إنطلاق عملية”عاصفة الحزم”، من جانب عشرة دول من بينها جدول الخليج بناءا على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه هادي صالح، ضد إستهتار الحوثيين و تماديهم في اليمن وقد لقيت العملية ترحيبا دوليا بها لأنها إستهدفت الدفاع عن الشرعية و السيادة الوطنية في اليمن ازاء مايحدث من إنتهاکات مبرمجة من خلف الحدود.
عملية”عاصفة الحزم”، قد جاءت بعد أن تم إستنفاذ کل الطرق و الوسائل و السبل الممکنة من أجل إقناع الحوثيين لحل القضايا و الامور العالقة بالطرق السلمية، لکن الذي تم لمسه من هذه الجماعة التي تدعمها إيران بکل قوة، هو انها رفضت کل الحلول السلمية و حتى الحلول الوسط و أصرت على المضي قدما بإنقلابها المشبوه من أجل فرض أهدافها و نواياها المبيتة ليس ضد اليمن و شعبه بل وحتى ضد المنطقة أيضا.
الجمهورية الاسلامية في إيران، وطوال الاعوام الماضية دأبت على سياسة تعتمد على التدخل في دول المنطقة ولاسيما من زاوية دعمها المزعوم للشيعة، وقد إستغلت على الدوام الظروف و الاوضاع المتوترة في المنطقة من أجل تنفيذ مخططاتها الخاصة التي نجد ظاهرها الدفاع عن الشيعة أما باطنها فتحقيق أهداف و غايات خاصة بها على حساب أمن و استقرار تلك البلدان، والذي يجب أن نشير إليه، أن الضرر الذي طال الشيعة في المنطقة و على مختلف الاصعدة هو غير مسبوق منذ أن بدأت طهران بتدخلاتها المشبوهة تحت يافطة نصرة الشيعة فيما کانت”کنظام سياسي و ليس کشعب”المستفيد الاکبر من هذه السياسة المشبوهة.
مبادرة وزارة الخارجية الايرانية الى إدانة عملية”عاصفة الحزم”، و وصفها ب”خطوة خطيرة” تنتهك “المسٶوليات الدولية و السيادة الوطنية”، أشبه ماتکون بنکتة سخيفة تثير الاشمئزاز، لأن طهران التي تنتهك حاليا و وعلى أوسع نطاق السيادة الوطنية للعراق و سوريا و لبنان و اليمن نفسها، لايحق لها أبدا أن تتحدث عن هکذا مصطلحات خصوصا وان هناك مواد في دستورها الرسمي يتيح لها التدخل في البلدان الاخرى بزعم”نصرة المستضعفين” و”وحدة المسلمين”، وغيرها من الشعارات الرنانة التي تخفي ورائها نوايا سوداء و أهداف و غايات تضمر الشر کله ضد دول و شعوب المنطقة.
مطالبة إيران بالوقف الفوري لکل العمليات العسکرية و الضربات الجوية باليمن، يجب أن يدعوها لمراجعة سياساتها في المنطقة و تدخلاتها التي تجاوزت کل الحدود و المقاييس و الاعراف المألوفة، وان عليها قبل أن تقدم هکذا طلب، أن
تبادر هي”مشعلة النيران و الفتن في المنطقة”، بالانسحاب من سوريا و العراق و لبنان والکف عن العبث بأمن و استقرار و سلامة هذه البلدان و سيادتها الوطنية تحت ذرائع و حجج واهية وان عليها أن تعلم بأن مخططاتها التي تقوم بتنفيذها ضد دول و شعوب المنطقة صارت مکشوفة و معروفة للجميع ولن تنطلي على أحد.
منذ أعوام، تٶکد الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي، ان طهران لاتفهم او تفقه لغة الحوار و منطق التفاهم السلمي بل هي تفهم لغة الصرامة و الحدية، وقد تأکد للمنطقة و العالم هذه الحقيقة حيث ان طهران إستغلت صمت و صبر و حلم دول المنطقة و تمادت أکثر فأکثر حتى أوصلت الامور الى ماهي عليه في اليمن، ولذلك فإن عملية”عاصفة الحزم”، ستکون اللغة الاوضح و الاکثر نفعا للتفاهم معها، رغم اننا نرى من المهم و الضروري جدا أن تستکمل هذه العملية بخطوات لاحقة أهمها قطع أذرع طهران من المنطقة و تفعيل الدور الايراني من خلال المقاومة الايرانية التي بإمکانها أن تکون عاملا مهما في المواجهة و حسم الامور.