انطلقت ،الخميس ،فعاليات مهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين على قاعة المركز الثقافي بسوق الشيوخ وبحضور شخصيات أدبيه وثقافيه من مختلف محافظات القطر وتستمر لمدة يومين متضمنة معرضا للصور ومعرضا تشكيليا وأخر للكتاب
وابتدأت فعاليات المهرجان بتلاوة أية من الذكر الحكيم وبعدها قراءة النشيد الوطني حيث القي السيد شيروان الوائلي كلمته حيث ذكر إن البلدان لا تتطور دون الثقافة وبعدها تلتها كلمة الشيخ الناصري حيث استذكر أيامه مع الشاعر الراحل وكان من ضمن الفعاليات افتتاح المعرض التشكيلي لفناني التجمع الثقافي ومعرض الصور التراثية لمدينة سوق الشيوخ كما تضمن معرضا للكتاب وأخر للصور الفونغرافية بعدسة المصورة رشا العبودي . ولم ينسى القائمين على المهرجان الفقيد الراحل الشهيد الأديب السيد فرقد الحسيني الذي كان غائبا بجسده لكنه حاضرا بوجود ولده علي . وكعادتها نورت المهرجان ابنة الشاعر الكبير الراحل الجواهري الدكتورة خيال الجواهري حيث قالت لموقع سوق الشيوخ : الحفل هذه السنة يختلف عن كل سنة من حيث التنظيم والحضور وتمنت ان تكون السنة القادمة أفضل. وبدوره أعلن السيد فوزي الاتروشي وكيل وزير الثقافة عن تخصيص مبلغ 30 مليون دينار من ميزانية الوزارة لدعم المهرجان سنويا وبعد قصائد متنوعة تغنت بحب الوطن وذكر الشاعر انطلق ضيوف المهرجان إلى بيت الشاعر الراحل السيد مصطفى جمال الدين في منطقة الكرمة لتبدأ جلسة مسائية تضمنت نقدا أدبيا وأبيات للشعر استذكروا بها الراحل ؟
وليكون مسك الختام بقصيدة تغنت بحب الوطن وسيستمر المهرجان حتى يوم غد الجمعة حيث سيكون مسك الختام على قاعة التجمع الثقافي في سوق الشيوخ
.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان عقيل الحربي”ان فعاليات اليوم الاول لمهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين السنوي الثالث تضمنت جلسه لقراءات شعرية وفعالية فنيه للفنان عزيز خيون في المركز الثقافي في سوق الشيوخ (30 كم جنوب شرق الناصرية)، وزيارة إلى بيت الشاعر في ناحية كرمة بني سعيد(43كم شرق الناصرية)، تخللتها قراءات بحثيه ونقدية وأدبيه وافتتاح معرضان للكتاب اولها لدار الحكمة والاخر لدائرة الشؤون الثقافية أقيما على هامش المهرجان”.
وبين الحربي أن “اليوم الثاني سيشهد افتتاح المعرض التشكيلي شارك به رسامو القضاء، ومعرض للبوستر تقيمه نقابه الفنانين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية وجلسه في البيت الثقافي في الناصرية صباحا، وجلسه مسائية في المركز الثقافي في سوق الشيوخ تشمل عرضا مسرحيا بعنوان (الهروب من السجن) لفرقة التجمع الثقافي بسوق الشيوخ يختتم بها المهرجان”.
فيما أعتبر نائب محافظ ذي قار حيدر بنيان ان “محافظة ذي قار ممثله بقضاء سوق الشيوخ تحتفل بأحد مبدعي ورواد الثقافة في العراق والوطن العربي وبدعم فقير من وزارة الثقافة ونحتاج ان تفتح الوزارة أبوابها ومصراعيها لرعاية ودعم كافه المهرجانات والكرنفالات الثقافية المحلية كي تبرز وجه العراق الحقيقي للعالم وتقول للعالم إن العراق مكانا للثقافة وليس للظلاميين ومكانا للمبدعين وليس للإرهابيين”.
من جانبه قال وكيل وزير الثقافة فوزي الاتروشي ” إن الشاعر مصطفى جمال الدين ابتعد عن الوطن حينا من الزمن فالتحق الزمن به لان لا فكاك للجلد من مساماته واغترب فكان راغبا به أكثر اخضرارا من حضوره الجسدي بين أحضان الوطن تبحر بالدين فكان متكئا وجسرا للتواصل مع إنسانيته وغرف من اللغة العربية فتألفت جبلته الشعرية بمحتوى حداثة أنيق وجميل على مدى ربع قرن” .
