ـ ـ إعادة المقتل
الفرق هائل بين الخيانة والامانة بين الوفاء وبين الغدر صراع مهول منذ بدء الخليقة بين الشباب والكهول والعدو الواضح والمجهول . ينزف التاريخ حنيناً ينحني في منتهاه جعل الحاضر حصنا واهن الجدران عارٍ يتهاوى بالحقيقة يبحث عن جرح قديم يتلاشى عند بغي الفاسدين . انها انشودة عيسى حول ناس مارقين ومحمد يا محمد سيداً للمرسلين تُرجِم الشيطان عمداً وتسب الجاحدين الجاهلين المارقين . أنها انشودة شمسٍ يا حسين المتقين .الحسن بن علي كان يحب عثمان بن عفان الخليفة الثالث السلام عليهم اجمعين . تأثر كثيراً عند مقتله , كلفه أبوه علي بن ابي طالب هو وشقيقه بحراسة عثمان والوقوف على باب بيته مع عدد من ابناء الصحابة . سطى عليه الغادرين من البيوت المجاورة لبيته فقتلوه . فكانت الكارثة , أستشاط علي بن ابي طالب غيضاً فلطمهم على وجوههم . ابن الخليفة الاول ابو بكر في دخوله على عثمان أمسك بلحية عثمان معنّفاً رد عليه عثمان ” لو ان أبوك راى ماتفعل لن يهون الامر عليه ” وقال عثمان ايضاً لقاتليه ” قتلكم لي ستكون فتنة الى يوم الدين ” وكررها اليهودي ” عبدالله بن سلام ” مناصراً عثمان فقال الغوغاء أقتلوا اليهودي يالهُ من فارق كبير بينه وبين عبد الله بن سبأ ” قتلوا عثمان وكانت الواقعة كان يقرأ القرآن عند مقتله .بحث القتلة عن خليفة فلم يستجب احد لهم , اضطر علي على القبول بها . استنكر الحسن ذلك ولم يوافق خاطب اباه ” ابي لا تقبلها الآن هؤلاء قتلة جاحدين . وسيبايعك المسلمين المؤمنين بعدهم وأكد عليه لوكنت في جحر ضب سيخرجوك ويبايعونك خليفة عليهم . أنسيت “كلثوم ابن تجيب ” أخذ ملاءة نائلة زوجة عثمان عبث بالاخلاق والشرائع وصاحبَ الشيطان . أنسيت يا ابي نهبوا دار الخليفة وسرقوا بيتَ مال المسلمين . أنهم غوغاء يا عادل يا امين . رد علي على الحسن وكان محقاً في رده وموقفه ” لابد من شخص جدير بالثقة دارك يدير شؤون هذه الامة ” فكانت الحرب بينه وبين معاوية الذي ثار طالباٍ للثار لأبن عمه عثمان . غدروا بعلي فقتلوه فبايعت الناس الحسن وأيدوه ” كان الحسن بن علي بن ابي طالب ” اذكى الناس في زمانه وانزههم واتقاهم أنه ” أنقى الجواهر ” . بعد خيانة قسم من اتباعه له ومحاولة قتله . حسم الامر مع معاوية بن ابي سفيان ” حقناً لدماء المسلمن ” يا لروعة وعظمة هذا المشهد الذي ارخه التاريخ بحروف من ذهب . قال النبي عنه ” ابني هذا سيصلح بين فئتين من المسلمين ” فكان ذلك عبرة للمؤمنين . كان الحسين رافضا لهذا الاتفاق واراد ان يثور , أرغمه الحسن على الهدوء وقال إن رفضت سأكبلك بالحديد . دارت الايام وانقلب معاوية وخلفه ابنه يزيد , ولم يبايعه الحسين غضبوا اهل الكوفة وثاروا من جديد طالبين من الحسين قيادتهم , ارسل مسلم بن عقيل فالكل ايدوه وشجّعوه أرسل للحسين الصورة طالباً القدوم . بعدها انقلبت بتدبير عبيد الله بن زياد أبن عم يزيد , والحسين قادماً واجهه الفرزدق يسأله ” الى اين يا بن علي “قال للكوفة فرد الفرزدق ولماذا الكوفة فقال الحسين انهم يطلبونني للثورة . فأنَ الفرزدق أنين الضواري وقال أهل الكوفة قلوبهم معك وسيوفهم ضدك . لم يقتنع الحسين بما سَمِع واستمر بالمسير قبله رفض أبنَ عباس وما يريد . مصطحباً اهله وقليلاً من اتباعه ومواليه . واجه عمر بن سعد بن ابي وقاص خال الرسول جد الحسين عليهما السلام سائلا الحسين عن وجهته ومبتغاه . قال الحسين للثورة على طلب اهل الكوفة . فمنعه عمر قائد قوات عبيد الله بن زياد فبعث بطلب وجهاء الكوفة الطالبين من الحسين المجيء فأنكروا ما ذكره الحسين فرد عليهم بعرض رسائلهم الأكثر من خمسمائة رسالة فأنكروها مخافة من يزيد وطمعا في ماله ووعوده والثريد وخانو الزكي وما يريد . تحرّج الحسين من هذا الموقف فخاطب قائد جيش عبيد الله بن زياد طالباً مقابلة يزيد بن معاوية أو الرجوع من حيث أتى الى المدينة أو الذهاب الى الثغور . فأرسل عمر بن سعد قائد جيش عبيد الله بن زياد . الى يزيد بن معاوية يعلمه بطلب الحسين فرفض يزيد بن معاوية طلب الحسين وامر قائد الجيش بمقاتلة الحسين وقتله . فكانت الكارثة والفتنة الثانية بعد فتنة عثمان . من حارب الحسين لم يكونوا غرباء مجهولين هم نفسهم اتباع ابيه علي بن ابي طالب وهم نفسهم اتباع أخيه الحسن ويدعون انهم من شيعةعلي . بعد قتلهم للحسين ندموا واعتصموا قرب قبره نادمين . لكن وما يفيد الندم . مثل ندمهم على قتل عثمان سلام على عثمان المغدور المظلوم الذي تستحي منه الملائكة وسلام على علي القاضي بالعدل والناصح للظالم والمظلوم وسلام على الحسين الزكي المظلوم سبط رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم .. أنها ملحمة عثمان وعلي والحسن والحسين و الحاضر يعيد للتاريخ مداه شكله ومضمونه ومحتواه