18 ديسمبر، 2024 9:54 م

1 ــ لماذا نستذكر الثامن من شباط / 1963, ليس خوفاً من عودة البعثيين, فالبعث (القومي) كفّن نفسه, ولا زال يتعفن في حفرة ماضيه الدموي, حتى ولا كونه, اسوأ مما هو قائم, فهجين النظام الراهن, اكثر دموية, خاصة في مجالي الفساد والأرهاب, لكنه نظام غبي كسابقه, لا يستطيع قراءة, المتغيرات الخارجية, وقدرة تأثيرها على الداخل العراقي, فالنظام الأحادي لا يتحمل الآن نفسه, وأمريكا مختنقة بثأرات ضحاياها, والحرب في اوكراينا, تؤسس وبقوة, الى نظام كوني جديد, فيه الثروات والعملات تواجه بعضها, والأزمات الأقتصادية تعلن عن نفسها, حتى على الصعيد العسكري, اصبح مؤكداً ان روسيا لوحدها, عرت المضمون المتهالك لحلف الناتو, فكيف ستكون النتائج, لو تدخلت الصين وكوريا الشمالية, ودول اخرى, في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية, وجميعها تترصد امريكا, ومتأهبة للأنقضاض عليها.

2 ــ الثامن من شباط اصبح ماض, والبديل الأمريكي الأيراني, الذي خرج من رحم الأحتلال عام 2003, سيلحق به في موجة تشرينية قادمة, فكل من امريكا وايران مثقل بداخله, خاصة وان الثورة الأيرانية, حملت السلاح للدفاع عن نفسها, تلك التجربة الرائدة, ستجعل من ثوار تشرين, يفكرون بحماية سلميتهم, وبكل الوسائل المتاحة, هنا ليس امام ايران, الا ان تسحب ذيولها من العراق, وكذلك من سوريا ولبنان واليمن, امريكا ستغرق في مستنقع عنصريتها, عندما تثأر لكرامتها وتاريخها, الشعوب الملونة في داخلها, ومهما كانت نتائج الحرب في اوكراينا, فالعالم والدول الأقليمية من حول العراق, اصحت نقيض ما كانت عليه, انها حتمية المتغيرات التي لا مفر منها, والعراق جزء منها, ان لم يصبح في طليعتها.

3 ــ الثامن من / شباط / 1963, اصبح مندمجاً في مؤسسات الهجين الحاكم, لكل حصته منه, بصيغة دواعش او مليشيات دموية, او مجاميع مثقلة بملفات الجرائم, احتمى بعضها داخل التيار الصدري, وبعضها الآخر, داخل احزاب الله والأوليا, والمراجع والشياطين احياناً, مافيات سياسية واقتصادية, لتغذية احزاب البيت الشيعي, وغداً سيواجه ثلاثي النكبة العراقية, كامل ملفاته للفساد والأرهاب, وظهر باطله مكشوفاً, امام ضربات العدل العراقي, ولا تنفعه الأستغاثة بأمريكا وايران, فكلاهما مختنقتان بداخلهما, وعلى مثلث الفساد في النهاية, افراغ  جيوبه من السحت الحرام, منقولاً كان او غير منقول.

4 ــ الثامن من شباط, سيماء فارقة على وجوه, اقطاب العملية السياسية, شيعية سنية وكردية, ليس فقط لمشاركتهم, في الأنقلاب الشباطي الأسود, بل والأستيلاء على جميع ادواته واخلاقياته, في الفساد والأرهب واللصوصية, بل واضافوا اليها, نظام المحاصصة سيء الصيت, بل وتعدد العمالات والخيانات الوطنية, وتجاربهم الموروثة, كطاع طرق, في التهريب “القجق”, ورذائل اخرى ما انزل الله بها من سلطان, جميعهم ملوثين بأغتيال ثورة الرابع عشر من تموز. والتمثيل بالزعيم الوطني عبد الكريم قاسم, انهم بقضهم وقضيضهم, لا يستحقون الأنتماء للعراق, ولا حتى الأنتساب, الى مجتمعه وتاريخ وعراقة مكوناته.