وأشار إلى إن البلد بحاجه إلى شخصيات بحجم مصطفى جمال الدين تكون تنويرية القلم وتجديدية الرؤى ، لافتا الى ان وزارة الثقافة سعيدة بان تجعل هذا المهرجان من ضمن ميزانيتها السنوية بمبلغ 30 مليون دينار أضافه إلى إن الوزارة ستقوم بطبع دواوين ومخطوطات الشاعر مصطفى جمال الدين ضمن مطبوعات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية .
رئيس الاتحاد العام للادباء فاضل ثامر لفت ان الشاعر مصطفى جمال الدين كتب عن القوافي والعروض والشعر الحر وكان من القلائل الذين ذكروا الاهوار في العراق التي فيها الكثير من القيم العلمية المتاحة وسلط الضوء على الأعمال الاجراميه التي ارتكبها النظام الدكتاتوري ألصدامي بحق الاهوار مشيدا بدور هذا المفكر والشاعر الذي قدم أمثوله كبيره ستبقي اسمه خالدا على مر التاريخ .
وولد مصطفى جعفر جمال الدين في 15 تشرين الثاني 1927 في قرية( المؤمنين) بعكيكة سوق الشيوخ (30 كم شرق الناصري)وتربى في كنف جده عناية الله الذي كان المرجع الديني لمحافظات البصرة وميسان وذي قار ،وارسله الى النجف الاشرف ليدخل مدارسها الدينية بعمر 11 سنة بزغ اسمه في اربعينات القرن الماضي كأحد الشعراء على مستوى العراق، ودعا لإدخال المناهج الحديثة ضمتن التعليم الحوزوي ونجح في تأسيس جامعة الكوفة عام 1962مع جهود علماء مخلصين اخرين، وادخل فيها اللغة الانكليزية، نال الدكتوراه 1974من جامعة بغداد عن اطروحته (البحث النحوي عند الاصوليين) داعياً الى التجديد في مناهج الدراسة الحوزوية في النجف، شرد من العراق نهاية السبعينات ليلجئ الى سوريا حيث كان له مجلس مفتوحا وحلقة علم كل يوم احد في السيدة زينب، وهو من اوائل من تنبهوا لمحنة تجفيف الاهوار ودعا العالم للتصدي لها وعلى الرغم من تخصصه الديني في دراسته الأولية الا انه كتب اعذب الشعر الغزلي، ويفتخر ابنائه انه طوال حياته لم يمدح احد بقصائده ويردد محبوه شعره ببغداد،
بغداد ما اشتبكت عليك الاعصر
الاذوت و وريق عمرك اخضر
مرت بك الدنيا وصبحك مشمس
ودجت عليك ووجه ليلك مقمر
لله انت فاي سر خالد
.
.
توفي عام 1996 ليدفن في مقبرة السيدة زينب.
و نعاه بنفسه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.
ابرز مؤلفاته ديوان شعر(عيناك واللحن القديم1972 ) و( القياس ..
حقيقته وحجيته) وهي رسالته في الماجستير و(البحث النحوي عند الأصوليين) وهي أطروحته في الدكتوراه بإشراف د.
مهدي المخزومي و(الديوان) مجلد ضم دواوينــــه الثلاثة (عيناك واللحن القديم و”الحان الغربة و قصائد عشتها)
و كتاب (محنة الأهوار والصمت العربي و (بحث في العين المرهونة) و (الإيقاع في الشـعر العربي من البيت الى التفعيلة)
و (حرية الإرادة بين الفلسفة والعقيدة) الذي نال عنه امتيازاً فوق الدكتوراه من كلية الفقه بالنجف و (رأي في أصول النحو وصلته بأصول الفقه) و(رأي في تقسيم الكلمة و (رأي في الشعر الحر..
نقد وتعريف) تعقيباً على كتـــــاب” قضايا في الشعر المعاصــر للشـاعرة نازك الملائكة
وله أربع مخطوطات لم يتم نشرها لحد الان.
طالب السيد وكيل وزارة الثقافة تقديمها ليتم طبعها .