23 ديسمبر، 2024 9:39 ص

انعدام الثقة بين المواطن والصحة بـ لقاح فيروس كورونا !

انعدام الثقة بين المواطن والصحة بـ لقاح فيروس كورونا !

جميل جدا ان يكون ضمان صحي للمواطن العراقي, ومؤسسات صحية رصينة, كم نفتخر عندما نسمع ان كادر مستشفى نجح بأنقاذ حياة شخص ونجح بإجراء عملية جراحية نادرة, ومن منا لا يفرح عند الشفاء على يد طبيب ماهر,ونقول بأن الدكتور الفلاني افضل جراح, وهذه المستشفى هي الافضل, وهذا العلاج انتاج محلي, لكن عندما نسمع العكس ما نزداد إلا حزنا وألم, وما نطرحه في هذا المقال ما هو إلا ما يقوله الناس ويتداول بين الحين والآخر .

 

انعدام الثقة

منذ عقود مضت وواقعنا الصحي من سيء الى اسوء, “وهذه حقيقة يعرفها العراقيين” فـمعاملة الكوادر الصحية بالمؤسسة الصحية غير التعامل بالعيادات الخاصة, والادوية بالمؤسسة غير تلك الادوية بالصيدليات الخاصة, والكل منا مر وسمع واطلع على التعامل السيئ لبعض الكوادر الصحية, ولا نظلم الجميع فهناك كوادر لها مواقف قليل بحقها الشكر والتقدير, اضافة الى العلاج فأغلب الادوية لا تتوفر بالمستشفيات, او دون المستوى مما يلجأ المواطن الى شرائها من الصيدليات الخارجية .

 

قرارات خلية الأزمة

قد يتفق الكثير على ان خلية الازمة مازالت الى الان تكرر قراراتها, دون فائدة فالمواطن اليوم لا يلتزم لأسباب اقتصادية , لا تتلائم مع تلك القرارات, فلا بد من قرارات جديدة تراعي ظروف الفقراء, من محدودي الدخل, أصحاب القوت اليومي, فهم المتضرر الأكبر, ومن هذه القرارات هو الحظر فالحظر ليس بحل وفشل منذ بدء الجائحة, كما فشل أيضا الالتزام بالإجراءات الوقائية, كالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة, اضافة الى قطع طرق اغلب الشوارع بالصبات الكونكريتية, وهذا أشد دمارا على الكثير, وفرض الغرامة المالية, وكل هذه القرارات لم تاتي باي نتيجة ! وخلية الأزمة مهما اصدرت من قرارات , فقراراتها في مهب الريح, ولا يعير لها المواطن أي اهتمام لأسباب اغلبها قلة الثقة ؟.

 

اللقاحات

بعد مرور عام على ظهور فيروس كورونا اللعين, اقبلت الكثير من الدول على التطعيم, والعراق ينتظر ما وعدت به وزارة الصحة, بالتعاقد على اكثر من لقاح, لأكثر من شركة, وبعد تأخر اشهر وزارة الصحة تستقبل الوجبة الاولى, من التعاقد على اللقاح الصيني ,إلا أن الجانب الصيني أكد ان هذه الوجبة, “ما هي إلا مساعدة للشعب العراقي”, هنا ما جعل وزارة الصحة في موقف صعب, ترتبت عليه نتائج بـ “انعدام الثقة بين المواطن ووزارة الصحة” ! وبهذا اللقاح كون الوزارة أعلنت سابقا عن تعاقدها, ومن جهة أخرى يأتي اللقاح مساعدة،! والكثير من العراقيين رفضوا اخذ هذا اللقاح, كونه مساعده وهذا الوزارة غير مهتمة بهم ,وهذا اللقاح غيرجيد وله نتائج عكسية بالمستقبل, والوزارة الى اليوم رغم التطعيم اليومي, لا تزال تدعو المواطنين للتطعيم, وتشكو قلة الإقبال, بالرغم من دخول وجبة جديدة من اللقاحات, ولان المواطن اليوم لا يثق باللقاح والمؤسسات الصحية, كان من الاجدر ان تكون وزارة الصحة على بينة مع العراقيين بخصوص التعاقد على اللقاحات .

 

الإجبار على اللقاح

ان كان هذا القرار صائب فمصيره مصير بقية القرارات الأخرى, والعراقي بطبيعة الحال لايمارس معه الاجبار على شئ وسيكون حال التطعيم كـحال الكمامة, وهذه المشكلة قائمة, فكل لقاح في بدايته يكون الإقبال عليه قليل الى ان تظهر نتائجه الفعالة .

 

واخيرا :-

من مسؤولية الجميع ان نحد من خطورة هذا الوباء القاتل, وعلى وزارة الصحة العمل على توفير أفضل اللقاحات ,وزرع الثقة بين المواطنين والصحة ,وهذا لم يتحقق مالم يكون هناك تعاون موجودا بين الجانبين, وهذا ليس بالصعب والمطلوب, هو الإرشاد والتوعية, والتثقيف, والمصداقية بالتعامل, والإنسانية القائمة, والادارة الجيدة, والتشخيص الصحيح, والادوية الممتازة, والكوادر القوية, والاحترام والتقدير, وهكذا سيكون لنا واقع صحي قوي يقتدى به ..