23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

انصفوا جامعة الحاج مريدي

انصفوا جامعة الحاج مريدي

لم يفاجأ احداً تقرير الامم المتحدة الذي صدر الاسبوع الماضي والذي بموجبه اصبح العراق ( مع مجموعة صغيرة اخرى من الدول المتخلفة ) خارج اطار جودة التعليم الذي تحدث عن عدم توفر عدد كبير من المعايير المحددة في العراق طرحته خارج التصنيف العالمي ..

ردة فعل العراقيين حول التقرير كانت مؤسفة للغاية في تقديري ، فقسم منهم تناول الخبر عبر وسائل التواصل متهكماً وساخراً من الموضوع ، والقسم الاخر تجاهله تماماً ، والقسم الاخير اعتبره جزءاً من الحالة العراقية العامة التي لا تسر احداً في كل المجالات .. اما الدولة والحكومة المشلولة المشغولة بالطعون والكتلة الاكبر والرئاسات وعدد المقاعد فكان الامر لا يعنيها ، والعذر ان الحكومة حكومة تصريف اعمال ، والبرلمان معطل وكل شيء يسير بهذا البلد فقط بالدعوات وقدرة القادر !.

وحقيقة الامر والمعروفة للجميع ان كل العملية التربوية فاشلة من الاساس وبجميع مراحلها من : المناهج الى الادارة الى الابنية الى الاثاث والمباني والاهتمام الحكومي ، الى الادارات وقد اصبحت تدار بالمحاصصة والمحسوبية الى الفساد الذي ينخر مفاصل الوزارة الى كارثة المدارس والجامعات الاهلية التي لا شعار لها الا : ادفع تنجح !

على راس المعايير التي تتبعها مراكز التصنيف العالمية للجامعات على مستوى الكرة الارضية هو مدىٰ تفاعل هذه الجامعة او تلك مع المجتمع وما تقدمه للافراد من خدمات وبحوث تطبيقية وعملية تحدث فرقاً او تفتح افاقاً جديدة امام العلوم والمعرفة .. اضافة الى عشرات المعايير التي يصعب حصرها ومنها الرصانة العلمية واحترام التوقيتات المنهجية وقوة الكادر التدريسي ونوعية البحث العلمي ومنهجيته وامكانية تطبيقهعلى ارض الواقع .. وخلاف ذلك فان هنالك الالاف من الجامعات حول العالم والتي تمتلك اسماً فقط ، دون ان يعدّها احد بالعدة .. لانها تعتمد فقط على معادلة : ادفع ، عد الاشهر والسنوات والسمسترات ، الطش لك بحثاً من الانترنت ، اتفق مع استاذك ، ناقش بحثك .. روح ناجح بدرجة امتياز ..!

اما الان ، وقد دخل بيننا الانترنت ، وحل بيننا فيروس كورونا وهو يفتك بنا ويبهذل احوالنا ، فقد اصبحت القضية اسهل من شربة الماء .. فماعليك الا ان تدفع وكل شيء تمام وتنجح بتفوق ، عن بعد !!

اتساءل : هل عجزت العقول العراقية ان تضع ستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى لانقاذ قطاع التعليم بمراحله كافة بديلة لقاعدة : هي خربانة ؟ ومتى نضع جانباً القاعدة التي اصبح هي السائدة : انا شعليه ؟؟ واذا كان ساسة البلد يتعاركون على الكراسي والمناصب فمن للاجيال ينقذها من الواقع المزري الحالي والمآسي التي حلت بالتعليم والتربية في العراق وليس اخرها فضيحة شهادات الجامعات اللبنانية الوهمية التي تبين انها منحت مئات الشهادات الوهمية لقاء مبالغ و( مصالح ) في العراق الجريح لمتنفذين وساسة وصناع قرار ؟؟. والمضحك المبكي ان الجانب اللبناني هو الذي يحقق في الامر وجماعتنا يطمطمون الامر وكأنه لا يعنيهم .. ثم ما لها جامعة الحاج مريدي ؟ الم تمنح الوفاً منكم شهادات مصدقة وحقيقية واستغليتموها في مناصبكم وكراسيكم وانتخاباتكم من قبل ؟ ام ان شهادة الحاج مريدي عرجاء وتلكاللبنانية ( منيحة ) ورشيقة وشقراء .. رحمك الله ياحاج مريدي فمطربة الحي طلعت خرساء ..

اعجبتني جداً النصيحة التي اسداها اب لابنه الفاشل حين قال له : يا بني لا تدرس ولا تسهر ولا تتعب نفسك ففي النهاية يمكن ان تصبح رئيساً في العراق حتى لو تخرجت بمعدل اكثر من ٥٠ من المئة بقليل ، ومن جامعة مسائية او وهمية او اهلية مغمورة .. لانك فيالعراق ، بلد العجائب !