22 ديسمبر، 2024 9:54 م

انهيار اسعار النفط واللعبة السياسية

انهيار اسعار النفط واللعبة السياسية

قبل اقل من شهر شهدت اسواق النفط، انهيار في الاسعار حتى وصل سعر برميل النفط اقل من 30دولار، حين اختلفت روسيا والمملكة العربية السعودية على عملية تخفيض الانتاح للمحافظة على الاسعار في المستوى المعتدل الذي يخدم اوبك+. السعودية ارادت ان ينخفض الانتاج بمعدل 1،5مليون برميل، روسيا من جانبها رفضت هذا الاقتراح او التخفيض فما كان من السعودية الا ان قامت برد فعل غير مدروس او أنه مدفوع..بتخفيض الاسعار مع التهديد بزيادة الانتاج الى مستوى غير مسبوق؛ 12،3مليون برميل في اليوم. وهذا يعني ان روسيا والسعودية دخلوا في حرب الاسعار مع ان الجانبين، بَينا ان لاحرب في الاسعار بينهما. هذه العملية ادت الى خسارة كبيرة لشركات النفط الصخري الامريكية. السؤال هنا هل هو اتفاق بين الامريكين والسعوديين لأيذاء روسيا على اعتبار ان الاقتصاد الروسي غير قادر على تحمل هذه الكلفة؟ ام هو اتفاق بين روسيا والسعودية على الحد من انتاج النفط الصخري؟. بكل تأكيد ان لا اتفاق بين روسيا والسعودية للحد من انتاج النفط الصخري ولكن ومن الجانب الثاني؛ ان روسيا بمعزل عن الجانبين الامريكي والسعودي، هي من ارادت الحد من انتاج النفط الصخري وقد نجحت في هذا وفي وقت قليل،لأدخال الشركات الامريكية العاملة في النفط الصخري في مفاوضات خفض الانتاج،لأنها الطرف الاضعف،لجهة كلف الانتاج حين ينخفض السعر بالمستوى الذي انخفض عليه في الشهر السابق. الرئيس الامريكي اتصل بولي العهد السعودي، عندما وصلت تلك الشركات الامريكية او وقفت على حافة الافلاس؛ حثه على ايجاد حل لأنخفاض الاسعار، وهذا ما كان متوقعا، فقد بينا في مقال سابق نشر قبل ايام؛ ان الوضع سوف يصل الى هذه النتيجة. على مايبدوا او ماتناقلته الاخبار بان هناك وفي الايام القادمة، سوف يعقد اجتماع للدول المنتجة للنفط او هذا هو ما صرح به المسؤولون في المملكة العربية السعودية، اجتماع لأوبك+، للبحث مجددا في مسألة خفض الانتاج. روسيا لعبت هذه اللعبة بمهارة وحنكة. اما لماذا لعب الروس هذه اللعبة؟ مع انهم سوف يخسرون الكثير فيها؛ لأنهم أرادوا ان لا تستفيد شركات انتاج النفط الصخري الامريكية من الاسعار المعتدلة والتى تكون في مستوى يجعل انتاج النفط الصخري الامريكي، مربحا، على حساب انخفاض الانتاج الروسي وكذلك السعودي، لكن الاخيرة لها وضع مختلف في علاقتها مع الولايات المتحدة، فهي مستعدة على تقديم المصلحة الامريكية على المصلحة السعودية سواء وهي راضية او بعبارة اخرى، بعد الضغط الامريكي؛ برضاها.. او بإرادة امريكية بدءاً وعند خط الشروع، وهذا هو واقع حال العلاقة بين الجانب الامريكي والسعودي. عليه فقد نجح الروس واخفق الامريكيون والسعوديون في لعبة عظ الاصابع، مع ان الوقت مبكرا، فاللعبة لم تزل في الشوط الاول، لكنها، مع هذا، سوف تسير في هذا الاتجاه سواء بصورة مباشرة اي اشراك الشركات الامريكية في مفاوضات خفض الانتاج، او بصورة غير مباشرة… يبقى السؤال هنا؛ هل يشترك الامريكون في اجتماع خفض الانتاج المرتقب أو ان السعوديين ينوبون عنهم في هذا الاجتماع؛ من السابق لأوانه، الاجابة على هذا السؤال..