ماحدث خلال لأسبوع الماضي وليلة امس٦-١٢-٢٠١٩ من سقوط إعداد كبيرة من المتظاهرين في المحافظات المنتفضة والعاصمة بغداد على يد المليشيات الحشدية دون اي رد فعل ولو خجول من قبل الأجهزة الامنية الرسمية خاصة وزارة الداخلية والدفاع يثبت بان وزراء هذه الوزارات سحبت منهم كل الصلاحيات وأصبحوا ساترا لإخفاء هذا الانقلاب عن الرأي العام المحلي والدولي . والسكوت المريب لمرجعية النجف ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان على مذابح ليلة ٦-١٢-٢٠١٩ يثبت بما لأيدع مجالا للشك مباركتهم ومشاركتهم لهذا الانقلاب المليشياوي .
فهذه المليشيات تقاسمت السيطرة مع الاجهزة الامنية الرسمية على كل المفاصل المهمة في وزارة الداخلية والدفاع خلال حكم مجرم العصر المالكي . وبعد فوزها بانتخابات ٢٠١٨ ووصول احد اتباعها لرئاسة الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة وصلتها الاوامر من مرشد العام للإخوان المسلمين الشيعي ( الخامنئي ) بالسيطرة الكاملة على كل الاجهزة الامنية في وزارة الداخلية والدفاع ، وتنفيذا لهذه الاوامر بدأت المليشيات الحشدية بتقليم أظافر الأجهزة الامنية الغير المحسوبة عليها فكانت عملية الأبعاد المهينة والمذلة لقائد جهاز مكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي واستبداله بأخر دمج . وكانت الذريعة التخابر مع السفارات الأجنبية وهو الضابط الشيعي الوطني المحترف والكفوء وذو السمعة الطيبة بين العراقيين .وكانت هذه الخطوة هي الشرارة التي أشعلت تظاهرات تشرين ٢٠١٩ الغير المسبوقة في بغداد وجنوب العراق والتي كان شعارها ( نريد وطن ) . وحتى الرئيس ترامب كان على علم بالانقلاب المليشياوي الحشدي عندما حذر قبل ثلاثة أسابيع بان ( ايران تريد الانقلاب على النظام السياسي في العراق ). وكان يقصد الانقلاب على تقاسم النفوذ معها في العراق . وفي يوم ٢٤-١١-٢٠١٩ قام رئيس جهاز مكافحة الارهاب التي تقيم عائلته بالولايات المتحدة بانقلاب عسكري مضاد لكنه فشل في محاولته وفي وقتها تم تداول فيديو على نطاق محدود يظهر جنودا قتلى وجرحى مبعثرين في ساحة الاحتفالات بالمنطقة الخضراء . وقد تم التعتيم على هذه المحاولة الفاشلة بالادعاء بأن ( الصفحة الرسمية لجهاز مكافحة الارهاب تعرضت للاختراق من قبل اصحاب النفوس الضعيفة ) ولايعرف مصير رئيس جهاز مكافحة الارهاب طالب شفاتي منذ ذلك اليوم وهو المدمن على الظهور مع وسائل الاعلام المختلفة . هذا هو المرئي من خطوات ةالانقلاب التي طالت الصف الاول من الأجهزة الامنية اما ماحدث للصف الثاني والثالث من قادة الأجهزة الامنية من الصعب الوصول اليه . والمذبحة الاخيرة في السنك وساحة الحلاني هي اخر إنجاز وطني لقادة الانقلاب الحشدي عندما تقاسموا الأدوار فريق الاول منهم يذهب لقتل المتظاهرين العزل وفريق ثاني يأتي بعد ساعة من المذبحة يلبس قبعات الزرق وكانه قوات الأمم المتحدة لإنقاذ المتظاهرين من الفريق الاول ، بينما الاجهزة الامنية من الشرطة والجيش تستمتع بمشاهدة هذه المذبحة التي تنقل مباشرتا عبر القنوات الفضائية الدولية ، وكان هذه المذبحة تحدث في قندهار . وفي كل الاحوال فان هذا الانقلاب سوف يفشل لان من قام به هم جماعات ملشياوية عراقية مرتبطة بنظام اجنبي متهم بالارهاب ،لهذا سوف يفتقد لاي شرعية قانونية او اعتراف إقليمي اودولي ، وربما يلاقي الدعم من نظام الاخوان المسلمين في تركيا ونظام الأخوان البعثييين في سوريا وهذا الاعتراف لايعتد به . ان الانقلاب العسكري الذي قام به حركات الاخوان المسلمين الشيعية سيكون المسمار الاخير في تابوتها لان الشعب العراقي قد حزم أمره على اجتثاث كل الحركات والأحزاب والمليشيات الإخوانية الشيعية والسنية مهما كانت التضحيات .