22 ديسمبر، 2024 4:08 ص

انت بريء أيها الناخب

انت بريء أيها الناخب

المواطن العراقي الذي يحلم بالإستقرار في بلد غير مستقر مثل سمكة في ماء ضحل لا هي ميته كليا ولا هي تملك مجال حياتها .
في الفضائيات العراقية كما في عالم السياسة لا يجد المواطن نفسه كما يريد بل كما يريد الإعلام له . الإعلام الذي سخره لهذا التشظى إلى جزيئات حد التفتت , وبعدئذ اليأس . بما يملك المرشحون من الآعيب وحيل فنية تتأمر على صوته بوقاحة , وحين يكُّون وأمثاله كرسيا برلمانيا يتطلعون له بعين العطف كي ينقذهم من إختناقات المجاري وشحة المياه وإنعدام الكهرباء وصولات هذا النائب وعربدة تلك النائبة , يتفاجأ أن كرسيه وأمثاله صار بالمزاد حتى وصل إلى خمسة مليون دولار , ويتساءل مع نفسه وربما يدفعه الفضول ويسأل من هو أكثر دراية منه بشؤون السياسة :
– هل يوجد نظام في العالم يبيح بيع كرسي كتلة أو مجموعة بالمزاد !؟ .
ويلحقه بسئوال آخر :
– ترى من يشتري كرسيا في البرلمان بهذا المبلع كم سيحصل هو منه !؟.
وهل تقبل الرئاسات الثلاثة بإعتبارها أمينة على تطبيق الدستور بهذا الإنحطاط الخلقي العلني !؟ .
ورغم ما سمع يظل يتساءل بعفوية مواطن لم تدنسه السياسة القذرة بعد :
– ترى كم ستحصل الكتل التي لها مقاعد كثيرة , وكم دفعت هي الأخرى بهذه الطريقة أو بطرق أخرى .
ويدرك أن وجوه النواب تخفي تحتها قلوب ذئاب ونفوس ثعالب وتخطيط شيطان رجيم !.
وحين يسمع أخبار الفضائيات ويدرك حجم التلاعب بصوته من ما يسمونها مفوضية الإنتخابات وأصحاب الرؤوس الكبيرة ومن خلفها ميليشيات القتل على الهوية , يدرك أنه مهم ليس لما في رأسه من طموحات , وإنما للذين تسيدوا البلد وخلال سنين صاروا من أثرياء عالميين .
ترى من انتشلته الأقدار من العدم ومن التسكع والتشرد وما كان يحلم إلا بعيش على قدر الحال وصار خلال سنين من أثرياء العالم يدرك أن البلد يعيش إزمة الناخب المخلص والمرشح المخلص وبالنتيجة النهائية الحكومة غير المخلصة وهذا هو المطلب . لأن السياسة العرجاء حققت الأهداف التي جاءووا من أجلها , وإن الوطن سلعة لا تربطهم به إي صلة وصل من اهتمامات المواطن . هم ارادوا وطنا بقرة حلوب وحيتن تشح يذبحوها دون سؤال نبي الله عن لونها , ساسة لا تشبع نفوسهم وعيونهم إلا بتراب القبر , كما يقول الناس
رغم براءتك أيها الناخب عليك أن تعلم أن لا براءة تتوافق مع السياسة , كما يقول أرسطو :
– لا تتوقع من أحد يعطيك مالم تعطِ نفسك ما تحلم به .