طبقا لعلماء الالسنيات فان العلاقة بين الدال والمدلول في اللغى “اعتباطية”. بمعنى لاتوجد صلة بين “التفاح” كفاكهة وبين “التفاح” كمفردة لغوية. وكان يمكن ان تطلق مفردة “حمار” على شجرة التفاح دون اية ازمة لاتحل الا بالتوافقات اوالصفقات او “البوسات”. وكان يمكن لفاضل عواد ان يصدح “تريد مني الحمار ومن اين اجيب الحمار” كدلالة على التفاح دون ان يخل ذلك بالذوق الرومانسي للحبيب او الحبيبة. هذه اذن هي القاعدة طبقا لعلماء اللغة.
لكن لكل قاعدة شواذ. ومن ايات ذلك ان العلاقة بين مفردة “دبش” وبين دلالة اسمه على ارض الواقع ليست اعتباطية. ودبش هنا ينطبق عليه ما ينطبق على “شمهودة”. فهي الاخرى اسم على مسمى شاء نعوم جومسكي ورولان بارت او لم يشأ. هذه هي اذن مقادير اللغة وشواذها التي هي اعتباطية على مستوى الشجر والهواء وطائرة الايرباص وصفقة الاسلحة الروسية والنزاهة والفساد وصولة الفرسان والصحوات والمخبر السري والفصل السابع ومارتن كوبلر وقبة البرلمان ووثيقة الشرف وشارع المطار واجهزة الكشف عن السونار والمصران الاعور ودجاج الكفيل لكنها ليست كذلك في حالتي دبش وشمهودة فهي علاقة ارتباط عضوي وجدلي ومصيري لاتنفصم عراه .
ولان “السيد دبش” بهذه المواصفات فقد اخذ على عاتقه الاجابة عن اكثر اسالتنا حراجة. بل كلما طرحنا عليه سؤالا اشكالويا يبتسم قائلا انكم لم تقتربوا بعد من الاسئلة الكبرى التي تتعلق بالفساد والخدمات والعملية السياسية والتوافقات والصفقات والمحكمة الاتحادية والرواتب التقاعدية والبنى التحتية وتمديد ولايات الرئاسات الثلاث. لم نكن نهدف الى اختبار “دبش” عبر الاجابة عن الاسئلة المحرجة بل “تبين” انه هو الذي كان يختبر شجاعتنا في طرح الاسئلة المسكوت عنها والمضحوك منها والملطوم عليها.
مع ذلك حاولنا الاتفاق معه على “ميثاق شرف” ينسجم مع توافقات المرحلة او في الاقل نطرح عليه اسئلتنا كـ “سلة واحدة” و”نفضها”. لكنه تمسك بالرفض معتبرا ذلك “مخالفة دستورية”. ولاننا ديمقراطيون فقد قلنا مع انفسنا هي “ظالة على دبش” الذي قضى عمره مثل “شمهودة” يلطم مع الكبار وياكل مع الصغار. مع ذلك ولان الدلالة بين اسمه ومحتواه ليست اعتباطية مثل التفاح والحمار فلابد ان نجاريه عسى نعثر على اجابة لاكثر اسئلة المرحلة حراجة. ولان وقت “دبش” محدود بسبب ان لديه “وصلة لطم” خفيفة بمناسبة قرار مزدوجي الجنسية (دبش يحمل جنسيتين واحدة من ذاك الصوب والثانية من ام الخنازير). وقلنا “هم ميخالف”.. واستنادا لمقولة “المايجي وياك تعال وياه” كان سؤالنا الاول .. متى يتم توزيع “العدس” ضمن حصة رمضان؟ التفت دبش يمينا وشمالا و”طكها” بضحكة حتى كاد يسقط على قفاه. تدارك دبش الموقف والتفت قائلا ارجو ان تكون الاجابة موفقة اعطوني السؤال الثاني.. قلنا له .. هل تعتقد ان ازمة الكهرباء تنتهي نهاية العام الحالي ونصدر كهرباء العام القادم طبقا لتصريحات “عفتان” و”الشهرستاني”.؟ التفت دبش يمينا وشمالا وشرقا وغربا وجنوبا وراح في وصلة بكاء ونحيب وهو يتقلب على الارض. تركنا مصيبة الكهرباء والعدس جانبا و”التهينا” بدبش الذي قال .. اقبضوا مني وعاد لنوبة .. ضحك كالبكا.
