيد لاصحاب مشروع تقسيم العراق ،فقد ادرك الرجل ان اغلبهم قد حنف اليمين وترك الفقراء يفترشون الارض ويلتحفون السماء ببطون خاوية يستصرخون ملائكة السماء عن بؤس حالهم لانهم لم يجدوا ما يمارسون من خلاله طقوس عيد الفطر المبارك سوى ومضات الحزن التي تركتها صرخات اطفالهم وعوائلهم التي تكتوي بلهيب الصيف بينما ينعم مسؤولي العراق بصيف مخملي في عواصم الترف والرذيلة هم وعوائهم ،ونحن اليوم لانملك سبيلا الا ان نتعاضد جميعا من خلال الانتخابات القادمة لاسقاط تلك العروش والمماليك التي شيدوها باموال السحت الحرام وختاما ايها المفسدون انه عيد الله الذي اراده متنفسا لذنوبكم التي اصبحت كبائر وخطايا ؟ او ليس فيكم رجل رشيد!! .