18 ديسمبر، 2024 6:37 م

انعيك أيها الشريف العفيف اللواء الركن جمال حسين العباسي

انعيك أيها الشريف العفيف اللواء الركن جمال حسين العباسي

تحية لك يا من ظلمتك بتوصيفك بالشريف العفيف فلديك من غير الشرف والعفة الكثير.. لديك دماثة الخلق والشجاعة وحب الناس.. لديك ابتسامتك المشرقة التي لم تفارقك حتى بعد 2003 رغم ما مر بك بعدها من محن.. واختصر في وصفك ان لقب العباسي لا يليق الا بأمثالك أيها العزيز
قبل أيام سمعت ان جلطة اصابتك بعنف وأنك رقدت في انعاش مستشفيات أربيل لأيام وأول سؤال طرأ لنفسي هو كيف سيسدد اهلك المصاريف وأنا اعلم ان عنقك مقطوع منذ سنين (قطع الاعناق ولا قطع الارزاق) رزقك الحلال الذي هو مالك حيث أنك كنت تدفع التوقيفات التقاعدية لأربعين عاما كأمانة لدى جمهورية العراق وكل القوانين السابقة والحالية أعدتها تأمينات اجتماعية بل ان الكثير من الدول لا تسمي القانون قانون التقاعد بل تطلق عليه (قانون التأمينات الاجتماعية) وهناك مشروع بهذا الاسم امام انظار مجلس الوزراء.. نعم أيها العزيز ما دفعته هو أمانة وما فعلته معك دولتك هو (خيانة امانة) بغض النظر عن السياسة التي عمرها لم تكن الا عاهرا وتكون عاهرا وكحة عندما ترتبط بالماضوية والكراهية والانتقام وقد سبق لأمام الشعر العراقي مظفر النواب ان قال ((ان السياسة عهر فدول))
هل كنت عزيزي تدفع التأمينات لتؤمن حياتك فقط ؟؟ أم أنك كنت تدفعها لتأمين مستقبل عائلتك بعد رحيلك … عائلتك التي تعدادها يبلغ عددها عدد الائمة الاثني عشر عليهم السلام؟؟
فأن كنت قد اجرمت لأنك أصبحت عضوا لفرع حاشاك من الاجرام وانت الذي لا يمكنك إيذاء نملة فورثتك الاثني عشر غير مسؤولين عن اجرامك حيث يقول الإسلام رب الإسلام والمسيحية ورب اليهودية وكل الأديان ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)) اما الأحزاب الإسلامية فتقول العكس من ذلك تماما واستغفر الله لي ولهم بل ان تلك الأحزاب التي تصدرت مجلس الحكم أصدرت قانونا يزر حتى وكلاء الشخص ، وعندما توكلنا لندافع عن حقكم الشرعي والدستوري والقانوني كان هناك من يقول لنا ((انكم أعضاء فروع وخزينكم يكفي )) أقول لهم ان عضو الفرع كان يتقاضى ورقتي دولار شهريا فقط في ضرف لم يكن بإمكانهم ان يمدوا أيديهم الى المال العام كونهم يعلمون ان القانون كان كحد السيف وليس عطوفا كمحكمة الكرخ عندما حكمت على من هرب سجينا بأطلاق السراح وكفالته 200 دينار لا تكفي لشراء (قوطية بيبسي)
نم قرير العين أيها اللواء الركن وكم كنت أود ان يطيل الله في عمرك حتى تسمع صوت القضاء الهادر بأعاده حقوقك من مغتصبيها ذلك القضاء الذي ادان خمسة محافظين ، وهذا ما تمنيته لأخيك اللواء الركن عبدالحسين الذي اصابته الجلطة الدماغية يوم ذهب لاستلام تقاعده في سوريا وهو برجل واحدة كما تعلم وعرف انه تم قطعه وظل في غيبوبته لسنتين ليرحل قبلك وأخوك اللواء الركن مهدي فاضل عباس الذي رحل قبلكم ويوم راجعت ارملته المصرف واكتشفت الموضوع وقيل لها بصوت عالي (روحوا انتو ما الكم تقاعد بعد ) فأصابتها الجلطة أيضا .. وقبلك رحل أيضا دون حقوق اخوك اللواء الركن عبدالستار عزيز الأول في كل دوراته خارج وداخل العراق الذي حمل تقريره من كلية الحرب الهندية عبارة (استفدنا منه كثيرا) ذلك الرجل المعلم الذي فقد عائلته برمتها في ملجأ العامرية وأسس عائلة جديدة ليتركها نهبا للفاقة والمجهول.. اما اخوتك (الألف) المنتظرين فأنت اعرف بحالهم وبحياتهم التي هي أقسى من الموت
الله معكم والإنسانية معكم والدستور معكم فهو لم يشر لا ضمنا ولا صراحة الى اذيتكم المادية على الاطلاق حتى في مادته السابعة الحظر بل انه حضركم فقط من العمل السياسي وأكد على حقوقكم التقاعدية بل ان حتى قانون المساءلة والعدالة لم يشر مطلقا الى قطع رواتبكم …
لذلك قلت لكم نم قرير العين لأنه لا يمكن بالمنطق ان ينتصر كتاب وقعه شخص خلافا للقانون والدستور والإنسانية والديمقراطية وقبل كل ذلك نهج رب العزة ونبيه الذي قال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء) ولا نهج امامنا عليه السلام عندما كان يعاني سكرات الموت بعد ان شج الخارجي عبدالرحمن ابن ملجم رأسه فسقاه سيدنا الحسن شربة لبن شرب القليل منها وقال (اعطه لأسيرك) قاصدا عبدالرحمن … هذا وأنتم لم تشجوا رأس احد ولم تجرموا حاشاكم وأنا لم اطرح هذه الأمور توسلا بأحد لأن جيش العراق لم يربينا على التوسل ألا بالله بل طرحت هذه الأمور لأذكر لكم ان من وقع كتاب قطع ارزاقكم هو من اتباع الله ونبيه وأمامه مثلكم وهو عربي عراقي مثلكم وأن الذي آزره في هيأة التقاعد هو مثلكم بل نفذ الكتاب الممتلئ غموضا فورا بينما عندما تصدر السلطات الثلاث أي شيء إيجابي بحق الجيش السابق ويأمره وزيره بالتنفيذ فأنه يتجشم العناء ويطعن بمجلس النواب ورئيس الجمهورية والقانون لدى المحكمة الاتحادية وعندما ترد المحكمة الطعن يرفض التنفيذ
اكرر نم قرير العين يا اخي فالله معك وشعبنا معك.