18 ديسمبر، 2024 8:02 م

انتهاك الحرم المدرسي والاعتداءات مستمرة

انتهاك الحرم المدرسي والاعتداءات مستمرة

اخر الصور في مسلسل الاعتداءات على الاسرة التعليمية طالبة تتجاوز غلى مديرة مدرستها بسبب سحب تلفونها , عياط وصياح وتشابك بالأيدي ورفض تسليمه نقلت عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي , حالات من الرعب تسود المدارس وتتجنب الاسرة التربوية اي شكل من اشكال الاحتكاك مع الطلبة والطالبات خشية تطور الامور الى ما لا تحمد عقباه , والابتعاد عن الاثارة وتداعياتها , لقد اصبح التهديد والوعيد من قبل الطلبة والطالبات امرا شائعا في المدارس وفي مختلف المراحل .

الفترة هذه الايام حساسة وعصيبة , فهي فترة امتحانات نهاية الفصل الثاني وتحديد السعي السنوي وبالتالي الدخول الى الامتحانات الوزارية , الاعصاب مشدودة وكثير من اولياء الامور الان انتبهوا ان لهم ابناء في المدارس , وكانوا في غفلة عنهم , ولا يتابعونهم , ففي هذه الايام سيتحدد مصير الكثير من الطلبة والجميع يريد ان يكون طلبتهم من الناجحين او ان يبقوا على الامل في الانتقال الى مرحلة اعلى .

للأسف , طيلة الاشهر الماضية , كانت المتابعة ضعيفة من ذوي الطلبة او انها تكاد ان تكون معدومة لقسم منهم , وهنا يصبح الدارس في موضع التقييم الذي يضعه في مفترق طريقين , اما يتقدم مرحلة او يعيدها وهذا ما لا يرضي ذويه , فتفتعل المشاكل ويلقى اللوم على المدرسة والمعلمين والجهات التربوية .

لاشك ان هناك قصور واخطاء ونواقص ومشاكل وتحديات تواجه التعليم , بل وفساد فيه , ولكن دور الاهالي في ملاحقة ذلك ليست بالمستوى المطلوب , والضغط لإصلاح العملية التربوية وتطويرها غير كاف وشكلية , وتجابه بلا مبالاة , وكان الامر لا يعنيهم , ويستخدمون ما تعانيه العملية التربوية من ترد مبرر لاقتراف الاعتداءات والانتهاكات لقدسية المؤسسات التربوية .. يعطون لأنفسهم الحق تحت هذه الذرائع او تلك للتطاول على الادارات والكوادر التدريسية والتعليمية.

الواقع ان هذا الانفلات له اسباب كثيرة في مقدمتها واخطرها شيوع العنف وثقافته في المجتمع وغياب تنفيذ القانون والتقيد بأحكامه ومحاسبة منتهكي حرمة المؤسسات التربوية وضرورة نشر قيم التسامح والاخلاق الحسنة وتضمينها في المناهج الدراسية ونبذ التقاليد والعادات الضارة والتسلط والاستناد الى عوامل القوة غير المشروعة , بما فيها تلقي الدعم من قوى مسلحة خارج اطار الشرعية القانونية ومؤسساتها .