حين نسمع بالتقارير الدولية والمحلية التي تؤكد اهمال واقع الطفولة في العراق وخاصة انعدام التربية والتعليم نصاب بالحزن والدهشة ، بداء من تسرب التلاميذ وانتهائا بتهديم المدارس وانعدام الخدمات فيها وخصوصا ارتفاع نسبة الرسوب والامية المتفشية في البلاد ونقاط اخرى منها *نقص التجهيزات المدرسية *تهميش التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة *الضرب المبرح للتلاميذ لبعض ضعاف النفوس من المعلمين اصحاب الضمائر الميته والمرضى النفسانيين *تعمد عدم التدريس من اجل الاستحواذ على اخذ الدروس الخصوصي ، لقد جاء تقرير منظمة اليونيسف مكملا للإهمال وانعدام واقع التربية والتعليم في العراق ، وحتى هيئة حقوق الانسان اقرت بوجود نسبة كبيرة من التلاميذ يتعرضون للعنف المدرسي فيما تلتزم وزارة التربية الصمت المطبق تجاه هذا الموضوع الخطير.
لقد مر على هدم مئات المدارس سنين طويلة وفي كل لقاءات وزير التربية السابق والاحق يؤكد انهاء هذا الملف ولكن حبرا على ورق وتم نصب كرفانات لغرض التدريس ولكنها لم تفي بالغرض وحتى المدارس في بغداد ومركز المدينة فهي خالية من الخدمات وتكثر فيها القمامة وانسداد المجاري ونقص دورات المياه وعدم توفر الشروط الصحية من حيث التهوية والإضاءة وغير ذلك ، اذ يذهب التلاميذ الى المنازل المجاورة للمدارس لغرض استخدام الحمام ، وحتى النشاطات الاصفية والرياضية والكشفية فقد تم الغاءها واخذ حصتها لبقية الدروس فيما تتاجر المديرية العامة للتربية الرياضية بالتجهيزات الرياضية وتعقد الصفقات السرية مع المصورين لأجل الاستحواذ على اموال السحت الحرام ، وهناك التوبيخ وعدم الاحترام من بعض المعلمين للاطفال الايتام نظرة الانتقاص والتحقير التي يعاني منها الطفل في المدرسة ولذوي الاحتياجات الخاصة . وتعتبر العناية بذوي الاحتياجات الخاصة من الامور الهامة للغاية في المجتمعات المتحضرة التي ترعى حقوق الانسان؛ وللدولة التي ترعى مواطنيها، ولا يخلو مجتمع في العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وللعراق في هذا المجال خصوصية جعلت هذه الشريحة من الشرائح منتشرة بشكل واسع؛ بسبب ظروف الحروب المتعاقبة والظروف السياسية الحرجة التي مر بها العراق في مختلف المراحل، فالخوف، وانتشار الامراض النفسية، والفقر، وغيرها من العوامل؛ بيئة ملائمة لنمو هذه الطبقة وتكاثرها . فلا ينقص ذوي الاحتياجات الخاصة سوى مزيدا من الجهد المكثف من قبل معلم محترف وقليل من المثابرة من الاهل ومدرسة وبيئة تحتضنهم بدلا من ان تنتقص منهم وتلومهم على شيء لم يقترفوه وانما ولدو للدنيا ووجدوا انفسهم بهذه الكيفية، وهناك مشكلة المستوى العلمي والفني والتربوي لكثيرٍ من المعلمين، نتيجة ضعف تأهليهم الجامعي، وخاصة المعيَّنين حديثًا .
اما عن مشكلة الابنية المدرسية نطالب الترويج للمتبرعين ونحن نعيش ظروف اقتصادية صعبة للغاية تتحتم أن يتعاون الجميع للمساهمة في بناء مدارس تكفي لتغطية الازدياد المستمر في عدد السكان، ومن الأمور العظيمة الأجر إنشاء المدارس وجعلها وقفاً لله تبارك وتعالى وللائمة الاطهار عليهم السلام ، فإن ذلك من الصدقة الجارية التي ينتفع بها الإنسان بعد مماته، ويقع على مخططي المدن الجديدة في وزارة الاسكان والبلديات العامة دورا اساسيا للتنسيق مع وزارة التربية ومن يهمه الامر. وهناك نقاط اخرى منها
*الزام مخططي المدن الجديدة بتوفير أراضي كافية لإقامة المدارس عليها بالتنسيق مع الجهات البلدية ومجلس المحافظة وامانة بغداد .
*المتابعة المستمرة لأعمال الصيانة ومعالجة الخلل حتى لا يترتب على إهماله مشكلة أكبر، وأن يكون القائمون عليها والمسؤولون عن ميزانياتها من ذوي الأمانة والإخلاص ولهم الخبرة الكافية .
* إجراء دراسات أكثر دقة عن المباني المدرسية من قبل مراكز الأبحاث المختصة وإطلاع المسؤولين المختصين على تلك الدراسات لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتدارك الوضع القائم وتحديث تلك المسوحات الفنية وبلغة الارقام . نتمنى ونطمح ان تكون تلك السطور ورقة عمل جادة لغرض الاستفادة منها وتطوير واقع التربية والتعليم ومحاسبة وتقيم الوزير الناجح وابعاد الوزير الفاشل .